مصر ترفض مقارنة الدول المتقدمة بالنامية في ملف حرية الصحافة

السيسي للصحافيين الأجانب: اتركونا نتحول إلى الأفضل دون ضغوط تؤدي إلى إرسال المبعوثين الدوليين.
الجمعة 2022/01/21
إيمان تام بحرية التعبير

القاهرة – قال رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن ظروف كل دولة تختلف عن الأخرى عندما يتعلق الأمر بالحديث عن حرية الصحافة.

ورفض مدبولي انتقادات منظمات “مراسلون بلا حدود”، و”أمنستي”، و”هيومن رايتس ووتش”، لمصر بشكل متكرر في ما يخص حرية التعبير، مؤكدا أن هذه المنظمات تقوم بإصدار بيانات بناء على حالات فردية، دون أن تكوّن صورة واضحة عن الوضع في مصر.

وأكد مدبولي أن “الأمور في دول العالم المتقدم تختلف عن دول العالم النامي”.

وأشار إلى أن الإعلام المصري متنوع، وهناك الرأي الآخر، لافتا إلى أن التلفزيون ليس هو المنصة الوحيدة ولكن هناك منصات أخرى، وهناك نقد متنوع للأوضاع يوميا. وأكد أن النقد يحصل بصفة عامة ويناقش بدقة شديدة، كما أن هناك مساحة موجودة للنقاش في مصر، وهي أفضل بكثير من دول أخرى في الشرق الأوسط.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قال إن الدولة تهتم بقضية الوعي من خلال منظومة متكاملة، مشددا على إيمانه بحرية التعبير، وهو ما بدا طوال السنوات الماضية، حيث حرص على أن يكون حجم التواصل مع المصريين ضخما، وأن يجري بمنتهى الشفافية.

وأكد السيسي، خلال لقائه مع الصحافيين الأجانب الأسبوع الماضي على هامش فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة المنعقدة بمدينة شرم الشيخ، على حرصه على الاستماع إلى الآراء الأخرى المختلفة، مؤكدا أنه لا يوجد أحد له الكلمة العليا في أي موضوع، وذلك “إذا كنا بنؤمن بحوار حقيقي، ولدينا رقي فكر حقيقي”.

ونبه السيسي إلى خطورة أن يفرض أحد تصوره ورؤيته على أي دولة، وهو منهج تريده الجماعات الدينية المتطرفة. كما نبه إلى خطورة إيمان أي شخص بأنه الأفضل في رؤاه، ومحاولة فرض هذه الرؤى على الآخرين، باعتباره “المنهج والمسار الذي لا حياد عنه، ومن يخالف ذلك فهو متجاوز أو متخلف”.

حرية الصحافة

ووجه الرئيس تساؤلا للمراسلين الأجانب “هل بعد كل هذا والأحداث التي تمر بها بعض الدول المحيطة بنا والمجاورة لنا، مازالت هناك أحاديث عن حرية التعبير تتم بهذه الطريقة؟”.

وقال السيسي إن حرية التعبير والرأي مكفولة، وإنه على استعداد تام لتقبل أي نقد حقيقي يكون سبيلا لتقدم الدولة المصرية. وحث وسائل الإعلام على ضرورة تناول المسائل بموضوعية وبالتوازي من جميع الجوانب، وتتبع ذلك ضرورة الإجابة على تساؤل مفاده “ماذا كانت نتيجة هذا المسار؟”.

وأشار إلى أن الدول المتقدمة أخذت وقتا في التطور في المجالات المختلفة، بما فيها التطور الإنساني، وكانت لديها ضغوط مختلفة، لكن لم يمارس أحد ضغوطا عليها، فأخذ التحول وقته.

وقال السيسي “أعطونا الفرصة لنتحول إلى الأفضل دون ضغوط تؤدي إلى ضرر، وفي النهاية لن تقدروا على مساعدتنا، سترسلون المبعوثين ليتحدثوا ويبحثوا عن حلول ويطالبوا بمنحنا أموالا لسد الاحتياجات الأساسية، وما إلى ذلك من الأمور التي تحدث”.

وتابع الرئيس متسائلا “لماذا لا تفرقون ولا تفصلون بين إمكانية أن يحدث هذا في دولة مثل مصر، مع الوضع في الاعتبار أننا كنا مهددين بهذا خلال السنوات الماضية؟”.

وقال الرئيس “نتحدث عن جيل أو جيلين لحقوق الإنسان، الجيل الأول كان حرية التعبير والرأي، وهذا جيد، لكن ماذا عن الجيل الثاني؟ المتعلق بالاقتصاد والاجتماع والصحة وغيرها، تحدثوا عن هذا وذاك، تحدثوا عن أننا نعمل جيدا في أحدهما، وإن لديكم ملاحظات على الآخر، لكن ما يحدث أنه يتم الحديث كما لو أنه لا يوجد في مصر سوى هذه القضية، وهذه القضية لا تعكس الرأي العام في مصر”.

16