مصر تكشف أسرار دفاعاتها في موقع تل أبوصيفي الأثري

الكشف يلقي الضوء على خفايا التحصينات العسكرية الشرقية لمصر خلال العصرين البطلمي والروماني.
الأحد 2025/05/04
اكتشافات مهمة

القاهرة- أعلنت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار عن اكتشاف بقايا تحصينات عسكرية، ووحدات سكنية للجنود، وخندق دفاعي قد يشير إلى وجود قلعة ثالثة، وذلك ضمن موسم الحفائر الجاري في موقع تل أبوصيفي بمنطقة آثار شمال سيناء.

وأكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أهمية هذا الكشف الذي يلقي الضوء على خفايا التحصينات العسكرية الشرقية لمصر خلال العصرين البطلمي والروماني، مشيرًا إلى أن تل أبوصيفي لعب دورًا محوريًا كمركز عسكري وصناعي عبر العصور.

وأوضح محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الاكتشافات الجديدة تُسهم في رسم تصور أدق لخريطة الدفاعات المصرية القديمة على الحدود الشرقية، وتؤكد من جديد مكانة سيناء التاريخية كـ”بوابة مصر الشرقية وحصنها الأول”.

◙ الاكتشافات الجديدة تُسهم في رسم تصور أدق لخريطة الدفاعات المصرية القديمة على الحدود الشرقية

وكشفت البعثة عن تصميم معماري فريد لبوابتي القلعتين البطلمية والرومانية، ما يتيح تصورًا دقيقًا لشكل المداخل الدفاعية في ذلك العصر. كما تم اكتشاف خندق دفاعي ضخم يزيد عمقه عن مترين عند مدخل القلعة البطلمية، ويُعتقد أنه كان جزءًا من نظام دفاعي قابل للتفعيل عند التهديدات.

من جهته أشار الأستاذ محمد عبدالبديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، إلى العثور على طريق مرصوف بالحجر الجيري بعرض 11 مترًا وطول يتجاوز 100 متر، يربط بين البوابة الشرقية للقلعة الرومانية ووسط الموقع، وهو مبني فوق طريق أقدم يعود إلى العصر البطلمي.

كما تم اكتشاف أكثر من 500 دائرة طينية على جانبي الطريق، يُرجح أنها كانت تُستخدم لزراعة الأشجار التي زينت مدخل القلعة، بالإضافة إلى مساكن الجنود الرومان التي تكشف ملامح الحياة اليومية للفرسان خلال عهدي الإمبراطور دقلديانوس ومكسيميان.

وأوضحت البعثة أيضًا أنه تم العثور على أربعة أفران كبيرة كانت تُستخدم في إنتاج الجير الحي، ما يعكس تحول الموقع إلى مركز صناعي في نهاية العصر الروماني، وهو ما تسبب في تدمير الكثير من المنشآت الحجرية.

وفي تطور لافت، أعلن هشام حسين، رئيس البعثة ومدير عام آثار سيناء، عن اكتشاف خندق إضافي قد يشير إلى وجود قلعة ثالثة أقدم من القلعتين البطلمية والرومانية، حيث تم تحديد الأركان الأربعة الخاصة بها، مع مواصلة العمل لتأريخها بدقة.

وأشار البيان الصادر عن الوزارة إلى أن موقع تل أبوصيفي كان من أهم المواقع الإستراتيجية في الدفاع عن مصر الشرقية. ومع تغير مجرى نهر النيل وانحسار الخط الساحلي، انتقلت الأهمية تدريجيًا من تل حبوة (مدينة ثارو الفرعونية) إلى تل أبوصيفي.

18