مصممون سعوديون يعرضون أزياءهم في بلدهم

التغييرات المجتمعية الواسعة التي تمّ تبنّيها منذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد خلقت فرصًا جديدة للمصممين السعوديين.
السبت 2023/12/02
بأنامل سعودية

أصبح من المعلوم أن عالم الموضة يعدّ رافدا اقتصاديا هاما، لذلك تعمل السعودية على اعتماده كواحد من البدائل للنفط، وهي اليوم تستقبل مصمميها الذين اكتسبوا شهرتهم في الخارج بالإضافة إلى تشجيع المواهب الشابة في عالم الأزياء.

الرياض - اشتهر مصمّم الأزياء السعودي عدنان أكبر في الخارج، ومن بين المشاهير الذين ارتدوا تصاميمه الأميرة ديانا وزوجتا رئيسين فرنسيين، ولكن حتى وقت قريب مضى، لم يسبق له أن أقام عرض أزياء كبيرا في وطنه السعودية.

وكان الرجل البالغ من العمر 74 عاماً والذي يطلق عليه اسم “سان لوران الشرق الأوسط” من بين المصممين الأكثر شهرة في أسبوع الموضة في الرياض هذا العام.

وعلى مدرج أقيم في الحي المالي بالرياض، وأمام حشد مختلط من شخصيات مؤثرة على تطبيق إنستغرام ودبلوماسيين ومدعوين، قدمت العارضات أكثر من عشرين من الفساتين الطويلة وفستان زفاف مصنوعا من الدانتيل الفرنسي.

وكان الأمر مختلفًا تمامًا عن معظم عروض الأزياء السابقة في المملكة الخليجية التي كانت كناية عن تجمعات صغيرة للنساء فقط في منازل خاصة.

12.5

مليار دولار قيمة إيرادات صناعة الأزياء السعودية العام الماضي

وقال عبدالله أكبر ابن عدنان والمدير الإداري للعلامة التجارية العائلية “ما يحدث الآن تغيير كبير”. وتابع “أعتقد أن العالم يرى مدى إبداعنا وقوة التصاميم التي لدينا”.

ولكن بينما تقدّم الحكومة السعودية دعمًا غير مسبوق لأمثال عدنان أكبر ومصمّمين آخرين، يبقى السؤال حول ما إذا كانت السلطات قادرة على تطوير البنية التحتية اللازمة لدعمهم.

وبلغت إيرادات صناعة الأزياء السعودية العام الماضي 12.5 مليار دولار، أو 1.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الوطني، ووظّفت 230 ألف شخص، وفق ما جاء في تقرير لهيئة الأزياء السعودية الرسمية.

وذكر تقرير لجنة الأزياء أنّ المملكة أنفقت في عام 2021 قرابة 7.3 مليار دولار على سلع الأزياء المستوردة.

ومع أخذ ذلك في الاعتبار، تمّ تنظيم أسبوع الموضة في الرياض لعرض تصاميم المواهب المحلية بدلاً من المصممين العالميين المعروفين.

وإلى جانب عدنان أكبر ومحمد آشي اللذين صمما أزياء مشاهير من بينهم بيونسيه وزندايا، اكتملت التشكيلة مع مصممين سعوديين لديهم ظهور أقل بكثير في الخارج.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء بوراك شاكماك “إننا في الأساس نسعى للفت الانتباه نحو مجموعة من المصممين الذين لم يتم اكتشافهم أو رؤيتهم من الخارج من قبل”.

Thumbnail

وأضاف شاكماك أن حقيقة أن هؤلاء المصممين لديهم بالفعل “أعمال جيدة” في بلدهم تشير إلى قوة السوق المحلية.

وتابع شاكماك أنّ مشاريع مثل مساحة التصنيع الجديدة، وهي الأولى للهيئة، والتي من المتوقع افتتاحها في الرياض العام المقبل، ستساعد في الحفاظ على قيمة العلامات التجارية في البلاد، ما قد يجعل الموضة قوة أكبر للنمو الاقتصادي.

وأكّد “في نهاية المطاف، هدفنا هو بناء الاقتصاد المحلي”.

وخلقت التغييرات المجتمعية الواسعة التي تمّ تبنّيها منذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد فرصًا جديدة للمصممين السعوديين.

وقالت منى الشبيلي التي ساهمت بمجموعة من الملابس الجاهزة في أسبوع الرياض للموضة، إن إلغاء فرض العباءة والحجاب ودخول المزيد من النساء السعوديات إلى سوق العمل كشفا عن “فجوة في السوق”.

وأوضحت “هناك الكثير من النساء في مراكز مهنية عالية (…) يرغبن في الظهور بمظهر مهني، وبلباس لائق (…) لذلك بدأت بتصميم سترات طويلة لهن”.وقال شاكماك “في مدينة مثل الرياض، يمكن أن يقضي الجميع وقتًا بعد العمل مع الأصدقاء والعائلة في الخارج حتى ساعات متأخرة في الأماكن العامة، ما يعني أن الناس يرتدون ملابس مختلفة عما يرتدونه في مناسبة داخل المنزل”.

Thumbnail

وارتفع الطلب على مثل هذه الملابس بشكل كبير بين العلامات التجارية الجديدة، ما أدى إلى إنتاج سترات يمكن أن تكون مناسبة للجنسين بشكل ملحوظ في بلد معروف منذ فترة طويلة بتقاليده الصارمة للفصل بين الجنسين.

وأضاف شاكماك “إن كل هذه الملابس فيها لمسة محلية”، مشيرا إلى سترات مع قلنسوة مستوحاة من الثياب السعودية التقليدية، والملابس البيضاء التقليدية التي يرتديها الرجال، والملابس التي تتضمن خطا عربيا.

وخلال لقاء مع مستثمرين في نيويورك في أكتوبر، أبرمت إحدى العلامات التجارية لملابس الشارع (1886) صفقة استثمارية مع شركة “تورميرك كابيتال” التي قارن رئيسها رافي ثاكران ما يحدث في صناعة الأزياء في السعودية بما شهده في الصين قبل عقدين من الزمن.

وقال ثاكران “بعد عقد من الآن، أعتقد أنه سيتم تأليف كتب عن التغييرات الهائلة مع تعزيز السعودية وجودها الاقتصادي في جميع أنحاء آسيا”.

18