مصر وجهة للموضة وملهمة لمبدعي الأزياء والفنون

"ديور" الفرنسية تقدم عرض أزياء لمجموعتها الرجالية في مجمع أهرام الجيزة.
الثلاثاء 2022/12/06
مواقع وأسرار فرعونية

أصبح التراث الفرعوني ومعالمه التاريخية في مصر ملهما للمبدعين في ميدان الموضة ومختلف الفنون، كما أصبحت مصر وجهة لعروض دور الأزياء وميدانا للتصوير السينمائي ما يعد رافدا للسياحة ودافعا للسياح لزيارة الأهرام واكتشاف تراث البلاد.

القاهرة - من معابد الأقصر إلى أهرام الجيزة، تستضيف معالم تاريخية شهيرة في مصر حفلات موسيقية وعروض أزياء ومعارض، في ظل محاولة البلاد الاستفادة من تراثها العريق لتعزيز صورتها كوجهة سياحية رئيسية.

وقدمت دار “ديور” الفرنسية السبت عرض أزياء لمجموعتها الرجالية في مجمع أهرام الجيزة قرب القاهرة، في حدث هو الأول لها في مصر. وفي أكتوبر استضاف معبد حتشبسوت في مدينة الأقصر في جنوب البلاد عرض أزياء للمصمم الإيطالي ستيفانو ريتشي.

وأوضح رئيس مجموعة “ديور” بييترو بيتشاري أن “ديور” اختارت مجمع الأهرام لإقامة العرض لأنها “أكثر بكثير من مجرد خلفية”، إذ استلهمت في مجموعتها الجديدة بعنوان “سيليستيال” (سماوي) من تاريخ مصر القديمة.

ولعل احتفالية “موكب المومياوات” الكبيرة التي أقيمت في مصر العام الماضي، في مشهد بثّته شاشات التلفزيون في العالم، كان لها أثر في جذب الزوار إلى بلد يساهم قطاع السياحة في ناتجه القومي بنسبة 10 في المئة تقريبا.

السوق المصرية في مجالي الأزياء والمجوهرات الفاخرة تشهد طفرة لافتة

وظلت المواقع الأثرية الفرعونية مقصدا لمشاهير العالم من الفنانين في مختلف المجالات، إذ قدمت فرقتا الهيب هوب والروك العالميتان “بلاك أيد بيز” و”ريد هوت تشيلي بيبرز” عروضا عند سفح أهرام الجيزة. كما عرض الفنان الفرنسي جي آر صورا له هناك.

وترى مؤرخة الفن المصرية وأستاذة الجامعة الأميركية بالقاهرة بهية شهاب أن مثل هذه العروض “تشجع العلامات التجارية الأخرى والناشطين الثقافيين الدوليين على المجيء إلى مصر”.

وأكد على ذلك مصور الأزياء المصري محسن عثمان، قائلا إنه “من الضروري تنظيم مثل هذه الفعاليات في مصر”، إذ أن دار أزياء بحجم ديور “تجلب معها ميزانية ضخمة”، معبرا عن أمله أن يعمل ذلك على “دعم المصممين الشباب الذين قد يضعون مصر على خارطة الموضة العالمية”.

وبالفعل قدمت دار الأزياء الفرنسية الفاخرة “بالمان” في سبتمبر خلال أسبوع الموضة في باريس، أعمالا تحمل علامة تجارية مصرية باسم “أختين”، في إشارة إلى شقيقتين شابتين من مصر صممتا المنتجات.

ورغم نجاح منتجات “أختين” في اختراق أسبوع الموضة الباريسي، لا يزال تصدير منتجات دور الموضة المصرية إلى الخارج عملية معقدة، في ظل الحاجة إلى إعادة النظر في طريقة عمل هذا القطاع.

ويقول عثمان إن معظم ممثلي هذا القطاع “هم أشخاص علّموا أنفسهم بأنفسهم وعملوا جاهدين بموارد قليلة للوصول إلى المستوى المطلوب من العلامات التجارية العالمية”.

من جهتها، قالت إنجي إسماعيل التي تعمل وكالتها “فلير” في مجال استشارات العلامات التجارية الفاخرة “لدينا مجموعة كبيرة من المصممين الشباب والذين يمكنهم مع بعض التدريب المهني أن يحولوا الإبداع إلى منتجات”.

وعلى الرغم من ذلك، شهدت السوق المصرية في مجالي الأزياء والمجوهرات الفاخرة طفرة لافتة، إذ تقول إسماعيل إن عدد العلامات التجارية المحلية ارتفع “من أقل من مئة ماركة مصرية إلى أكثر من ألف علامة تجارية اليوم”.

وأضافت “إن منافسة أخيرة نظمتها مجموعة فوغ الإيطالية مكّنت ماركات مصرية من المشاركة في أسبوع الموضة بميلانو”.

ولكن تبدو هذه التسهيلات غير كافية بالنسبة إلى المبدعين المحليين الذين يشتكون من الروتين الإداري على صعيد إجراءات الجمارك وصعوبة الحصول على تأشيرات سفر.

وتقول نادين عبدالغفار التي تنظم وكالتها “آرت ديجيبت” معرضا سنويا للفن المعاصر في منطقة أهرام الجيزة إن “سماح الحكومة (المصرية) لآرت ديجيبت وديور بتنظيم فعاليات عند سفح الأهرام يُعد خطوة كبيرة”.

وترى عبدالغفار أن القاهرة تشكل نقطة جذب بفضل قدرتها على “الدمج بين الفن والتراث المعاصر والقديم”.

وتقول شهاب إن مصر أصبحت “تدرك بشكل متزايد تأثير القوة الناعمة”، معتمدة على “الثقافة في إبراز صورتها”.

وتقول عبدالغفار إنه من الضروري أن تؤسس السلطات وحدة مخصصة لتنظيم المسيرات والمعارض وحتى الحفلات الموسيقية وتصوير الأفلام في الأماكن الأثرية المؤهلة لذلك.

وتضيف شهاب في السياق نفسه أنه “إذا كان هناك قطاع واحد نخسر فيه الكثير من الفرص فهو السينما”، موضحة “فقدنا العديد من كبار المنتجين الدوليين الذين لجأوا إلى المغرب أو حتى السعودية” لعدم وجود تصاريح للتصوير في مصر.

وبسبب هذه التعقيدات، اضطر القائمون على مسلسل “مون نايت” (فارس القمر)، أحد أحدث إنتاجات أستديوهات مارفل الهوليوودية والذي يدور حول شخصية بطل خارق مُنح القوة من إحدى الآلهة المصرية القديمة، إلى استحداث ديكورات تحيل المشاهدين إلى القاهرة في بودابست.

20