معارض للشعر والمرأة والإبل في المهرجان الدولي للصحراء بدوز

دوز (تونس) - ينظم المهرجان الدولي للصحراء بدوز في دورته لهذه السنة معرضا دوليا يجمع بين ثلاثة محاور رئيسية، خصص الأول منها للاحتفاء بالشعراء والقصائد المتوجة في مسابقات المهرجان منذ تأسيسه في سنة 1967، في حين خصص الثاني للتعريف بالمرأة الفلسطينية المناضلة، ليفرد الثالث للتعريف بسباق الإبل المعروف بماراطون القدرة والتحمل، الذي ينتظم ضمن فعاليات هذه التظاهرة الثقافية منذ سنة 1990.
وأوضح رئيس لجنة المعارض الثقافية بهيئة المهرجان الدولي للصحراء جلال الشعينبي أن القائمين على هذه التظاهرة الثقافية حرصوا خلال الدورة الـ55 على إبراز البعد الثقافي للمهرجان عبر تنظيم سلسلة من المعارض الدولية يحمل أولها عنوان “من ذاكرة العكاظية… شعراء الصحراء” وهو معرض خصص جناحه الأول لإبراز فحول الشعراء القدامى وماذا قالوا عن المهرجان في بداياته، على غرار المرحوم علي بيلة والحبيب عبداللطيف ومحمد الطويل والمولدي العجال ومنصور نبيخة، في حين خصص جناحه الثاني للتعريف بالقصائد المتوجة ضمن العكاظية منذ سنة 1980 وما ساهمت به هذه القصائد وأصحابها في إثراء المدونة الشعرية البدوية لهذه الربوع بقصائد لا تزال تردد إلى اليوم.
كما أشار الشعينبي إلى أن الهدف من هذا المعرض يجمع بين الوفاء والذكرى لفحول الشعر بالجهة، إلى جانب تعريف الجيل الجديد بما قاله الآباء، خاصة وأن مدينة دوز تعتبر مدينة الشعر الذي يمثل لغة التخاطب بين أهلها الذين يعتبرون كلهم شعراء وإن اكتفى البعض منهم بالحفظ.
وأضاف المصدر ذاته أن المعرض الثاني خصص للتعريف بالمناضلات الفلسطينيات وذلك بالتعاون مع جمعية نساء من أجل التنمية والمساواة بدوز، وهو عبارة عن مجموعة من الصور للمرأة الفلسطينية منذ فترة ما قبل النكبة إلى الآن، سواء المرأة الشهيدة أو تلك المناضلة في حياتها اليومية وتلك المرأة المزارعة أو ربة البيت، وذلك للتعبير عن انخراط المهرجان التام في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
أما المعرض الثالث فهو معرض الماراطون الدولي للقدرة والتحمل للمهاري الذي أطلقه المهرجان منذ سنة 1990، وينتظم هذا المعرض بالتعاون مع الجامعة الفرنسية للمهاري والجامعة الأوروبية للمهاري، ويجسد تاريخ هذا الماراطون على امتداد أكثر من 30 سنة وما يشهده من مشاركات عربية ودولية.
كما أشار الشعينبي إلى أن سلسلة المعارض التي ينظمها المهرجان والتي تجسد البعد الثقافي لهذه التظاهرة تلقى إقبالا كبيرا من الدارسين والطلبة الذين يجدون فيها مدونة تجمع بين الكثير من المحطات التي مر بها شيخ المهرجانات، والتي ساهمت في الإشعاع الذي يلقاه على الصعيدين الوطني والدولي.
وإضافة إلى المعارض الثلاثة يشهد المهرجان تنظيم دورة جديدة من العكاظية الشعرية التي تمثل إحدى الدعائم الرئيسية التي ينبني عليها برنامج المهرجان الدولي للصحراء بدوز منذ تأسيسه في سنة 1967 حيث تميز أهالي هذه الربوع بإتقانهم نظم الجميل من الكلم أو حفظه، وهو ما جعل من هذه العكاظية محجة الشعراء من مختلف محافظات تونس للمشاركة في مواضيعها التي تختلف من سنة إلى أخرى.
وأوضح رئيس لجنة الشعر بالمهرجان جمال عبدالنور أن موضوع العكاظية لهذه السنة هو “السر”، مشيرا إلى تلقي 35 نصا للمشاركة في المسابقة الرسمية لهذه العكاظية، تم قبول 25 منها بعد عملية الفرز، هذا إلى جانب قبول 15 نصا للمشاركة في مسابقة الأغنية البدوية التي تقام على نفس مسرح العكاظية.
ومن ناحيتهم اعتبر عدد من الشعراء المشاركين في هذه العكاظية، على غرار الناصر الشايب، أن المهرجان الدولي للصحراء بدوز يلامس من سنة إلى أخرى مواضيع تتميز بالتفرد وإثارة القريحة الشعرية التي يحاول الشعراء الذين يحلون على خشبة العكاظية من مختلف محافظات تونس التعبير عنها بأبيات باتت تمثل مدونة شعرية للمهرجان الذي يعتبر شيخ المهرجانات بالبلاد وأحد أكبر التظاهرات الثقافية التي تعنى بالتراث المادي واللامادي.
كما أكد كل من الشاعرين كمال الخليفي ورضا الشريف من محافظة القيروان على أن موضوع العكاظية الشعرية جميل ومس أغلب الشعراء المشاركين، معبرين عن أملهما في أن يكونا في مستوى تطلعات رواد هذه التظاهرة التي تتميز بجمهور يتقن الشعر أبا عن جد ويجيد تقييم الشعراء.
وأكد عدد من متابعي العكاظية الشعرية على غرار محمد بن إبراهيم أن جمالية المهرجان الدولي للصحراء بدوز تكمن في نهله من عادات وتقاليد البدو الذين كانوا يتميزون بالتنقل بين الفيافي بحثا عن الكلأ والمرعى، إلى جانب إجادتهم نظم الكلام سواء شعرا أو نثرا، مشيرين إلى أن العكاظية الشعرية تحظى سنويا بمتابعة من جمهور غفير يحرص على ألا يفوّت قصائدها التي تثري الذاكرة وتعبر عما يختلج في الوجدان من أحاسيس يلخصها الموضوع الذي تختاره لجنة التنظيم من سنة إلى أخرى.