مصريون يصطادون قوارير البلاستيك من النيل

مبادرة فعالة من أجل المساعدة في تطهير نهر النيل، مع توفير مصدر دخل إضافي للصيادين.
الخميس 2021/05/27
جمع حوالي 18 طنا من القوارير البلاستيكية العام الماضي

القاهرة - يكسب محمد نصار منذ ما يقرب العقدين قوت أسرته المكونة من خمسة أفراد عن طريق الصيد في نهر النيل قرب ضفاف جزيرة القرصاية الصغيرة على مسافة غير بعيدة من وسط القاهرة.

وقال نصار (58 عاما) إن كميات السمك التي يصطادها الصيادون أمثاله تقل سنويا بعد أن امتلأ مجرى النهر بالعبوات البلاستيكية والأكياس وغيرها من النفايات، مضيفا أن الأسماك تدخل في هذه القوارير وتنفق فيها.

وطلبت مجموعة بيئية محلية تُسمى “فِري نايل” من صيادي الجزيرة استخدام قواربهم في جمع القوارير.

وأشارت المجموعة البيئية إلى أنها تشتري العبوات بسعر أعلى من سعر السوق الذي يقدمه التجار أو تعرضه مصانع إعادة التدوير.

ويتمكن نصار وزملاؤه بعد ست ساعات من الصيد من اصطياد نحو 6 كيلوغرامات من السمك، ويملأون قواربهم أيضا بحوالي 15 كيلوغراما من أكياس وقوارير البلاستيك.

وتوفر المبادرة حلا مستداما للمساعدة في تطهير نهر النيل، مع توفير مصدر دخل إضافي للصيادين ومن بينهم نصار.

وأكد نصار، وهو جالس في قاربه يجمع القوارير، أن هذا العمل ساعدهم بعض الشيء، موضحا “بعد أن عطل انتشار فايروس كورونا حركة الصيد في النيل فتح لنا هذا العمل مجالا جديدا للكسب”.

وأصبح بإمكان نصار الذي يكسب حوالي 6.37 دولار في اليوم بعد ست ساعات من الصيد أن يتحصل على مبلغ إضافي يصل إلى نحو 12.74 دولارا عن طريق جمع القوارير البلاستيكية.

أما سعيد حسانين، وهو صياد آخر، فيرى أن نظافة مياه النيل تعني زيادة الأسماك، قائلا إن “التبعات الإيجابية لهذا المشروع لم تظهر فقط في زيادة دخلنا، وإنما أيضا في كميات السمك التي كانت قليلة للغاية والآن في طريقها للتحسن”.

وبمساعدة أكثر من 40 صيادا جمعت “فِرِي نايل” العام الماضي حوالي 18 طنا من القوارير البلاستيكية تم بيع معظمها للقائمين بأعمال إعادة التدوير.

وقالت خديجة حافظ من مؤسسي “فِرِي نايل”، “حاولنا تقديم فرصة عمل إضافية لأهالي الجزيرة إلى جانب صيد السمك نظرا لمعرفتهم الدقيقة بخبايا النيل، كما أنهم على دراية جيدة بأماكن جمع النفايات البلاستيكية”.

Thumbnail
Thumbnail
24