معرض تشكيلي مصري عن جدلية المرئي واللامرئي

القاهرة - يحتفي الفنان التشكيلي عصام معروف بمعرضه الجديد “مرئي – لامرئي”، في رحاب غاليري مصر بالزمالك.
ويتواصل المعرض الذي يفتتح في الثالث عشر من فبراير الجاري إلى العاشر من مارس المقبل.
وعن المعرض يقول محمد طلعت مدير الغاليري إن “الفنان عصام معروف واحد من أهم الفنانين المصريين حالياً وصاحب باع على الصعيدين المصري والأوروبي، خاصة في هولندا حيث يُقيم وتترقب زياراته الفنية جموع التشكيليين لأنها دائماً مُحملة بالإضافة والدهشة والمتعة”.
وأشار طلعت إلى أن “إنشائية اللوحة عند عصام معروف تثير التفكير والرؤيا، مسطحه مُشبع بطاقات تعبيرية مذهلة مما يجعلنا في حيرة، لتتواتر تباعاً الأسئلة التي تتحول إلى دليل لقراءة تجربة خاصة”.
وأضاف “يُمسك عصام معروف بتلابيب هذا الحس الروحي لتلك المسافة الفاصلة بين ما هو مرئي وما يحمله في ذهنه من اللامرئي ليتخذ وجوها وأجسادا وهيئات ذات تخطيطات متحركة، معتمدة على الحس الموسيقي، بحيث تكون في وجودها البنيوي على السطح أكثر فاعلية في استنباط بنية جديدة، عبر كسر الأنماط، أو لنقل إنه مع كل عمل (يبدو) وكأنه إزاء خلق عالم جديد يعبر بجدارة عن المعاني في الوجود”.
وتابع “فلسفياً يتخذ الفنان موقفاً جمالياً خاصة في التعامل مع الجسد، إذ ينحو به لونياً بمنطق الرؤى الصوفية فتندمج حافات الشكل مع حافات الخط بشفافية لا تُلغي وجود كل منهما، بل إن ما يراه المرء عبارة عن طبقات تتواءم مع بعضها البعض كشفافية الحلم”.
واستطرد “هي بالفعل تشكيلات تحاكي وتستجيب للأحلام، التي تُمسك ببقايا الأشياء قبل الزوال والاندثار، وقد أحسن اختيار الأسلوب الذي يومئ إلى جدلية ممارسته لفنه عبر تحولات لافتة للنظر بُغية صورة جمالية تتحقق عبر معالجات تتفرد بغرابتها وجنوحها عن المألوف لتمنح الخطاب الجمالي للوحة قيمته الخاصة واستقلاله الذاتي من خلال إحاطته بهالة من الغموض تجمع بين جنباتها ما هو مزدوج أو متناقض وجمعه في توحد يستدعي الغرابة والتأمل”.
يذكر أن عصام معروف من مواليد القاهرة عام 1958، درس في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرج عام 1981 في قسم التصوير الجداري، ودرس التصوير في كلية فنون روما وقام بتدريس الفن في أمستردام.
ويعُرف الفنان بأعماله التصويرية التي تقدم رؤية مبتكرة للوجه الإنساني، فهو لا يهتم بفن البورتريه الذي يحاكي ملامح الإنسان بل يطوع تلك الملامح وفق ما يحمله إليه خياله الفني فيجعل منها لوحات طبيعية ممزوجة بتكوين الأوجه البشرية لتعبر عن الحلم تارة وعن المعاناة الإنسانية تارة أخرى.
وعرض الفنان أعماله بشكل منتظم في مصر، ويشمل ذلك 12 معرضاً خاصا، منها معرض “ليليات غياب” في غاليري مصر (نوفمبر 2020) ومثّل مصر في العديد من المعارض الدولية وفي بينالي القاهرة عام 2008.
وكانت له عدة عروض فردية بشكل منتظم في هولندا ودبي، ومعارض مشتركة في روما وباريس وكاليفورنيا، كما شارك بأعماله في آرت دبي وآرت أمستردام وبيروت آرت فير ومراكش آرت فير وسنغافورة آرت فير.