مصر تنفي التعاون مع إسرائيل بشأن مراقبة محور فيلادلفيا

وول ستريت جورنال تكشف عن تعثر المفاوضات بين القاهرة وتل أبيب بسبب رفض مصر طلبا إسرائيليا من بين ثلاثة تتعلق بتشديد الرقابة على حدود غزة.
الاثنين 2024/01/08
إسرائيل تخشى تشييد حماس أنفاقا جديدة

القاهرة – أفاد إعلام مصري، الإثنين، بـ"عدم وجود تعاون" مع تل أبيب بشأن محور فيلادلفيا/ صلاح الدين، بين قطاع غزة والحدود المصرية. ذلك بحسب ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" شبه الرسمية، عن مصدر محلي وصفته بـ"المسؤول" علق على أنباء في هذا الصدد.

ونفي المصدر "ما زعمته تقارير إعلامية عن وجود تعاون مصري إسرائيلي فيما يخص محور صلاح الدين/ فيلادلفيا"، مؤكدا أن "مثل هذه الأنباء عارية عن الصحة".

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد أفادت نقلا عن مسؤولين مصريين -لم تكشف عن هوياتهم- بتعثر مفاوضات تجريها تل أبيب مع القاهرة بشأن تشديد الرقابة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، إثر خلاف حول مطلبين إسرائيليين من أصل ثلاثة تعتبر مصر أنهما يشكلان انتهاكا لسيادتها.

طلبت إسرائيل من مصر تركيب أجهزة استشعار على طول محور فيلادلفيا، الذي تسيطر عليه القاهرة والمتاخم لغزة، وذلك لتنبيه إسرائيل في حالة قيام حماس بمحاولات إعادة بناء الأنفاق وشبكة التهريب بعد الحرب. ووفقا للمسؤولين.

وقال المسؤولون، إن إسرائيل التي كانت تسيطر على المحور، طلبت أيضا التوصل بإخطارات مباشرة إذا تم التقاط أي إشارات من طرف أجهزة الاستشعار، وضمان حقها في إرسال طائرات استطلاع بدون طيار إلى المنطقة، من أجل المراقبة.

وردا على المطالبات الإسرائيلية، قالت القاهرة إنها ستدرس نقطة إحداث أجهزة الاستشعار، لكن الإخطار المباشر أو الموافقة على الطائرات المسيرة سيمثل "انتهاكا للسيادة المصرية"، حسبما أفاد المسؤولون، الذين أشاروا إلى أن "المفاوضات، التي تبلورت خلال الأسبوعين الماضيين، عالقة حاليا بشأن هذه القضية".

واعتبر جيورا إيلاند، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد، في حديث للصحيفة، أن "المصريين فشلوا في وقف تدفق الذخائر والأسلحة إلى غزة خلال الأعوام الثمانية عشر الماضية، ولا يمكنهم إنكار ذلك".

ويأتي تقرير الصحيفة، بعد نحو أسبوع، من تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أنه يتعين على بلاده أن تسيطر بشكل كامل على محور فيلادلفيا  لضمان "نزع السلاح" في المنطقة .

وأضاف نتانياهو في مؤتمر صحافي "محور فيلادلفيا، أو بعبارة أدق نقطة التوقف الجنوبية في غزة، يجب أن تكون تحت سيطرتنا. يجب إغلاقه. من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه".

وفيما لم يخض نتانياهو في التفاصيل، أوردت رويترز، أن القيام بمثل هذه الخطوة سيعتبر بحكم الأمر الواقع تراجعا عن انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، مما يضع الجيب تحت السيطرة الإسرائيلية الحصرية، بعد إدارته على مدى سنوات من جانب حماس.

ويمتد محور فيلادلفيا، ويُعرف فلسطينيا باسم "محور صلاح الدين"، 14 كيلومترا من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبوسالم جنوبا.

وردت منظمة التحرير الفلسطينية على ذلك بالقول إن نتنياهو يحاول فرض واقع جديد بالسيطرة على محور فيلادلفيا، مؤكدةً أن تصريحاته هذه دليل واضح على "قرار إسرائيلي بعودة الاحتلال الكامل لغزة".

وقال حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تدوينة له عبر منصة "إكس"، إن تصريح نتنياهو بالعودة الإسرائيلية للسيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح في الجانب الفلسطيني وخلق مناطق عازلة وترتيبات أمنية جديدة "دليل واضح على قرار عودة الاحتلال بالكامل وتدمير للاتفاقيات مع مصر".

وتابع "كما ذكرنا سابقاً فإن هذا يعني إنهاء كل الاتفاقيات مع منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا يستوجب قرارا فلسطينيا عربيا موحدا لمواجهة تداعيات هذه الحرب العدوانية ومحاولات نتنياهو فرض وقائع جديدة".

وكانت القوات الإسرائيلية تسيطر على الشريط الحدودي للقطاع حتى انسحابها منه وتسليمه للسلطة الفلسطينية في عام 2005، ولترتيب تواجد مصري لقوات حرس الحدود وقعت اتفاقية جديدة عرفت باسم "اتفاقية فيلادلفيا" والتي تتماشي مع اتفاقية "المعابر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية" التي تم التوقيع عليها في العام ذاته.

ووقعت مع مصر على اتفاقية فيلادلفيا باعتبارها تابعة لاتفاقية كامب ديفيد، والتي حددت مسافة 14 كلم كشريط عازل على طول الحدود بين مصر وغزة.

وجاء التوقيع على "اتفاقية فيلادلفيا" بعدما أقر الكنيسيت الإسرائيلي، في عام 2004، قرارا لسحب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في أغسطس عام 2005.

وسمحت الاتفاقية بتنسيق أمني إسرائيلي مصري، ووجود أمني مصري من قوات حرس الحدود على طول شريط فيلادلفيا والقيام بدوريات من كلا الطرفين.

ونصت على أن الوجود المصري في هذه المنطقة هو "لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود" وليس مخصصا لأي غرض عسكري، وأن هذه الاتفاقية لن تغير أو تعدل في اتفاقية السلام الرئيسية مع مصر، واعتبار اتفاقية فيلادلفيا على أنها "بروتوكول أمني" لضمان عدم وجود عسكري مصري قريب من الحدود الإسرائيلية.

ومنذ سيطرة حماس على القطاع في عام 2007، تزعم إسرائيل أن المحور أصبح الطريق الرئيسي للحركة المسلحة لتهريب الأسلحة والبضائع غير المشروعة إلى قطاع غزة.

ويشرف الجيش الإسرائيلي حاليا على الحدود الشمالية والشرقية والساحل الغربي لقطاع غزة.

ومن شأن السيطرة على الحدود الجنوبية عبر "ممر فيلادلفيا" أن يكمل تطويق قطاع غزة، وهي "خطوة استراتيجية لها آثار على تجريد المنطقة من السلاح بعد الصراع"، وفقا لـ"مركز القدس للشؤون العامة للأبحاث".

وذكر المركز، أنه على الرغم من نفي مصر وجود أنفاق تهريب تحت الممر، يقول المسؤولون الأمنيون إن المحور يمثل "الطريق الرئيسي لتهريب الأسلحة إلى حماس".