مصر تبحث مع الاتحاد الأوروبي ملفات إقليمية من بينها أزمة سد النهضة الإثيوبي

القاهرة - بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري الاثنين مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، عددا من الملفات الحارقة من بينها أزمة سد النهضة الإثيوبي وتحريك جمود عملية السلام بالشرق الأوسط.
وذكر بيان صادر عن الخارجية المصرية أن شكري التقى في بروكسل مع وزراء الخارجية الأوروبيين، على إفطار عمل عقد صباح الاثنين في بروكسل.
وأكد اللقاء الطابع الاستراتيجي للعلاقات الوثيقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، والذي يعد الشريك الأول لمصر على الصعيدين التجاري والاستثماري.
وقال المتحدث باسم الخارجية السفير أحمد حافظ في البيان، إن اللقاء شهد "تشاورا حول عدد من القضايا الإقليمية، أبرزها ملف سد النهضة والقضية الفلسطينية وتحريك عملية السلام من أجل الدفع قدما نحو إيجاد تسوية عادلة وشاملة".
وجدد شكري التأكيد على أهمية "وضع خارطة طريق في ملف سد النهضة الإثيوبي، للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم في إطار زمني محدد"، بحسب ذات المصدر.
كما أعرب عن تقدير بلاده لبيان الاتحاد الأوروبي الأخير، الذي انتقد إعلان إثيوبيا عن بدء الملء الثاني للسد دون التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب (مصر والسودان).
والخميس عقد مجلس الأمن الدولي جلسة بشأن نزاع السد عقب 3 أيام على إعلان إثيوبيا عن بدء عملية الملء للمرة الثانية، لكنه لم يصدر قرارا بشأنه وأعاد الملف إلى الاتحاد الأفريقي، دون تحديد إطار زمني للمفاوضات.
والسبت قال وزير الري المصري محمد عبدالعاطي إن القاهرة لن تسمح بتعرض موردها المائي لأي ضرر، وإنها جاهزة للتعامل مع كافة السيناريوهات بشأن سد "النهضة" الإثيوبي.
وأكد أن "هناك تنسيقا كاملا بين جميع أجهزة الدولة للتعامل حول قضية سد النهضة بلا تسرع في اتخاذ أي قرار، بل يتم دراستها بتأن حتى يتم تحديد الوقت لتنفيذ أي سيناريو".
وذكر نص البيان الاثنين أن وزير الخارجية المصري تطرق إلى مواصلة جهود بلاده من أجل تحقيق السلام والاستقرار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في إطار حل الدولتين، فضلا عن العمل على إعادة إعمار قطاع غزة وتقديم المساعدات والدعم التنموي لسائر الأراضي الفلسطينية.
ومنذ أبريل 2014، توقفت المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، جراء رفض الأخيرة وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من خيار حل الدولتين المستند إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ويرى محللون أن مصر تعد ورقة صعبة في الملفات الإقليمية والدولية، حيث تعمد القوى الغربية إلى الاعتماد عليها لحل عدد من الملفات الشائكة.
ولعبت دورا محوريا بتزكية أميركية، وكانت وسيطا في عقد هدنة لوقف القتال الأخير بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
ووفق بيان الخارجية، أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن التقدير للدور المحوري، الذي تقوم به مصر في المنطقة على كافة الأصعدة بغية تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
وللقاهرة دور محوري أيضا في الأزمة الليبية، حيث تتصدى مصر منذ سنوات لمحاولة تركيا بسط نفوذها في البلاد ونسف جهود الحل السياسي.
وأكد شكري في مباحثاته الأوروبية أهمية عقد الانتخابات الليبية في موعدها يوم 24 ديسمبر المقبل، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون تأخير أو استثناء.