مصر تصف أحدث جولات محادثات سد النهضة بـ"الفرصة الأخيرة"

السيسي يؤكد تمسك بلاده بإتمام "اتفاق ملزم" قبل الملء الثاني للسد.
الاثنين 2021/04/05
مصر تعلق آمالا على المفاوضات في كينشاسا

القاهرة/كينشاسا - اعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري مساء الأحد أن جولة مفاوضات سد "النهضة" الراهنة في العاصمة الكونغولية كينشاسا، بمثابة "فرصة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد.

جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية بالتزامن مع مفاوضات ثلاثية بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، برعاية أفريقية في كينشاسا، بحضور شكري ووزير الري المصري محمد عبدالعاطي.

ويأتي تصريح شكري بعد تأكيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأحد لرئاسة الاتحاد الأفريقي تمسك القاهرة بإتمام "اتفاق ملزم"، قبل الملء الثاني للسد بالمياه في يوليو المقبل.

وشدد شكري على "ضرورة أن تؤدي اجتماعات كينشاسا إلى إطلاق جولة جديدة من المفاوضات تتسم بالفاعلية والجدية ويحضرها شركاؤنا الدوليين لضمان نجاحها".

وأضاف "تعتبر هذه المفاوضات بمثابة فرصة أخيرة يجب أن تقتنصها الدول الثلاث من أجل التوصل إلى اتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة خلال الأشهر المقبلة، وقبل موسم الفيضان المقبل".

وشدد شكري على أنه "إذا توافرت الإرادة السياسية والنوايا الحسنة لدى كل الأطراف، فإنه سيكون بوسعنا أن نصل إلى الاتفاق المنشود الذي سيفتح آفاقا رحبة للتعاون والتكامل بين دول المنطقة وشعوبها".

واعتبر الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي منذ فبراير، أن "اجتماع كينشاسا يهدف إلى إطلاق دينامية جديدة".

وقال "أدعوكم جميعا إلى انطلاقة جديدة وإلى فتح نوافذ أمل عدة وانتهاز كل الفرص وإضاءة شعلة الأمل مجددا"، مرحّبا بعزم المشاركين على "البحث معا عن حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية".

وأضاف "البعد البشري يجب أن يكون ضمن هذه المفاوضات الثلاثية"، مدافعا عن حق سكان الدول الثلاث "في المياه والغذاء والصحة".

ويُختتم الاجتماع الاثنين في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية. وانتهت محاولات سابقة بهدف التوصل إلى الاتفاق بشأن السد الضخم الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق إلى طريق مسدود.

وتأتي هذه الجولة بعد 3 أشهر من تعثر المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي، وعقب تصريحات للسيسي في 30 مارس الماضي، حذر فيها من المساس بحصة مصر من مياه نهر النيل، وحملت أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة قبل عقد.

وقال السيسي آنذاك إن "مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".

وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، وتقول إن للسد دورا محوريا في تنميتها الاقتصادية وتوليد الكهرباء، فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل‎، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب، على التوالي.

وقبل ساعات من انطلاق الاجتماعات الوزارية في كينشاسا، اتهم وزير الري السوداني ياسر عباس إثيوبيا بأنها رفعت السقف للمطالبة ببحث تقاسم مياه النيل.

وشدد عباس من كينشاسا على وجوب التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث قبل التعبئة الثانية لسد النهضة الإثيوبي، الذي تفوق كلفته 4 مليارات دولار.