مقاتل بداعش: فوضى بين زعماء التنظيم مع اقتراب الهزيمة في الباغوز

منصف المخير، مقاتل بداعش، لا يزال يؤمن بفكرة إقامة خلافة للمسلمين، يتهم قادة تنظيم الدولة الإسلامية بـ"المافيا" عبر السعي فقط إلى جمع المال.
الاثنين 2019/03/11
منصف المخير: لا يوجد عدل بالتنظيم

القامشلي (سوريا)- من إلن فرنسيس- حثّ مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية محتجز في سوريا السلطات الإيطالية على السماح له بالعودة لبلاده ليبدأ حياة جديدة، قائلا إنه تخلّى عن “الخلافة” التي أعلنها التنظيم بعد شعور متزايد بالاستياء من قادته.

وتحدث منصف المخير (22 عاما) المنحدر من أصول مغربية ونشأ في إيطاليا إلى رويترز، السبت، في أول مقابلة منذ استسلامه لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة قبل شهرين.

والرجل محتجز في السجن منذ خروجه من قرية الباغوز، آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا. وتتأهب قوات سوريا الديمقراطية لانتزاع الباغوز من التنظيم، الذي بسط سيطرته في وقت من الأوقات على ثلث العراق وسوريا.

وتحدث المخير عن تزايد الفوضى بين أعضاء التنظيم مع اقتراب الهزيمة وعن نزاعات بينهم مع فرار كبار القادة من سوريا. لكنه أوضح أن الدولة الإسلامية تخطط للمرحلة التالية، وتهرّب المئات من الرجال لتؤسس خلايا نائمة عبر العراق وشرق سوريا، وأن المتشدّدين مصممون على الرد.والمخير واحد من الآلاف من أنحاء العالم جذبتهم وعود إقامة خلافة إسلامية تتجاوز الحدود. ووصفه مسؤولو الأمن الأكراد بأنه إيطالي، ويقول هو إنه يحمل الجنسية الإيطالية.

وقال المخير الذي يسير على عكازين بعد إصابة ساقه في القصف “أنا أتمنى أن أرجع إلى إيطاليا عند أهلي وأصدقائي… يستقبلوني يساعدوني أن أعيش حياة جديدة. أنا أريد فقط أن أخرج من هذا الفيلم.. تعبت”.

وتقول وسائل إعلام إيطالية إن محكمة في ميلانو قضت على المخير في عام 2017 بالسجن ثمانية أعوام بتهمة نشر دعاية للدولة الإسلامية ومحاولة تجنيد إيطاليين. ونتيجة لذلك، فمن المحتمل أن يقضي العقوبة إذا عاد إلى إيطاليا.

وأجرت رويترز معه المقابلة في مكتب أمني بشمال سوريا في وجود مسؤول من قوات سوريا الديمقراطية.ومع اقتراب النصر، تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى حلّ معضلة المقاتلين الأسرى الذين جاؤوا من الخارج بزوجاتهم وأطفالهم للالتحاق بالتنظيم.

تزايد الفوضى بين أعضاء التنظيم مع اقتراب الهزيمة
تزايد الفوضى بين أعضاء التنظيم مع اقتراب الهزيمة

وانضم المخير، الذي كان ملحدا ويهوى موسيقى الراب ويحلم بالانتقال إلى الولايات المتحدة، إلى الدولة الإسلامية في سن الثامنة عشرة. وقال إنه قضى معظم حياته في ميلانو مع خالته، التي يصفها بأنها أمه قبل إيداعه في دار يشرف عليها قسّ إيطالي للشبان الذين يعانون من اضطرابات. وقضى المخير أيضا شهرا في السجن في تهمة تتعلق بالمخدرات.

وبعد ذلك، بدأ يشارك في تسجيلات فيديو للدولة الإسلامية على موقع يوتيوب، ويتحدث إلى المسؤولين عن التجنيد على موقع فيسبوك. واحتاج الشاب شهرا واحدا ليقرّر الانتقال إلى سوريا مع أحد أصدقائه قبل أربعة أعوام.

وقتل صديقه في ما بعد بساحة المعركة. وبعد تدريب عسكري وديني، حارب المخير على جبهات عديدة. وبعدما خسر التنظيم مدينة الرقة معقله في سوريا، اتجه المخير إلى الميادين على نهر الفرات ثم اتجه شرقا عبر الصحراء باتجاه الحدود العراقية.

وقال المخير إنه وسط سلسلة من الهزائم العسكرية في شرق سوريا، عمّت الفوضى بين زعماء التنظيم، مشيرا إلى أنهم قتلوا رجال دين وقادة منافسين. وأضاف أنه حاول الفرار من القتال لكنه وُضع في السجن ثم أرسل مجددا للخطوط الأمامية مع احتدام الهجمات.

وأصيب المخير في الباغوز حيث قال إن المتشددين انقسموا بين مجموعة ترغب في الاستسلام وأخرى آثرت القتال حتى الموت. وقال المخير إن زوجته، وهي كردية سورية من كوباني تزوجها قبل ثلاثة أعوام، أقنعته بالرحيل. وأضاف “لقد رأينا أطفالنا وهو يموتون من الجوع.. هذا فوق طاقتنا فأنا لا أتحمل أن أرى طفلتي الصغيرة ماريا نحيفة كثيرا فخفت على أطفالي أن يموتوا”. وقال إنه لا يستطيع النوم من التفكير في زوجته وطفلتيه المقيمات في مخيم للنازحين بجزء آخر في شمال شرق سوريا. وتنتظر زوجته مولودا جديدا خلال شهر.

وأوضح المخير أنه لا يزال يؤمن بفكرة إقامة خلافة للمسلمين، لكنه اتهم قادة تنظيم الدولة الإسلامية بحكم الأراضي التي كانت تابعة للتنظيم مثل “المافيا” عبر السعي فقط إلى جمع المال، وانتهاك القواعد التي أسسها التنظيم ذاته مع الإفلات من العقاب. وقال إن القادة سرقوا الأموال وفروا إلى تركيا أو العراق أو دول أوروبا الغربية وأمروا الأعضاء بالبقاء والدفاع عن الإسلام، مشيرا أنه “لا يوجد عدل بالتنظيم.

6