مغنية الأوبرا فرح الديباني فخورة بافتتاح مهرجانات لبنانية

الفنانة الأوبرالية أعدّت مع المايسترو لبنان بعلبكي الذي يقود الأوركسترا المرافقة لها برنامجا خاصا بمهرجان بيت الدين.
الأربعاء 2023/07/19
للأوبرا باللغة العربية آذان صاغية

تحاول الفنانة المصرية - الفرنسية فرح الديباني، التي باتت أول مغنية عربية في أوبرا باريس، أن تدرج في مشروعها الفني أعمالا من الربرتوار العربي المصري، لأنها تؤمن بأن هذا النوع من الموسيقى يمكن أن يكون له حضور في الذائقة الغربية.

بيروت- أكّدت المصرية – الفرنسية فرح الديباني التي باتت أول مغنية عربية في أوبرا باريس أنها “فخورة جداً” بكونها ستفتتح الخميس مهرجانات بيت الدين الدولية في لبنان على مسرح تعاقبَ عليه قبلها أشهر أرباب الغناء الكلاسيكي وسواهم من النجوم.

وقالت الديباني وهي تنظر بإعجاب من شرفة فندق إلى حركة الناس في ساحة الشهداء بوسط بيروت قبل أيام من انطلاق المهرجان الذي يحتفل بعامه الأربعين “للبنان في قلبي معزّة خاصة”.

◙ الديباني اختيرت ضمن قائمة "بي.بي.سي" لـ"100 امرأة ملهمة ومؤثّرة"
الديباني اختيرت ضمن قائمة "بي.بي.سي" لـ"100 امرأة ملهمة ومؤثّرة"

وأضافت الميزو – سوبرانو البالغة 34 عاماً “أنا متأثرة وأشعر بقشعريرة لكوني سأغني في لبنان عموماً وفي مهرجان بيت الدين خصوصاً (…) فهو مهرجان عريق”.

ولاحظت أن “الفنانين الذين غنوا فيه أسماء كبيرة جداً في مجال الأوبرا وغير الأوبرا، كفيروز، وإلتون جون، والإسباني بلاثيدو دومينغو، والروسية – النمساوية آنّا نتريبكو والإيطالي – الفرنسي روبرتو ألانيا”. وقالت “أنا فخورة جداً باختياري لأغني فيه ولأفتتحه”.

وستكون الحفلة التي تقدمها الديباني في القصر التاريخي العريق الذي بناه الأمير بشير الشهابي في القرن التاسع عشر في بلدة بيت الدين، الثالثة لها في لبنان، بعد أمسية أولى عام 2018 مع أوبرا باريس، وثانية منفردة عام 2021 ضمن مهرجان “بيروت ترنّم”.

أما لحفلتها اللبنانية الثالثة الخميس، فأعدّت الديباني مع المايسترو لبنان بعلبكي الذي يقود الأوركسترا المرافقة لها “برنامجاً خاصاً بمهرجان بيت الدين”.

وشرحت أن “نصف الحفلة تقريباً سيكون لأعمال أوبرالية مشهورة، وبينها مقتطفات عدة من أوبرا كارمن وشمشون ودليلة ومن أعمال روسية وألمانية”.

أما للنصف الثاني من الحفلة، فاختارت الفنانة الملقّبة “كارمن المصرية” أغنيات معروفة لداليدا وفيروز وأسمهان. وقالت في هذا الصدد “من الأغنيات التي أؤديها دائماً في لبنان ‘لبيروت’. أغنيها عموماً للبنان حتى وأنا خارجه، وبالتالي سأقدمها هنا بطبيعة الحال”.

وسبق للديباني التي أصبحت عام 2016 أول عربية في دار أوبرا باريس بعد نيلها الماجستير في الغناء الأوبرالي من برلين إلى جانب إجازة في الهندسة المعمارية، أن غنت خلال منتدى هيئة الأمم المتحدة من أجل المساواة بين المرأة والرجل في معهد العالم العربي في باريس عام 2021.

وفي أبريل 2022 غنّت النشيد الوطني الفرنسي في احتفال فوز الرئيس إيمانويل ماكرون بولاية رئاسية ثانية، ثم أدت الـ”مارسييز” مجدداً بعد أشهر قليلة في استاد لوسيل بقطر، قبل انطلاق المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا.

أما نشيد بلدها الأم مصر، فغنّته أيضاً بطريقة أوبرالية في مناسبتين حديثتين، إحداهما في العاصمة الإدارية الجديدة، والثانية قبل أيام بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو في القنصلية الفرنسية في الإسكندرية، حيث وُلدت.

ونشأت الديباني في الإسكندرية في كنف عائلة تقدّر الموسيقى، إذ أنّ والديها درجا على الاستماع إلى كل أنواعها، وجدّها كان يهوى العزف على البيانو.

◙ في نظر الديباني فإن للأوبرا بالعربية مكاناً في المشهد الفني، وأنّ لها جمهوراً كبيراً، مع أن هذا الفن أوروبي أساساً، وغناؤه بالعربية جديد

وكبرَت فرح وهي تسمع “أعمالاً من الربرتوار العربي المصري وفي الوقت نفسه الأوروبي”، على ما روَت.

ولاحظت أن “هذا المزيج قليل الوجود” وفّر لها “ميزة إضافية كبيرة جداً مقارنةً مع مغني الأوبرا الآخرين”، وجعلها “مختلفة”.

ولا ينبع النجاح الذي حققته المغنية السمراء فقط من أنها “مصرية وعربية وصلت إلى أن تغني في أوبرا باريس وهذا أمر لم يحصل من قبل”، بل أيضاً من كون الجمهور الغربي يلمس في صوت الشابة التي مُنحت وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة فارس عام 2022 وكرّمها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عام 2021 “خامة شرقية وطابعاً دافئاً ومخملياً”، بحسب التعليقات التي تتلقاها.

ولدى هذا الجمهور كذلك “فضول كبير جداً للاستماع إلى أعمال أوبرالية باللغة العربية”، وهي تجربة خاضتها الديباني. ومن أبرز ما قدمته بلغة الضاد أوبرا “الناي السحري” لموزارت، باللهجة المصرية لا بالفصحى. كذلك غنّت بعض مؤلفات الملحن وقائد الأوركسترا المصري شريف محيي الدين الذي لحّن بطريقة كلاسيكية أوبرالية قصائد بعض أبرز الشعراء العرب ومنهم المصري أمل دنقل.

وفي نظر الديباني التي اختيرت ضمن قائمة “بي.بي.سي” لـ”100 امرأة ملهمة ومؤثّرة”، والتي ستحيي حفلة مع “لندن تشميبر أوركتسرا” في العاصمة البريطانية في نهاية السنة الجارية، أنّ “للأوبرا بالعربية مكاناً” في المشهد الفني، وأنّ لها “جمهوراً كبيراً، مع أن هذا الفن أوروبي أساساً، وغناؤه بالعربية جديد”.

18