معدلات السمنة ترتفع عالميا

أكثر من نصف البالغين سيعانون من زيادة الوزن بحلول عام 2050.
الأربعاء 2025/03/05
مشكلات صحية خطيرة تنتج عن السمنة

يتوقع خبراء الصحة ارتفاعا في معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال واليافعين والبالغين، مشيرين إلى أنها ترتبط بارتفاع احتمالات الإصابة بمشكلات صحية خطيرة مثل داء السكري وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب. ويدعو الخبراء الحكومات إلى التركيز على كيفية مساعدة السكان الأكثر عرضة للخطر، خاصة في ما يتعلق بتحسين فرص الحصول على أنظمة غذائية صحية.

لندن- أظهرت دراسة جديدة أن معدلات السمنة وزيادة الوزن تتزايد بسبب فشل اجتماعي مهول في معالجة المشكلة التي من المتوقع أن يعاني منها أكثر من نصف البالغين ونحو ثلث الأطفال واليافعين بحلول عام 2050.

وأشار البحث الذي نشر في مجلة “لانسيت” إلى أن هذه المعدلات تعني أكثر من 3.8 مليار بالغ و746 مليونا من الأطفال واليافعين. وترتبط السمنة بارتفاع احتمالات الإصابة بمشكلات صحية خطيرة مثل داء السكري وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب.

وقالت إيمانويلا جاكيدو، وهي أستاذة في معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن في الولايات المتحدة ورئيسة الفريق الذي أجرى الدراسة، “إن الوباء العالمي غير المسبوق المتمثل في زيادة الوزن والسمنة هو مأساة متجذرة وفشل اجتماعي مهول.” واستخدم فريق الباحثين بيانات من 204 دول ومناطق للتوصل إلى هذه التقديرات وتوقُع ما يمكن أن يحدث في المستقبل إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء.

السمنة مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بالكثير من الأمراض، مثل أمراض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم

وقالوا إن معدلات الوزن الزائد والسمنة زادت بالفعل إلى أكثر من المثلين على مدى العقود الثلاثة الماضية، حيث أصيب بها أكثر من 2.1 مليار بالغ و493 مليونا تتراوح أعمارهم بين سن الخامسة والرابعة والعشرين حتى عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من أن أسباب السمنة مركّبة ينبغي على الحكومات أن تستخدم التقديرات للتركيز على كيفية مساعدة السكان الأكثر عرضة للخطر، خاصة ما تعلق بتحسين فرص الحصول على أنظمة غذائية صحية.

وظهرت في الدراسة، التي مولتها مؤسسة جيتس، بعض أوجه القصور مثل الفجوات في البيانات واستخدام مؤشر كتلة الجسم كمقياس. وقالت الدكتورة كيرياكولا ماناريدو إن السِمنة المفرطة يتم تشخيصها إذا كان مؤشر كتلة الجسم لا يقل عن 30.

وأوضحت كبيرة الأطباء في عيادة الطب النفسي والعلاج النفسي في مستشفى أميوس سانت جوزيف أوبرهاوزن بألمانيا أن التغذية غير الصحية ليست هي السبب الوحيد للسِمنة المفرطة؛ فقد ترجع أسبابها أيضا إلى تناول أدوية معينة مثل الكورتيزون والأدوية النفسية، وبعض الأمراض الجسدية مثل داء السكري والأمراض النفسية مثل الاكتئاب.

وعن المخاطر الصحية المحتملة ذكرت ماناريدو أن السِمنة المفرطة ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنها تشكل عبئا كبيرا على المفاصل، فضلا عن أنها ترفع خطر الإصابة بالاكتئاب.

وعن سبل مواجهة السِمنة المفرطة أوضحت أنه ينبغي اتباع نمط حياة صحي يقوم على التغذية الصحية، أي الإكثار من الخضروات والفواكه الطازجة والإقلال من السكريات والدهون والابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة.

خح

ومن المهم أيضا المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية، ومن المثالي المزج بين تمارين تقوية العضلات ورياضات قوة التحمل مثل المشي والركض والسباحة وركوب الدراجات الهوائية. ويمكن أيضا اللجوء إلى جراحات السمنة مثل تكميم المعدة أو تحويل مسار المعدة.

والسمنة مرض مركّب تزيد فيه كمية دهون الجسم زيادة كبيرة، وليست مجرد مشكلة تتعلق بالمظهر الجمالي. بل إنها مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بالكثير من الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى. وقد يتضمن هذا أمراض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليستيرول وأمراض الكبد وانقطاع النفس النومي وبعض أنواع السرطان. وبحسب خبراء مايو كلينيك هناك الكثير من الأسباب التي تجعل البعض يواجه صعوبة في إنقاص الوزن.

ويؤكد الخبراء أن السمنة تنتج عادةً عن عوامل وراثية وفسيولوجية وبيئية، بالإضافة إلى اختيارات النظام الغذائي والنشاط البدني وممارسة الرياضة. ولكن ما يدعو إلى التفاؤل أن مجرد إنقاص قدر بسيط من الوزن بإمكانه أن يحسن المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة أو يقي منها. ومن العوامل التي يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن اتباع نظام غذائي صحي وزيادة مستوى النشاط البدني وإدخال بعض التغييرات السلوكية. ومن الخيارات الأخرى لعلاج السمنة الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية والإجراءات الجراحية لإنقاص الوزن.

وعلى الرغم من وجود عوامل وراثية وسلوكية وأيضية وهرمونية تؤثر على وزن الجسم، فإن السمنة تحدث حين يستهلك الفرد عدد سعرات حرارية أكثر مما يحرقه خلال الأنشطة اليومية العادية والتمارين الرياضية. ويخزن الجسم هذه السعرات الحرارية الزائدة عن الحاجة في شكل دهون.

خح

ويشير خبراء مايو كلينيك إلى أن الأنظمة الغذائية لمعظم سكان الولايات المتحدة تحتوي على قدر كبير من السعرات الحرارية التي تأتي غالبًا من الوجبات السريعة والمشروبات مرتفعة السعرات الحرارية. ويمكن أن يتناول المصابون بالسمنة كمّا أكبر من السعرات الحرارية حتى يشعروا بالشبع، أو يشعروا بالجوع بسرعة أكبر، أو يتناولوا طعامًا أكثر بسبب التوتر أو القلق.

ويَشغل الكثير من الأشخاص المقيمين في الدول الغربية وظائف ذات متطلبات بدنية قليلة للغاية، لذلك في الغالب لا يحرقون قدرًا كبيرًا من السعرات الحرارية أثناء العمل. وحتى الأنشطة اليومية تستهلك قدرًا أقل من السعرات الحرارية بسبب وسائل الراحة كأجهزة التحكم عن بُعد والسلالم المتحركة ومواقع التسوق الإلكتروني وخدمات المطاعم والبنوك التي تُقدم للزبائن داخل سياراتهم.

16