مقاومة الميكروبات للأدوية.. خطر داهم للأطفال

عوامل عديدة تسهم في تفاقم مشكلة مقاومة الميكروبات للأدوية وبخاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
الأربعاء 2025/04/16
مقاومة الميكروبات للأدوية تحير علماء الطب

واشنطن - كشفت دراسة علمية أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل حول العالم فارقوا الحياة في عام 2022 بسبب مضاعفات عدوى ناجمة عن مقاومة الميكروبات للأدوية. وتوصلت الدراسة التي نشرت خلال المؤتمر الدولي للجمعية الأوروبية لعلوم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية هذا العام إلى أنه في 2022 فقط، لقي أكثر من 752 ألف طفل في جنوب شرق آسيا و659 ألف طفل في أفريقيا حتفهم بسبب مضاعفات مرتبطة بمقاومة الميكروبات للأدوية.

وأكد الباحثون أن مقاومة الميكروبات للأدوية تمثل خطرا داهما بالنسبة للأطفال الذين تتزايد مخاطر تعرضهم للعدوى، لاسيما في ظل تراجع فرص ابتكار تركيبات جديدة من المضادات الحيوية لهم في ضوء تأخر أنشطة تطوير وابتكار الأدوية.

وأشارت الدراسة التي أوردها الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية إلى أن هناك عوامل عديدة تسهم في تفاقم مشكلة مقاومة الميكروبات للأدوية وبخاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط مثل اكتظاظ المستشفيات بالمرضى، وضعف الإجراءات الصحية، وسوء إجراءات الوقاية من العدوى، وكلها عناصر تؤدي إلى ظهور سلالات من الفايروسات والميكروبات أكثر قدرة على مقاومة الأدوية والمضادات الحيوية المستخدمة حاليا.

ونقل “ميديكال إكسبريس” عن الطبيب جوزيف هارويل أحد أعضاء فريق الدراسة قوله إن “معدلات وفاة الأطفال جراء هذه المشكلة سوف تستمر في الارتفاع بشكل ملموس، لاسيما في الدول ذات معدلات الدخل المنخفض والمتوسط التي تتراجع لديها إمكانيات الحصول على أدوية بديلة ووسائل تدخل علاجي أكثر تقدما.”

◙ اكتظاظ المستشفيات بالمرضى وضعف الإجراءات الصحية وسوء إجراءات الوقاية من العدوى عناصر تؤدي إلى ظهور سلالات أكثر قدرة على مقاومة المضادات الحيوية
◙ اكتظاظ المستشفيات بالمرضى وضعف الإجراءات الصحية وسوء إجراءات الوقاية من العدوى عناصر تؤدي إلى ظهور سلالات أكثر قدرة على مقاومة المضادات الحيوية

وأضاف أن التصدي لهذه المشكلة يتطلب تضافر الجهود على المستويين الإقليمي والدولي عن طريق إيجاد أنظمة مراقبة لمقاومة الميكروبات للأدوية، ووضع ضوابط لمتابعة استخدام المضادات الحيوية بشكل منتظم. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت أن مقاومة مضادات الميكروبات تشكل تهديدا عالميا للصحة والتنمية، وتستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة متعددة القطاعات بشأنها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأعلنت المنظمة أن مقاومة مضادات الميكروبات من التهديدات العالمية العشرة الرئيسية للصحة العامة التي تواجه البشرية. وتعدّ إساءة استعمال مضادات الميكروبات والإفراط في  استعمالها المحركين الرئيسيين لظهور المُمرضات المقاوِمة للأدوية. يؤدي نقص المياه النظيفة وخدمات الإصحاح وقصور الوقاية من عدوى الأمراض ومكافحتها إلى تعزيز انتشار الميكروبات التي يمكن لبعضها أن يقاوم العلاج بمضادات الميكروبات.

ومن شأن نجاح الطب الحديث في علاج حالات العدوى، ولاسيما أثناء العمليات الجراحية الكبرى والعلاج الكيميائي للسرطان، أن يتعرض لمخاطر متزايدة ما لم تُستعمل مضادات ميكروبات فعالة. ومضادات الميكروبات، ومنها المضادات الحيوية ومضادات الفايروسات ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات، هي أدوية تُستخدَم للوقاية من حالات العدوى التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات.

تنشأ مقاومة مضادات الميكروبات عندما تطرأ تغييرات على البكتيريا والفايروسات والفطريات والطفيليات بمرور الوقت وتصبح غير مستجيبة للأدوية، مما يجعل علاج حالات العدوى أكثر صعوبة، ويزيد من خطر انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفيات. وتصبح المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المضادة للميكروبات غير ناجعة بفعل مقاومة الأدوية، وتتزايد باطراد صعوبة علاج حالات العدوى.

16