معظم الأعراض الطفيفة لكوفيد طويل الأمد تختفي في غضون عام

باريس - أظهرت دراسة علمية نُشرت نتائجها مؤخرا أن معظم الأعراض الطفيفة وطويلة الأمد المرتبطة بكوفيد – 19 تميل إلى الاختفاء في غضون عام بعد الإصابة بالفايروس.
وأوضح معدّو هذه الدراسة الإسرائيلية التي نشرت نتائجها مجلة “بريتش ميديكل جورنال” الطبية البريطانية أن “معظم الأعراض أو الحالات التي تظهر بعد إصابة طفيفة بكوفيد – 19 تستمر أشهراً عدة، لكن الوضع يعود إلى طبيعته في غضون عام”. ويتّسم كوفيد طويل الأمد باستمرار الأعراض أو ظهور أخرى جديدة بعد أكثر من أربعة أسابيع من الإصابة الأولية.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس قالت الباحثة في معهد أبحاث أي.كيو الإسرائيلي ميتال بيفاس بينيتا المشاركة في إعداد الدراسة، إن النتائج "مشجعة"، في ظل مخاوف بشأن المدة التي قد تستمر خلالها الأعراض. وأضافت أن "الغالبية العظمى من المرضى يعودون إلى وضعهم الطبيعي في غضون عام، وأعتقد أن هذه أخبار جيدة".
وتُظهر النتائج أيضا أن "الأشخاص الملقحين كانوا أقل تعرضاً لخطر صعوبات التنفس، وهو التأثير الأكثر شيوعاً في حالة الإصابة بكوفيد بشكله الخفيف، مقارنة مع غير الملقحين".
وفي التفاصيل، لوحظت اختلافات طفيفة بين المرضى الذكور والإناث. وفي المقابل، طوّر الأطفال تأثيرات أقل من البالغين خلال المراحل المبكرة للإصابة بكوفيد – 19، وهي تأثيرات اختفت في الغالب بنهاية الفترة، مع نتائج مماثلة على صعيد جميع المتحورات المختلفة من كوفيد – 19 التي شملتها الدراسة.
وقال الباحثون “تشير هذه النتائج إلى أنه على الرغم من الخوف من ظاهرة كوفيد طويل الأمد ومناقشتها منذ بداية الجائحة، فإن الغالبية العظمى من حالات الإصابة الخفيفة لا تعاني من أعراض حادة أو مزمنة طويلة الأمد".
وأجري البحث على أساس السجلات الإلكترونية لثاني أكبر صندوق للتأمين الصحي في إسرائيل "مكابي لخدمات الرعاية الصحية"، وقد خضع ما يقرب من مليوني عضو في الصندوق لفحوص كوفيد - 19 بين الأول من مارس 2020 والأول من أكتوبر 2021.
وفي سبتمبر الفائت كان ما لا يقل عن 17 مليون شخص في أوروبا قد عانوا من مرض كوفيد طويل الأمد في أول عامين من الجائحة، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويقدّر "معهد المقاييس الصحية والتقييم" ومقره الولايات المتحدة أن نحو 145 مليون شخص حول العالم عانوا من أحد هذه الأعراض على الأقل عامي 2020 و2021.
وفي أوروبا وحدها عانى 17 مليون شخص من عارض لكوفيد طويل الأمد لمدة 3 شهور على الأقل بعد إصابتهم في تلك الفترة، بحسب نموذج وضعه "معهد المقاييس الصحية والتقييم" لمنظمة الصحة العالمية ونشر في وقت سابق.
وأفادت دراسة لكلية لندن الجامعية بأن أكثر من 200 عارض صحي مختلف عزيت إلى كوفيد الطويل الأمد حتى الآن. وقال المنسق المعني بكوفيد طويل الأمد لدى الوكالة الفرنسية للأمراض المعدية الناشئة أوليفييه روبينو "ليس ثمة أعراض تقتصر حقا على كوفيد طويل الأمد، لكن له سمات تتباين".
وأفاد لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإرهاق يبقى في الخلفية، بينما تتفاقم الأعراض على ما يبدو بعد أي جهد فكري أو جسدي، وتصبح أقل تكرارا مع مرور الوقت.
ويشير "معهد المقاييس الصحية والتقييم" إلى أمر واحد معروف، وهو أن الناس الذين كانت إصاباتهم في الأساس أكثر شدة، ومنهم الذين استدعت حالاتهم نقلهم إلى المستشفيات، هم الأكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد.