معارض تشكيلية وندوات فنية تحتفي بعلاّمة حلب خيرالدين الأسدي

احتفالية جمعية العاديات في اللاذقية تكرم أعلام الفكر الذين أثروا الحياة الثقافية السورية.
الخميس 2022/01/06
الفن احتفاء بمثقف شامل

اللاذقية (سوريا) - اتسمت احتفالية جمعية العاديات في اللاذقية بالذكرى الخمسين لرحيل العلامة خيرالدين الأسدي أحد أبرز أعلام الفكر في سوريا في القرن العشرين بالغنى الفني والثقافي والتراثي من خلال ما تضمنته من فعاليات للفن التشكيلي والموسيقى ومحاضرات وندوات متنوعة.

الاحتفالية التي تقيمها سنوياً الجمعية بالتعاون مع مديرية الثقافة وفرع اتحاد الفنانين التشكيليين في المحافظة تضمنت معرضاً بمشاركة 23 فناناً وفنانة من عدة محافظات وأمسية موسيقية تخللها توزيع شهادات التكريم على الفائزين بجوائز الأسدي لعام 2021 إضافة إلى زيارة بعض المعالم الأثرية كالقوس الكبير ومعبد باخوس وبوابة القلعة والمتحف الوطني.

كما تضمنت الاحتفالية عدداً من المحاضرات والندوات التي سلطت الضوء على علم الآثار قدمها الباحث الدكتور بسام جاموس، إضافة إلى محاضرة عن الفن التشكيلي قدمها الباحث التشكيلي حسين صقور لتختتم الاحتفالية بتكريم عدد من الكتاب والمبدعين والباحثين الذين كان لهم حضورهم الفاعل وتأثيرهم الغني في الحياة الثقافية والفكرية.

وبين عضو مجلس إدارة الجمعية بسام جبلاوي في تصريح له أن جمعية العاديات أطلقت منذ سبع سنوات احتفالية سنوية وجائزة باسم العلامة الأسدي يعلن خلالها مع بداية كل عام عن مسابقة تختص بالتراث التاريخي المعماري والشعبي والثقافي والفكري أطلقها الدكتور ناهد كوسا وفاء منه لأستاذه لتحفيز الشباب السوري على الاطلاع على تراثه لتوثيقه ونشره في ظل الظروف الصعبة السائدة.

الاحتفالية تضمنت معرضا بمشاركة ثلاثة وعشرين فناناً وفنانة إضافة إلى حفل موسيقى وندوات

وأوضح جبلاوي أن جائزة التراث الخاصة بمدينة اللاذقية ذهبت هذا العام لجمعية رعاية المكفوفين في المدينة نظراً إلى جهودها في إطار العمل المهني واليدوي ضمن رعايتها وتعليمها وتدريبها للمكفوفين، في حين حصل الباحث زهير محمد ناجي على جائزة تراث مدينة جبلة تقديراً لمسيرته الحافلة بالمؤلفات في التأريخ والتحقيق والتوثيق.

من جهته اعتبر الباحث الموسيقي زياد عجان الذي شارك من خلال مقطوعة موسيقية خاصة بالمناسبة أن التراث عامل مهم في تخليد جوانب عديدة في حياة الناس لذلك يجب الحرص على إعادة نشره بين الأجيال المتعاقبة ليبقى متجذراً في ذاكرتنا.وأشار فريد رسلان رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين إلى حرص التشكيليين على التواجد ضمن تظاهرة ثقافية تحتفي بواحد من الأعلام الذين أثروا الحياة الثقافية السورية كرسالة مهمة للتواصل الحضاري.

بينما رأى الباحث التشكيلي حسين صقور الذي ألقى محاضرة عن العلاقة التراتبية في العرض التشكيلي أن إحياء ذكرى الأشخاص وتكريمهم مهم جداً كحافز للاستمرار في طريق الفكر والإبداع والمحافظة على استمراريته وتطوره من خلال الأجيال الجديدة التي استوعبت ما قدمه السابقون وتعمل على تقديم شيء جديد له جماليته وخصوصيته.

ويشار إلى أن خيرالدين الأسدي (1899 - 1971) علامة ولغوي ومؤرخ له الكثير من المؤلفات من أهمها موسوعة حلب المقارنة وهو أحد مؤسسي جمعية العاديات عام 1924 والتي تهتم بالأوابد والآثار والتراث الشعبي المادي واللامادي.

وكان الأسدي مولعاً بجمع الآثار والتحف والصور والتسجيلات الموسيقية، ففي عام 1951 بدأ العمل في موسوعته الكبرى حتى عام 1956 حيث تابع رحلاته العلمية فزار كلاً من يوغوسلافيا والمجر وبلغاريا والنمسا، كما قام برحلة إلى شمال أفريقيا فزار ليبيا وتونس والمغرب وإسبانيا.

ترك الأسدي الكثير من المؤلفات والمخطوطات بدءا من قواعد الكتابة العربية مروراً بكتابه النثري والشعري، وجرده للأغاني وترجماته علاوة على العديد من المقالات الثقافية والأدبية والفنية، والاحتفاء به هو احتفاء بمثقف شامل كرس حياته ومنجزه للثقافة والفن والتراث.

13