مصارعة الثيران تعود إلى مكسيكو

البيانات الرسمية العائدة تشير إلى أنّ مصارعة الثيران حققت عائدات بلغت 414 مليون دولار ووفرت 83 ألف وظيفة مباشرة.
الثلاثاء 2024/01/30
مصارعة الثيران ثقافة في مكسيكو

عادت حفلات مصارعة الثيران إلى المكسيك، بعد تقلبات قانونية عدة في شأن هذا التقليد في الدولة الأميركية الوسطى التي تُعدّ حلباتها الأكبر في العالم.

مكسيكو - عادت حفلات مصارعة الثيران الأحد إلى مكسيكو التي تُعدّ حلبتها الأكبر في العالم، بعد أكثر من عام على الحظر الذي ألغته المحكمة العليا أخيراً، مما أثار غضب المناهضين لهذا التقليد ودفعهم إلى تنظيم تظاهرات احتجاجية.

وتوافَدَ عشرات الآلاف من هواة هذا النوع من الحفلات إلى الحلبة التي تتسع لنحو 41 ألف متفرّج لحضور أول حفلة مصارعة ثيران خلال الموسم في المكسيك، وشارك فيها مصارع الثيران المكسيكي خوسيليتو أداميه الذي تعرّض لإصابة خلال أبريل الماضي في ساقه اليسرى جرّاء تلقيه ضربة من قرن أحد الثيران.

وتوسطت لافتة كُتِبت عليها عبارة “الحرية. الثيران، ثقافة حية” الحلبة التي كان خوسيليتو أداميه ودييغو سيلفيري يواجهان فيها الحيوانات بالمناديل البيضاء التقليدية.

وشكر خوسيليتو أداميه في منشور “كل الجمهور المكسيكي ممثلاً بجميع الحاضرين في حلبة مكسيكو”، واصفاً إياه بأنه “جمهور لا مثيل له”، وملاحظاً أنه “يُبقي مصارعة الثيران حية، إذ يتحلى بالصبر في انتظار عودتها، وهو حنون ونقدي وعاطفي”.

ورحب مدير حلبات مصارعة الثيران في مكسيكو ماريو زوليكا “بعودة الثيران” إلى المدينة عملاً بالقرار الأخير الذي اتخذته المحكمة العليا ونقض فيه الحظر الذي فرضه قاض فيدرالي.

حح

وقالت مصارِعَة الثيران المكسيكية باولا سان رومان خلال مؤتمر صحفي حضره عدد من زملائها “أدعو الجمهور إلى الحضور، إنه أمر بالغ الأهمية”. وأضافت “ليحضر كل واحد حبة رمل لملء الساحة”.

وقالت المعلّمة أليخاندرا دياز (49 عاماً) في تصريح لوكالة فرانس برس “أنا متأثرة جداً، إنه أمر كنت أنتظره منذ وقت طويل”، مشددة على “أهمية ثقافة مصارعة الثيران”.

أما خوان لويس موراليس، وهو مُدرّس في الثانية والخمسين من عمره، فرأى أن موقف المتظاهرين المحتجين “محترم”، لكنه دعهاهم “في الوقت نفسه إلى احترام شغف” هواة مصارعة الثيران.

وفرضت الشرطة طوقاً حول الحلبة لمنع المتظاهرين المعارضين لمصارعة الثيران من دخولها. ورفع هؤلاء شعار “التعذيب ليس فناً ولا ثقافة”.

واعتبرت المتظاهرة غابرييلا مارتينيز البالغة 62 عاماً لوكالة فرانس برس دامعة أن وجود المحتجين مهم لأن مصارعي الثيران “سيعاودون همجيتهم وقسوتهم ومجازرهم”، وأضافت “يجب ألا يحدث ذلك، وعلينا أن نبعث لهم رسالة واضحة جداً”.

وحظرت مصارعة الثيران في مكسيكو خلال يونيو 2022 بموجب حكم أصدره قاض بمكسيكو في دعوى رفعتها جمعية “جوستيسيا جوستا” للرفق بالحيوان.

وفي 6  ديسمبر 2023 فسخت المحكمة العليا هذا القرار. وأفادت الصحف بأن القضاة اكتفوا بتناول الجوانب الفنية، ومازال يتوجب عليهم اتخاذ قرار بشأن أساس المسألة. ويراهن المناهضون لمصارعة الثيران على صدور قرار نهائي في الأسابيع المقبلة.

فف

وإلى جانب كون مصارعة الثيران تقليداً يعود إلى الغزو الإسباني في القرن السادس عشر، تُبرز أوساط مصارعة الثيران ثقلها الاقتصادي، إذ تشير البيانات الرسمية العائدة إلى سنة 2018 إلى أنّ مصارعة الثيران حققت عائدات بلغت 414 مليون دولار ووفرت 83 ألف وظيفة مباشرة.

وأشار الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في 8 ديسمبر الماضي إلى إمكان إجراء استفتاء شعبي في مكسيكو لاتخاذ قرار بشأن مستقبل مصارعة الثيران. وسبق لأربع من ولايات المكسيك الاثنتين والثلاثين أن حظرت عروض مصارعة الثيران.

وفُتح النقاش حول مصارعة الثيران كذلك في بلدان أخرى من أميركا اللاتينية. ويُمنع قتل الثيران في بوغوتا وكيتو. وألغت فنزويلا بعض حفلات مصارعة الثيران. وفي البيرو أصدر القضاء قراراً ضد الحظر.

وفي أوروبا يُسمح بمصارعة الثيران في البرتغال وإسبانيا وفرنسا، حيث حصلت على الترخيص القانوني منذ عام 1951 في نحو عشر مقاطعات جنوبية تمثّل فيها “تقليداً محلياً متواصلاً”.

18