مصاصو دماء يقدمون لقاح كورونا

بوخارست- اكتظ “قصر دراكورلا” في بران بوسط رومانيا في عطلة نهاية الأسبوع بالرومانيين، ليس رغبة في التمتع بسحره، بل سعيا للحصول على حقنة من اللقاح ضد كورونا.
ومن المرجح أن يجد من يزور قصر دراكولا هذا الشهر أثر وخزة في ذراعه بدلا من عنقه بعد أن أنشأ المسعفون مركزا للتطعيم ضد كوفيد – 19 في القصر الواقع بمنطقة ترانسلفانيا.

جميع الذين تلقوا اللقاح تسلموا على غراره شهادة تشيد بـ”شجاعتهم وحسهم بالمسؤولية”
وبحسب ملصق دعائي، يقدم أطباء وممرضات يرسمن على وجوههن شكل أنياب مصاص الدماء جرعات مجانية من اللقاح الذي أنتجته شركة فايزر لجميع زوار القصر، المعروف أيضا باسم قصر بران.
ويأمل موظفو القصر في أن تجلب هذه الخدمة المزيد من الزوار إلى القصر الذي يقع في واد يلفّه الضباب في جبال الكاربات في رومانيا حيث انخفض عدد السائحين منذ بداية الوباء.
ويرتبط قصر بران باسم الأمير الروماني الدموي من القرن الخامس عشر “فلاد تيبيس” الذي استلهمه الكاتب الإيرلندي برام ستوكر لابتكار شخصية دراكولا، ولو أنه لم يزر الحصن يوما على الأرجح.
وأهدت السلطات المحلية في 1920 القصر المشيّد فوق صخرة ضخمة إلى ملكة رومانيا ماري، قبل أن يصادره الشيوعيون عام 1948. وفي 2006، أعيد إلى دومينيك دو هابسبورغ، وريث العائلة المالكة السابقة.
وقال ليفيو نيكولا المهندس البالغ 39 عاما “جئت لزيارة القصر مع عائلتي وحين رأيت اللافتة، استجمعت شجاعتي وتلقيت الحقنة”.
وتسلّم جميع الذين تلقوا اللقاح على غراره شهادة تشيد بـ”شجاعتهم وحسهم بالمسؤولية”، ووعدا بأن تكون أبواب القصر مفتوحة لهم “على مدى السنوات المئة المقبلة”.

المبادرة تستهدف بصورة خاصة السياح الذين قدموا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في القصر
وأوضح المدير التسويقي للحملة ألكسندرو بريسكو “نستهدف بصورة خاصة السياح الذين قدموا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في القصر، لكننا نرحب أيضا بالسكان المحليين وموظفي القصر”. وأضاف “كانت الفكرة هي إظهار كيف تعرض الناس للوخز قبل 500 إلى 600 عام في أوروبا”.
ويسمح لهؤلاء “الشجعان” بالدخول مجانيا إلى “قاعة التعذيب” في القصر والتي تضم 52 أداة تعذيب من العصور الوسطى.
وسعيا منها لإقناع أكبر قدر ممكن من الرومانيين بضرورة تلقي اللقاح، ضاعفت السلطات الرومانية في الأيام الأخيرة مراكز التلقيح في العديد من المدن الكبرى، وأقامت حملات ماراتونية لتوزيع اللقاحات على مدار الساعة في المكتبة الوطنية وفي قاعة المحاضرات الكبرى “صالة القصر” في بوخارست.
وقالت مديرة مستشفى “ماريوس ناستا” في بوخارست بياتريس مالر التي جاءت لمساعدة العشرات من الأطباء والممرضين العاملين في صالة القصر ليل السبت الأحد “تهدف هذه المراكز أولا لمساعدة كل الذين يريدون تلقي اللقاح لكنهم يتردّدون في أخذ موعد عبر الإنترنت”.
وترى أن التحدي الحقيقي سيكمن في الوصول إلى سكان البلدات التي ليس فيها أطباء عائليون، وهي لا تزال كثيرة.