معرض أبوظبي للكتاب يحتفي بـ"ألف ليلة وليلة"

تسليط الضوء على ألف ليلة وليلة لما له من مكانة بارزة في التراث العربي والإسلامي، ولتأثيره العميق في الأدب العربي بشكل خاص.
الخميس 2025/04/24
نتاج لتراكمات ثقافية من شعوب متعددة

أبوظبي - يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب بالكنز الأدبي الفريد ألف ليلة وليلة، حيث يسلّط الضوء عليه ضمن فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من المعرض، التي تنطلق في السادس والعشرين من أبريل الجاري وتستمر حتى السادس من مايو. وخلال المعرض، سيكون الكتاب محورا لعدد من الفعاليات المهمة والمتنوعة.

وقد اختار مركز أبوظبي للغة العربية، الجهة المنظمة للمعرض، تسليط الضوء على ألف ليلة وليلة لما له من مكانة بارزة في التراث العربي والإسلامي، ولتأثيره العميق في الأدب العربي بشكل خاص، والعالمي بشكل عام. ويُعد الكتاب نتاجا لتراكمات ثقافية من شعوب متعددة، أبرزها الأصول الفارسية، حيث تعود بعض القصص إلى كتاب “هزار أفسان” (ألف خرافة) الفارسي، إضافة إلى مساهمات عربية من حكايات تراثية خاصة من العراق ومصر، كما تظهر فيه أيضا عناصر وتأثيرات من الأدب الهندي.

وعبر قرون من الزمن، تطوّرت تلك الحكايات وأضيفت إليها قصص جديدة، حتى وصلت إلى الشكل الذي نعرفه اليوم، حيث يضم الكتاب مجموعة من القصص تُروى على لسان شهرزاد للملك شهريار لتؤجل إعدامها. ومن أبرز هذه القصص “علاءالدين والمصباح السحري”، “علي بابا والأربعون لصا”، “السندباد البحري”، “التاجر والعفريت” و”الصياد والعفريت”. وتتميز هذه القصص بتنوعها بين الخيال والحكمة والمغامرة، وتعكس جوانب من الحياة الاجتماعية والثقافية في العصور الإسلامية المختلفة.

ووصل الكتاب إلى أوروبا عبر ترجمات متعددة، أبرزها الترجمة الفرنسية التي قام بها أنطوان غالان عام 1704، والتي أضاف فيها قصصا لم تكن موجودة في النسخ العربية، كما تُرجم إلى الإنجليزية في عدة نسخ، من أشهرها ترجمة إدوارد وليم لين، التي حاولت تقديم النص بما يتماشى مع الذوق الأوروبي في القرن التاسع عشر.

وقد تأثر العديد من الأدباء العالميين بحكايات ألف ليلة وليلة، ومنهم جيمس جويس، مارسيل بروست، خورخي لويس بورخيس وتشارلز ديكنز. ولم يقتصر تأثير الكتاب على الأدب فقط، بل امتد إلى مجالات الرسم والموسيقى والسينما، حيث ألهم العديد من الفنانين والمبدعين في هذه الحقول.

18