مقتل هاشم صفي الدين ضربة قاصمة أخرى لحزب الله

بيروت - ساعد هاشم صفي الدين، الذي أكد حزب الله الأربعاء مقتله، في إدارة أكبر قوة عسكرية وسياسية في لبنان لفترة وجيزة حتى استهدفته إسرائيل أيضا بعدما قتلت حسن نصرالله أمين عام الحزب اللبناني.
وكان من المفترض أن يكون صفي الدين خليفة نصرالله.
وشكل مقتله ضربة قاصمة أخرى توجهها إسرائيل لحزب الله، الذي أصبح جماعة ضعيفة الآن تواجه أكبر أزمة منذ أن كونها الحرس الثوري الإيراني عام 1982 لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال حزب الله في بيان “ننعى… قائدا كبيرا وشهيدا عظيما على طريق القدس رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة العلامة السيد هاشم صفي الدين”.
وأضاف أنه “ارتحل إلى ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين… في غارة صهيونية إجرامية عدوانية”.
وتابع البيان قائلا إن صفي الدين التحق “بأخيه شهيدنا الأسمى والأغلى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله (…) كان أخاه وعضده وحامل رايته، ومحل ثقته، ومعتمده في الشدائد والكفيل في المصاعب”، وقدّم “جلّ حياته في خدمة حزب الله والمقاومة الإسلامية ومجتمعها وأدار على مدى سنوات طويلة من عمره الشريف بمسؤولية واقتدار المجلس التنفيذي ومؤسساته المختلفة”.
لعب صفي الدين دورا كبيرا في التحدث باسم حزب الله خلال الأعمال القتالية المستمرة منذ عام مع إسرائيل
وصفي الدين هو ابن خالة نصرالله ويدير شؤون الجماعة إلى جانب نائب الأمين العام نعيم قاسم، منذ اغتيال إسرائيل نصرالله في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي. كما أنه عضو في “مجلس الجهاد” الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة.
وقال مصدر أمني لبناني في الخامس من أكتوبر الجاري إن الاتصال بصفي الدين انقطع منذ اليوم السابق، وذلك بعد غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في وقت متأخر من يوم الثالث من أكتوبر. ونقل موقع أكسيوس عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الغارة كانت تستهدف صفي الدين.
وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي للجماعة، يشرف صفي الدين على إدارة شؤونها المالية والإدارية.
ورغم أنه ليس معروفا لدى الإسرائيليين مثل نصرالله، تعد إسرائيل صفي الدين هدفا رئيسيا في جماعة تعتبرها منظمة إرهابية متحالفة مع إيران.
ولعب صفي الدين دورا كبيرا في التحدث باسم حزب الله خلال الأعمال القتالية المستمرة منذ عام مع إسرائيل، وألقى خطابات في الجنازات وغيرها من الفعاليات التي تجنبها نصرالله لفترة طويلة لأسباب أمنية.
صفي الدين هو ابن خالة نصرالله ويدير شؤون الجماعة إلى جانب نائب الأمين العام نعيم قاسم، منذ اغتيال إسرائيل نصرالله
وهو أول قيادي في حزب الله يتحدث علنا بعد أن هاجمت حركة حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي، ما أشعل فتيل حرب غزة ودفع الحزب إلى الدخول في صراع مواز مع إسرائيل.
وبينما كان المراقبون من أنحاء الشرق الأوسط ينتظرون ليروا ما قد يقدم عليه حزب الله لمساعدة حماس، قال صفي الدين أمام فعالية في الثامن من أكتوبر من العام الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت “الأمة معكم. قلوبنا معكم، عقولنا معكم، أرواحنا معكم. تاريخنا وبنادقنا وصواريخنا معكم. وكل ما عندنا معكم”.
على غرار نصرالله، يرتدي صفي الدين العمامة السوداء التي تشير إلى أنه من نسل النبي محمد، كما يوجد تشابه في التكوين الجسدي بينهما.
وصفي الدين سليل عائلة شيعية لبنانية معروفة، وولد في جنوب البلاد الذي تسكنه أغلبية شيعية.
درس صفي الدين في الحوزات الدينية في مدينة قم الإيرانية قبل أن يعود إلى لبنان في تسعينات القرن العشرين لتولي مسؤوليات قيادية في الجماعة.
وحافظ على علاقات وطيدة مع داعمي حزب الله في إيران.
وابنه رضا متزوج من ابنة القائد الإيراني الراحل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حتى مقتله في هجوم بطائرة أميركية مسيرة في بغداد عام 2020.
وشقيقه عبدالله يشغل منصب ممثل حزب الله في طهران.

وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي يلعب صفي الدين دورا شبهه البعض بدور رئيس وزراء الحكومة، المسؤول عن مجموعة من مؤسسات حزب الله المشاركة في الرعاية الصحية والتعليم والثقافة والبناء وغيرها من الأنشطة.
وقاد جهود إعادة بناء الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت عقب حرب الحزب مع إسرائيل عام 2006، عندما دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية مساحات شاسعة من المنطقة.
وفي خطاب ألقاه عام 2012 قال صفي الدين إن إعادة الإعمار بعد الحرب كانت “انتصارا جديدا” على إسرائيل.
وقال فيليب سميث، الخبير في شؤون الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من إيران، إن نصرالله “شرع في تجهيز المناصب له (لصفي الدين) داخل مجموعة من المجالس المختلفة في حزب الله”.
ووضعته وزارة الخارجية الأميركية على قوائم الإرهاب عام 2017. وردا على الضغوط الأميركية على حزب الله في العام نفسه قال “هذه الإدارة الأميركية المعاقة والمجنونة بقيادة (الرئيس الأسبق دونالد) ترامب، لن تتمكن من المقاومة، ولن يحصلوا على شيء”.