مقتل صحافيتين في غارة تركية على شمال العراق

السليمانية (العراق) – قُتلت صحافيتان وأصيب رجل الجمعة في إقليم كردستان بشمال العراق في غارة بطائرة مسيرة استهدفت سيارتهم ونسبت إلى تركيا، حسبما أفاد مسؤولون محليون ووسائل إعلام، وذلك بعد أسبوع من توقيع أنقرة وبغداد مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب.
وردا على سؤال بشأن القصف الجوي الذي وقع الجمعة في منطقة سيد صادق في إقليم كردستان، قالت وزارة الدفاع التركية في أنقرة لوكالة الصحافة الفرنسية إن منفذّه "ليس الجيش التركي".
ونفى مسؤولون في العراق الروابط المزعومة للضحايا مع حزب العمال الكردستاني أو وسائل إعلام تابعة له.
وأكد مسؤول أمني عراقي طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية أن "طائرة مسيرة يرجح أنها تابعة للجيش التركي قصفت سيارة تقلّ صحافيين" في سيد صادق شرق السليمانية، ثاني أكبر مدن كردستان.
من جهته، ندد قوباد طالباني نائب رئيس وزراء الإقليم بالقصف في بيان موضحا "إن ضحايا القصف الجوي في قضاء سيد صادق صحافيتان اثنتان، وليستا أعضاء قوة مسلحة لكي تشكلا تهديدا على أمن واستقرار أي بلد أو منطقة".
وقال رئيس فرع نقابة الصحافيين في السليمانية كاروان أنور لوكالة الصحافة الفرنسية خارج المشرحة المحلية إن "صحافيتين قتلتا".
وأشار "كانتا معروفتان بالعمل في مجال الصحافة والاعلام".
وفي بيان مشترك دانت نقابة صحافيي كوردستان ومركز ميترو اغتيال صحافيتين كرديتين بقصف جوي تركي شرقي السليمانية، مطالبين حكومتي الإقليم وبغداد للتدخل لوقف "انتهاكات الجيش التركي بحق الصحافيين".
ولفت البيان إلى أن "طائرة مسيرة تركية، قصفت قبل ظهر الجمعة وعلى الطريق الرابط ما بين مدينة السليمانية وقضاء سيد صادق (60 كم شرق السليمانية) قصفت سيارة كانت تحمل مجموعة من الكوادر الاعلامية لقناة ستيرك تي في والذي يعمل في إطار شركة جتر الإعلامية المرخصة من قبل حكومة إقليم كردستان".
وبيّن أن "قصف المسيرة أسفر أيضاً عن إصابة السيارة والذي نجم عنه وفاة الصحفيتين (كلستان تارا وهيرو بهاء الدين، كما أصيب في الهجوم (ريبين بكر) المسؤول عن الإعلام الرقمي لشركة جتر الاعلامية بجروح بليغة".
وأوضح أن "هذه ليست هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش التركي الصحافيين، ففي 8 يوليو الماضي، استهدفت القوات الجوية للجيش التركي صحفيين من قناة جرا تيفي وتيزي وجرا أف أم في مجمع قصبي في قضاء سنجار، وأدى ذلك القصف حينه الى استشهاد الصحافي مراد ميرزا وإصابة كل من الصحافي مديا حسن وخلف حيدر بجروح خطيرة".
وطالب مركز ميترو ونقابة صحافيي كردستان، كل من حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية بـ"بذل أقصى الجهود سواء بالطرق الدبلوماسية أو الطرق الأخرى المتاحة للحكومتين للضغط على الحكومة التركية لمنع مثل هذه الانتهاكات التي يرتكبها الجيش التركي ضد الصحفيين والمواطنين المدنيين".
ومن جانبه، انتقد رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني محمد الحاج محمود، السبت، بشدة الاتفاق المبرم بين العراق وتركيا بشأن التنسيق العسكري والأمني بين الجانبين، واصفا إياه بأنه "تم على حساب ضرب الكرد".
وقال إن هذا الاتفاق أُبرم على حساب ضرب الكرد، وينبغي للقوى السياسية في اقليم كردستان أن تجتمع مع بعضها البعض بدلاً من دول الجوار.
وتابع إن الجميع يستعد لحرب غير المرغوب فيها و التي على وشك الاندلاع في المنطقة، ولا ينبغي للكرد أن يتورطوا في الحرب التي لا يريدونها.
وأكد حزب العمال الشيوعي الكردستاني أن حكومتي الإقليم والعراق تتحملان مسؤولية الهجوم الذي استهدف الصحافيين، داعيا المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان لحماية الصحافيين من الجرائم التي ترتكبها الدولة التركية، في ظل استمرار الصمت الحكومي.
وقال السياسي الكردي أدهم بارزاني "إن استهداف الصحافيتين جريمة دولية، ينتهك كل قوانين وأعراف حقوق الإنسان. وانتهاك لحقوق المواطنين والصحافيين". ودعا "المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات التي باتت تشكل خطراً على حياة المواطنين المدنيين".
ومن جانبه، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في أربيل عاصمة إقليم كردستان في بيان "استهدفت طائرة بدون طيار تابعة للجيش التركي في الساعة 11 صباحا مركبة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني بالقرب من قرية تبراشي في منطقة سيد صادق بمحافظة السليمانية".
وتابع "مما أسفر عن مقتل مسؤول في حزب العمال الكردستاني وسائقه ومقاتل مرافق له".
ولحزب العمال الكردستاني قواعد خلفية في إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي والذي فيه أيضا قواعد عسكرية تركية منذ 25 عاما.
ويخوض الحزب تمردا مسلحا ضد السلطات التركية منذ عام 1984 وتصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية".
والأسبوع الماضي، أعلنت تركيا عن اتفاقية تعاون عسكري مع العراق تتضمن إقامة مراكز تدريب وقيادة مشتركة ضد الانفصاليين الأكراد، وقالت بغداد إنها قررت حظر العمال الكردستاني كحزب.