معرض الزهور في مصر احتفالية مميزة بجمال الطبيعة

يُعد معرض زهور الربيع من أقدم وأبرز المعارض الزراعية في مصر والمنطقة العربية، ويُشكّل ملتقى رئيسيًا لمنتجي ومصدّري نباتات الزينة والأشجار، حيث يجمع سنويًا عشاق الزهور والنباتات في احتفالية مميزة تُبرز جمال الطبيعة وروح الابتكار الزراعي.
القاهرة - في أجواء تعبق برائحة الأمل وتزهو بألوان الطبيعة، تواصل العاصمة المصرية احتضان النسخة الـ92 من معرض زهور الربيع، الذي يُعد الأقدم والأكبر من نوعه في مصر والعالم العربي.
ويُقام المعرض في المتحف الزراعي المصري بحي الدقي، غرب القاهرة، مقدّمًا تجربة استثنائية للزوار من مختلف الأعمار، بالتزامن مع فصل الربيع وعودة الأجواء المبهجة. ويشهد المعرض إقبالاً جماهيرياً واسعاً، يعكس الشغف المتجذّر لدى المصريين بالطبيعة والزهور.
وفي أرجاء المعرض، تتزين الممرات بأنواع متعددة من الزهور الزاهية، من الأصفر إلى البنفسجي والبرتقالي، وسط مشهد تتناغم فيه ألوان النباتات مع حركة النحل وعبق الأعشاب العطرية حيث ينتقل الزوار، كباراً وصغاراً، بين منصات العرض، يلتقطون الصور، يشترون الزهور، ويعبّرون عن إعجابهم بجمال المشهد الطبيعي في قلب العاصمة.
وعلى المساحات الخضراء الواسعة، يوثّق الزائرون لحظاتهم بالصور، فيما تنشغل زائرات باختيار النباتات والأحواض لتزيين منازلهن.
عمرو سعيد، أحد العارضين، يقول “هذا العام يتميز المعرض بتنظيم أفضل وتنوع أكبر في أنواع الزهور، والأسعار مناسبة للجميع،” ويضيف “تبدأ الأسعار من 5 جنيهات وتصل إلى 200 جنيه، حسب نوع وجودة الزهرة،” مشيرًا إلى توفّر منتجات متعددة تشمل مستلزمات الزراعة والديكور بأسعار معقولة.
ويُعد معرض زهور الربيع، الذي انطلق لأول مرة عام 1934، من أعرق الفعاليات الزراعية في المنطقة، حيث يجمع عشاق الزهور والنباتات في احتفالية سنوية تمزج بين الجمال والابتكار. وكان يُنظم سابقًا في حديقة الأورمان النباتية بالجيزة، ويُعتبر فرصة لاستكشاف أحدث أنواع الزهور والنباتات، والاطلاع على الابتكارات في مجال الزراعة وتنسيق الحدائق.
ولأول مرة، يُنظم المعرض هذا العام بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في خطوة تهدف إلى تطوير الحدث وتعزيز حضوره على المستوى الدولي.
ويُقام المعرض داخل المتحف الزراعي المصري، أحد أعرق المعالم الزراعية في المنطقة، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1930، وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 125 ألف متر مربع، منها 20 ألف مخصصة للمباني، بينما تحتضن المساحة المتبقية حدائق وأشجاراً ونباتات نادرة.
ويعرض المعرض تشكيلة واسعة من الزهور الموسمية ونباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية مثل النعناع، الريحان، وإكليل الجبل، إلى جانب نباتات الصبار، وأشجار مثمرة، وأشجار الظل. كما تشمل المعروضات أسمدة عضوية، مخصبات كيميائية، أدوات زراعية، أنظمة ري حديثة، وأوانٍ فخارية.
وتتضمن الفعاليات أيضاً عرض ديكورات وتنسيقات حدائق متنوعة، من نوافير وشلالات صناعية إلى تماثيل وزينة للشرفات والحدائق، بالإضافة إلى أنظمة إضاءة حديثة، وأثاث خارجي يشمل طاولات ومقاعد خشبية ومعدنية، فضلاً عن مشاتل جاهزة وأحواض زرع معلقة تناسب مختلف المساحات.
ويضم المعرض كذلك منتجات العناية بالنباتات، مبيدات طبيعية وكيميائية، أدوات مثل المقصات والمجارف، وشبكات حماية وتغطية بلاستيكية. كما يوجد ركن للمنتجات البيئية كـالزيوت العطرية ونباتات الزينة المجففة المناسبة للديكور الداخلي.
وقد افتتح المعرض رسميًا في 19 أبريل الجاري بحضور وزير الزراعة علاء فاروق، ووزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، ووزيرة البيئة ياسمين فؤاد، بالإضافة إلى عبدالحكيم الواعر المدير الإقليمي لـ”الفاو”.
ويسهم المعرض في دعم قطاع إنتاج الزهور بمصر، عبر فتح آفاق جديدة للتصدير وزيادة العائدات من العملة الأجنبية، خاصة في ظل توجيهات وزارة الزراعة بدعوة دول عربية وأجنبية للمشاركة، تمهيدًا لتوسيع نطاقه دوليًا.
ويشارك في الدورة الحالية أكثر من 160 عارضًا، وسط توقعات بإقبال جماهيري كبير خلال فترة المعرض، التي تستمر شهرًا كاملاً، يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساءً.
ويمثل المعرض فرصة للترويج للثقافة الزراعية، وتعزيز التواصل المباشر بين المنتجين والمستهلكين، إلى جانب كونه متنفسًا بيئيًا وترفيهيًا فريدًا في قلب العاصمة.
ويمكن الوصول إلى المتحف الزراعي بسهولة عبر مترو الأنفاق، إذ تبعد محطة مترو الدقي نحو 10 دقائق سيرًا على الأقدام عن موقع المعرض في شارع المتحف الزراعي، قرب وزارة الزراعة.