مصر تودع السفينة التي أوقفت التجارة العالمية

الإسماعيلية (مصر) – رفعت سفينة الحاويات العملاقة "إيفر غيفن" مرساتها الأربعاء وبدأت في التحرك لمغادرة قناة السويس، بعد احتجازها أكثر من 100 يوم، إثر توصل هيئة القناة إلى اتفاق تسوية مع الشركة المالكة للسفينة.
وشوهدت السفينة وهي تتحرك شمالا في البحيرة المرة الكبرى التي تفصل شطري القناة، والتي ظلت السفينة راسية فيها بطاقمها من البحارة الهنود منذ تعويمها في 29 مارس الماضي.
وأعلنت هيئة قناة السويس أن "إيفر غيفن" سيفرج عنها الأربعاء، على أن تقام مراسم بالهيئة احتفالا بمغادرة السفينة التي تحمل نحو 18300 حاوية.
وقال مسؤول في هيئة قناة السويس إن السفينة التي كانت محتجزة في منطقة البحيرات المرة، في طريقها حاليا إلى البحر المتوسط لاستئناف رحلتها. وأضاف أن "السفينة ستعبر قناة السويس في نهاية قافلة الجنوب القادمة من البحر الأحمر".
وأشار إلى أن قاطرتين واثنين من كبار مرشدي القناة يرافقون السفينة التي تم فحصها والتأكد من سلامتها وجاهزيتها للإبحار.
والأحد أعلنت السلطات المصرية أنها توصلت إلى "اتفاقية تسوية" مع الشركة اليابانية المالكة لـ"إيفر غيفن"، تنص على الإفراج عن السفينة مقابل حصول القاهرة على تعويض عن الخسائر والأضرار التي تكبدتها من جراء إغلاق القناة، من دون أن يعلن أي من الطرفين عن قيمة التعويضات التي اتفقا عليها.
وخلال مقابلة تلفزيونية الأحد، قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع إن مصر ستتلقى من الشركة اليابانية المالكة للسفينة، بالإضافة إلى التعويض المالي، قاطرة بحرية بقوة شدّ تبلغ 75 طنا. وتابع ربيع "لقد حافظنا على حقوقنا وحافظنا على علاقات جيّدة مع عملائنا".
وأشار رئيس هيئة القناة إلى أنّه سيتّم أيضا تعويض أسرة أحد عمال الهيئة، الذي توفي أثناء عملية تعويم السفينة.
وأكدت الهيئة أنه تم خفض مبلغ التعويض المطلوب لقاء الخسائر والأضرار والأرباح الفائتة، التي نجمت عن جنوح السفينة، من 916 مليون دولار إلى 550 مليون دولار.
وعند التوقيع، قال محامي الهيئة خالد أبوبكر إن الاتفاق الذي تلتزم الهيئة بالحفاظ على سرية شروطه، يحفظ حقوقها بالكامل.
وقضت المحكمة الاقتصادية في الإسماعيلية الثلاثاء، برفع الحجز التحفظي عن السفينة التي ترفع علم بنما.
وأكد يوكيتو هيجاكي، المسؤول التنفيذي الممثل لشركة شوي كيسن اليابانية المالكة لسفينة الحاويات، الأربعاء أن شركته ستظل عميلا لقناة السويس بانتظام.
وكان هيجاكي، المسؤول في إيماباري لبناء السفن التابعة لها شوي كيسن، يتحدث في رسالة مسجلة بثت بمناسبة الإفراج عن "إيفرغيفن" من قناة السويس، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على جنوحها هناك.
وكانت "إيفر غيفن"، وهي واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم، قد جنحت بزاوية مائلة في القناة لستة أيام، ومنعت مرور السفن وعطلت التجارة العالمية.
وعلقت "إيفر غيفن"، التي يصل طولها إلى 400 متر وحمولتها 224 ألف طن، في المدخل الجنوبي لقناة السويس أثناء رحلتها إلى ميناء روتردام الهولندي.
وتصدرت صور هذه السفينة وهي تسد على مدى ستة أيام الممر البحري بالغ الأهمية في نهاية مارس، وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
وشاركت في عمليات تعويم السفينة أكثر من عشر قاطرات، إضافة إلى جرّافات لحفر قاع القناة، في عملية بالغة التعقيد بسبب الطبيعة الصخرية للمجرى المائي.
وتؤمن قناة السويس عبور 10 في المئة من حركة التجارة البحرية الدولية، وتشكل صلة وصل بين أوروبا وآسيا.
وفي 11 مايو الفائت، وافق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على مشروع لتطوير قناة السويس، يشمل توسعة وتعميق الجزء الجنوبي للقناة، حيث جنحت السفينة العملاقة.
وكان السيسي تعهد إثر جنوح "إيفر غيفن" بشراء كل المعدات التي تحتاج إليها قناة السويس لمواجهة مثل هذه الأزمات الطارئة.