"مصنع الأفكار" يحول أحلام مخترعين أردنيين إلى حقيقة

عمان - عندما اجتاحت جائحة كورونا العالم فكّر مهندس الميكانيك الأردني صليبا طعيمة في الأسطح الملوثة التي يلمسها عدد كبير من الناس يوميا، مثل درابزين السلالم الكهربائية في المراكز التجارية والمطارات ومحطات المترو، فقرّر صنع جهاز لتعقيمها يعمل بالأشعة فوق البفسجية.
لكن فكرته وأفكار مخترعين أردنيين آخرى لم تكن لتنجح وترى النور على أرض الواقع من دون مساعدة “مصنع الأفكار”، أو كما يطلق عليه بالإنجليزية “تيك ووركس”، وهو مركز ومنصة ومحرك ابتكار فريد من نوعه في الأردن يعمل على جذب وإلهام وتمكين ودعم الصانعين والمبدعين والشباب الموهوبين.
وأنشئ المركز عام 2018 في مجمع الملك حسين للأعمال الذي يضم فروع كبريات شركات التكنولوجيا العالمية، وهو يحتوي على أجهزة متطورة ويتبع لمؤسسة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، واستقبل العام الماضي نحو مئة مخترع وشركة ناشئة لمساعدة أصحاب الاختراعات على إنتاج النماذج الأولية بشكل سريع وبتكلفة منخفضة.
"تيك ووركس" هو مركز ومنصة ومحرك ابتكار فريد من نوعه في الأردن يعمل على جذب وإلهام وتمكين الشباب الموهوبين
ويقول طعيمة (39 عاما) إنه نجح في اختراع جهاز التعقيم بعد نحو عامين وبعد نحو 23 محاولة وبمساعدة المركز، مشيرا إلى أنه عدّل الجهاز أكثر من مرة وصار أكبر حجما وأضيفت إليه شاشة.
وبعد انتهائه من صنع الجهاز، تراسل صليبا مع شركات عالمية عدة عارضا عليها فكرته، فجاءه الجواب من شركة ألمانية مختصة بالسلامة الصحية في الأماكن العامة اتفقت معه على صنع الجهاز الذي أطلق عليه اسم “بريجيد بوكس” ويزن 7.2 كلغم ويثبت في أقل من 15 دقيقة بشكل خارجي على المصاعد، وسيحصل بالمقابل على جزء من الأرباح.
ووجد مخترعون آخرون طريقهم إلى النجاح بمساعدة المركز، فقد تمكّن طالب الثانوية زين أبورمان البالغ من العمر 18 عاما من صنع جهاز تعقّب للمرضى من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وهو جهاز يوضع في اليد كالساعة أو يوضع حول الرقبة كالقلادة أطلق عليه اسم “أس.بي.أس ووتش”، وتعمل بطاريته على مدى ثمانية أيام متتالية وهو مقاوم للماء والحرارة والكسر. ويقول أبورمان إنه سعيد وفخور جدا بعدما اتفق مع شركة صينية للبدء بإنتاج الآلة.
ويقول عمر خضر (26 عاما) وهو مصمم صناعي يعمل في الشركة إن “لدى مصنع الأفكار أجهزة متقدمة ومهندسون وفنيون يساعدوننا في تحويل أفكارنا إلى منتجات ناجحة”.
ولكن ما يزال أمام بعض المصممين مثل المهندس المدني مالك نور (32 عاما) طريق طويلة ومكلفة للتأكّد من أصالة منتجاتهم. فقد صمم نور مثلث “بيكلر”، وهي لعبة للأطفال آمنة صديقة للبيئة، وهو يأمل أن يفاتح عملاق الأثاث السويدي “إيكيا” بعرض منتجاته التي يبيعها حاليا على مواقع التواصل لزبائن في الأردن والسعودية والإمارات.
ويؤكد المدير التنفيذي لـ”مصنع الأفكار” إسماعيل حقي أن “المصنع يسعى لتأمين بيئة إبداعية وكل المصادر اللازمة لدعم وتمكين الشباب من تحويل مشاريعهم من مجرد فكرة إلى منتج ملموس على أرض الواقع”.