مطامح قطر تمتدّ إلى مصالحة خليجية أوسع نطاقا تشمل إيران

الشيخ حمد يدعو إلى فتح حوار بين دول الخليج وإيران وعدم المراهنة على التوتر بين طهران وواشنطن.
الاثنين 2021/01/11
مطامح غير مشروعة

الدوحة – تظهر مواقف قطرية، رسمية أو مسرّبة عن طريق شخصيات غير مشاركة حاليا بشكل مباشر في الحكم مثل رئيس الوزراء الأسبق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، أنّ الدوحة لا تنوي فقط عدم تغيير مواقفها من إيران، بعد المصالحة التي تمّ التوصّل إليها مؤخّرا بين قطر والدول الأربع التي كانت تقاطعها، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، بل تعمل أيضا على أن تشمل منافع تلك المصالحة “حليفتها” الإقليمية طهران.

وحملت دعوة توجّه بها الشيخ حمد بن جاسم إلى فتح حوار خليجي إيراني، ملامح طموح قطري إلى مصالحة أوسع نطاقا تتعدّى الدائرة الخليجية والعربية، لتشمل إيران التي رفضت دول خليجية على رأسها السعودية دعواتها الكثيرة السابقة إلى الحوار، كونها دعوات شكلية لا تتضمّن أي إشارات إلى تغيير السياسات الإيرانية المهدّدة لاستقرار المنطقة وأمن دولها.

وتجاوزت تلك الدعوة مجرّد الموقف الشخصي من قبل شيخ من الأسرة الحاكمة لم يعد يشارك بشكل مباشر في عملية الحكم، عندما باركها مسؤول في الحكومة القطرية.

ودعا الشيخ حمد إلى فتح حوار بين دول الخليج وإيران وعدم المراهنة على التوتر بين طهران وواشنطن.

وربط بين دعوته تلك والمصالحة التي حدثت بين بلاده والدول الأربع، قائلا في تغريدة على تويتر “اليوم بعد انتهاء التوتر بين دول مجلس التعاون الخليجي ووصول إدارة جديدة للبيت الأبيض، أرى الفرصة قائمة لحوار مع إيران”.

وأضاف موضّحا “نعرف أن هناك وجهات نظر مختلفة مع إيران، ولكن هذا يجب ألاّ يمنع فتح حوار معها، فنحن نتعاون مع دول لا نتفق معها في أشياء كثيرة”.

وفي أول موقف يصدر عن مسؤول حكومي قطري من دعوة رئيس الوزراء الأسبق إلى حوار خليجي إيراني، قال رئيس مكتبة قطر الوطنية حمد الكواري، متوجّها إلى الشيخ حمد بن جاسم “أشاركك الرأي.. حوار عام خير من حربِ يوم”.

استفزازات قطرية
استفزازات قطرية

وتمّ إثر القمّة الخليجية التي انعقدت الأسبوع الماضي في مدينة العلا بشمال غرب السعودية، التوقيع من قبل قطر والدول الأربع على إعلان للمصالحة تضمّن استئناف العلاقات وعودة فتح الحدود والأجواء، وذلك كبداية لمسار يتم خلاله بناء الثقة لاحقا ومناقشة الملفات الخلافية التي بينها صلات قطر بتنظيمات متشدّدة، وأيضا علاقاتها مع كل من تركيا وإيران وتوفيرها موطئ قدم لهما في الخليج.

واستباقا لفتح الملف الأخير، حرصت الدوحة على التأكيد على عدم إدخال أي تغييرات على تلك العلاقات المزعجة على نحو خاص للسعودية.

وقال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في حديث لصحيفة فاينانشل تايمز “إنّ المصالحة الخليجية لن تؤثر على علاقة الدوحة بطهران وأنقرة”، مشدّدا على أنّ علاقات قطر الثنائية مع البلدان الأخرى “ناجمة عن القرارات السيادية والمصلحة الوطنية”.

3