مطعم جديد في الموصل يسعى لإحياء المدينة القديمة

"بيت أمي" يفتح أبوابه أمام الزبائن بمأكولات عراقية خاصة.
الاثنين 2024/07/29
انطلاقة جديدة

الموصل (العراق) - بين أنقاض مدينة الموصل القديمة فتح مطعم “بيت أمي” أبوابه أمام الزبائن في الثاني من يوليو الجاري، بعد عقد من اقتحام مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المدينة.

كانت رغبة نهاد عبدالوهاب، العميدة السابقة لكلية الصيدلة بجامعة الموصل ومالكة المطعم، إنشاء مشروع تجاري وسوق لسكان الموصل .

تقول نهاد “في الأساس لم يكن مطعما كان مشغل بنات متعففات، نساء متعففات من الأرامل والأيتام كنت أزورهن ورأيت طبيعة حياتهن فوجدتهن يعشن على الكفاف وكانت المساعدات المالية لا تفي بمتطلبات الحياة الصعبة فكانت فكرة المشروع أن نبعث مشغلا ونسوّق لأهل الموصل، لكن بصراحة كانت لدينا مشكلة التسويق، بعدها تمخضت هذه الفكرة أن نشتغل نحن ونسوق، اختيار هذا المكان ليس اعتباطيا لأن البنات هن من سكن الجانب الأيمن (من الموصل)”.

ويقدم المطعم مأكولات عراقية تقليدية، خاصة تلك التي تشتهر بها الموصل. ويتوافد عليه الزبائن للاستمتاع بمذاق دولمة ورق العنب والأرز مع أطباق جانبية مثل الحساء والسلطات.

وتشرح نهاد كيف غيّر العمل في مطعمها حياة العاملات، وتقول إن النساء هناك الآن يكسبن رزقهن ويمكنهن أن يعلن أنفسهن سواء كن متزوجات أم لا.

وأضافت “كل عاملة لدي الآن تشعر بالسعادة لأن حياتها تغيرت وأصبح لها هدف في الحياة. وأنا أشجعهن؛ لقد  صار لديهن معاش شهري أو -إذا أردن- أسبوعي”.

وبالنسبة إلى أنور حسين، وهو أحد الزبائن، فإن زيارة المطعم تذكره بمدينة الموصل قبل أن يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. ويشجع مثل هذا المشروع، خاصة في المناطق المدمرة من المدينة، التي يعدها معلما ثقافيا وحضاريا.

وقال “بمجرد دخولي هذا المطعم يذكرني بمدينة الموصل؛ يذكرني بالجانب الأيمن، بالسرج خانة وباب السراي وكل معالم مدينة الموصل، خصوصا في المنطقة القديمة ضمن الجانب الأيمن من الموصل التي تعرضت للتخريب. ونحن نشجع على مثل هذا المشروع خصوصا في الجانب الأيمن لأن السياحة ستعود ويعود تراث مدينة الموصل، وتبقى مدينة الموصل هوية للعراق، وهي معلم حضاري وثقافي”.

وفي شوارع الموصل وداخل أحد مقاهيها شرع رجال في اللعب وتجاذب أطراف الحديث، وجميع ذلك يعتبر مؤشرات على تجدد الحياة في المدينة المدمرة.

وتوضح نهاد السبب وراء اختيار تلك المنطقة تحديدا دون غيرها لبدء مشروع المطعم قائلة “المنطقة القديمة والجانب الأيمن هما الأكثر تضررا، وحين نعمل على إنشاء منطقة جذب يقول لنا الكثيرون: هذا المطعم بمواصفاته وجمالياته وبساطته يُفترض أن يكون في الجانب الأيسر. كلا نحن رسالتنا أن نكون الأوائل الذين يزرعون وردة في هذا المكان المتضرر، فالمنطقة التراثية والجانب الأيمن في أمس الحاجة إلى أن يكونا من مناطق الاستثمار وإحياء التراث الموصلي”.

واستولى تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل وصلاح الدين والأنبار بالكامل في يونيو 2014، فضلا عن أجزاء من ديالى وكركوك. وتمت استعادة المدن تدريجيا من التنظيم على مدى السنوات اللاحقة.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي النصر على التنظيم المتشدد في التاسع من ديسمبر 2017.

18