مطار أبوظبي يفتح صالة تعبد تجمع الأديان

أبوظبي – دشن مطار أبوظبي “غرفة العبادة متعددة الأديان” والتي ستتيح للمسافرين عبر مطار أبوظبي الدولي من جميع الأديان إمكانية ممارسة شعائرهم الدينية. وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها في العالم العربي.
وقال برايان تومبسون الرئيس التنفيذي لمطارات أبوظبي إنه “باعتبارنا مركزا عالميا يستقطب المسافرين من مختلف الأديان والثقافات فإننا نحرص على تلبية احتياجاتهم مع اختلاف معتقداتهم الدينية”. وتابع قائلا “لتحقيق ذلك قمنا بتخصيص غرفة العبادات متعددة الأديان لنلبي احتياجات المسافرين عبر مطار أبوظبي الدولي”.
“غرفة العبادة” تقع بالقرب من بوابات الحافلات في المبنى رقم 3 والذي يستقبل 12 مليون مسافر سنويا. هذه الخطوة تأتي في سياق جهود مطارات أبوظبي الرامية لتحقيق رؤية دولة الإمارات القائمة على تعزيز نهج التسامح بين مختلف الثقافات والمعتقدات بما يحاكي طبيعة التنوع الاجتماعي والديني التي تتمتع به الدولة. “غرفة العبادة متعددة الأديان” واحدة من المبادرات التي تنفذها مطارات أبوظبي في إطار حرصها على تقديم تجربة سفر مثالية لعملائها وفقا لأعلى معايير الجودة والتميز وبما ينسجم مع رؤية الشركة بأن تصبح مجموعة المطارات الرائدة في العالم. لكنها أيضا تعد الأولى من نوعها ضمن المبادرات الاجتماعية التي تعزز مفاهيم التعايش وتقبل الآخر في الإمارات.
التعايش السلمي والتسامح وتقبل الآخر وحرية ممارسة الشعائر الدينية لمختلف الديانات كلها مفاهيم ترسخها الإمارات بعدد من المبادرات إلى جانب النصوص التشريعية التي تجعل من كل هذه القيم أساسا لنمط العيش في كامل أنحاء البلاد. وتعد الإمارات مثالا حيا على الإدماج المجتمعي والتسامح حيث يتعايش فيها أكثر من 200 جنسية باختلاف دياناتهم ومعتقداتهم لكنهم يقيمون في هذا البلد العربي بانسجام وسلام ودون تفرقة أو تمييز على أي أساس كان.
قادة الأديان على مستوى العالم وممثلون عن هيئات دولية شاركوا في ملتقى تحالف الأديان لأمن المجتمعات بأبوظبي
وبعد تنظيم دبي للقمة العالمية للتسامح الأسبوع الماضي التي تعد الحدث الأول من نوعه في العالم إذ بحثت سبل إحلال السلام في العالم وترسيخ أرضية للتعايش بين مختلف الأديان في ظل تطورات عالمية تتميز بالتوتر وانتشار الصراعات الطائفية والتطرف الذي يرتكز على الأسس العرقية أو الدينية، هذه المرة تنظم العاصمة أبوظبي ملتقى تحالف الأديان لأمن المجتمعات الذي ناقش التهديدات التي تتربص بالأطفال في عصر التقنيات الحديثة.
في ختام فعاليات ملتقى “تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي”، الثلاثاء صدر “بيان أبوظبي” الذي صادق عليه قادة الأديان والقيادات الروحانية على مستوى العالم، متعهدين بتفعيل بنوده وتحقيق أهدافه والالتزامات التي جاء بها قادة الأديان السبعة.
وصادق على “بيان أبوظبي” سبعة من قادة الأديان، وهم: الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبطريرك برثلماوس الأول رئيس أساقفة القسطنطينية من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، وبهاي صاحب بهاي موهيندر سينغ رئيس مجلس إدارة جورو ناناك نيشكام سيواك جاثا، وسعادة القس كيشي مياموتو قائد مايوجيكاي، والحاخام مايكل شودريتش كبير حاخامات بولندا. كما حضر الملتقى والمصادقة على البيان قادة الأديان حول العالم وممثلون عن مؤسسات ومنظمات وهيئات دولية تعمل في مجال حماية ورعاية الأطفال.
ملتقى “تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي” استضافته أبوظبي يومي 19 و20 نوفمبر الجاري. القيادات الدينية والروحانية التي شاركت في ملتقى تحالف الأديان لأمن المجتمعات وصفت الحدث بـ“التاريخي”، مؤكدة أنه يشكل منعطفا مهما في تعزيز العمل العالمي المشترك في سبيل خير الإنسانية جمعاء خاصة في مجالات حماية الأطفال عبر العالم الرقمي.
هذا الملتقى تعزز بمشاركة نحو 450 من قادة الأديان حيث كان الهدف من ذلك إثراء الحوار ومناقشة التحديات الاجتماعية الخطيرة. كما يسعى اللقاء إلى تعزيز جهود قادة الأديان وبحث سبل تعزيز حماية المجتمعات خاصة النشء من جرائم الابتزاز عبر العالم الرقمي ومخاطر الشبكة العنكبوتية.
مطارا أبوظبي يعزز جهوده في تحقيق رؤية الإمارات لتعزيز نهج التسامح بين مختلف الثقافات والمعتقدات بتدشين "غرفة العبادة متعددة الأديان"
الملتقى الذي تدعمه مؤسسة الأزهر عقد بالشراكة مع عدد من المؤسسات والهيئات والمنظمات الدينية العالمية، من بينها: تحالف كرامة الطفل، ومنظمة “أرغيتو” الدولية غير الحكومية، والشبكة العالمية للأديان من أجل الطفل، ومبادرتي “نحن نحمي” و“إنهاء العنف ضد الأطفال”، ومنظمة “يونيسف”، و“الأديان من أجل السلام”، والجامعة البابوية الجريجورية، وجامعة الأزهر، ومنظمة “ورلد فيجين” الدولية، و“شانتي آشرام”، وبعثة العدالة الدولية. وبموجب “بيان أبوظبي” تعهدت القيادات الدينية والإيمانية على مستوى العالم وجميع المشاركين في الملتقى بالتوحد من أجل وقاية الأطفال من التعرض للإساءة، والإسهام بشكل بناء في العمل على تطوير قدرات وإمكانات أطفال العالم بدنيا واجتماعياً ونفسياً وروحانياً.
وذكر البيان أن الحفاظ على كرامة الأطفال يمكن أن يلعب دورا محوريا في تعزيز تقدم ونهضة مجتمعاتنا والعالم الذي نعيشه، وهو أمر تكفله كافة الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والعادات والتقاليد والأعراف الإنسانية.
الملايين من الأطفال يتعرضون للإساءة والاستغلال في العالم الرقمي من خلال الاستخدام السلبي لبعض الابتكارات التكنولوجية الحديثة التي أصبحت في الكثير من الأحيان مصدرا رئيسيا للاستغلال الجنسي للطفل، والمتاجرة بطفولتهم البريئة وفي الإعلانات والمواد الإباحية، وارتكاب الجرائم الإلكترونية، وتجنيد الجماعات الإرهابية للأطفال والمراهقين عبر شبكة الإنترنت. وأشار البيان إلى أن الأطفال يمثلون أكثر من ربع مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم. وجاء في البيان “لمواجهة هذا التحدي المعاصر، فإنه يتوجب على الجميع العمل بشكل مشترك مع القيادات الدينية كافة، لوضع الحلول الفاعلة لهذه المشكلات وتفادي تلك المخاطر التي تستهدف الأطفال بما قد يؤثر على أمن واستقرار مجتمعاتنا”.
كما تعهد المشاركون في ملتقى تحالف الأديان بإطلاق الحملات والبرامج التوعوية للتأكيد على ضرورة مراعاة حق الأطفال في العيش بكرامة إنسانية وعدم تأثر ذلك بالتطورات التقنية والتكنولوجية، على أن تكون هذه الحملات بمشاركة القيادات الدينية والإيمانية والروحية التي لها تأثيرها في المجتمع. كما دعا المشاركون المؤسسات العلمية والتربوية إلى تبني مقرر دراسي لتوعية الأطفال بمخاطر الاستخدام السلبي للتقنيات الحديثة.