مشكلات رئوية مستترة في أطفال أصيبوا بكورونا

تكنولوجيا متقدمة تكشف أن صغار السن ممن لديهم أعراض تالية للإصابة بكوفيد يعانون من ضعف كبير في تدفق الدم.
السبت 2025/03/01
ضعف في حركة الهواء ووصوله إلى الرئتين

هانوفر (ألمانيا) - أفاد باحثون بأن نوعا متقدما من التصوير بالرنين المغناطيسي كشف عن مشكلات رئوية كبيرة لم تكن معروفة من قبل في أطفال ومراهقين أصيبوا بكوفيد – 19.

وقال الباحثون في دورية “راديولوجي” إن الفحوص التقليدية، للمرضى صغار السن المشتبه في أن لديهم أعراضا طويلة الأمد تالية للإصابة بكوفيد، مثل اختبارات وظائف الرئة وتخطيط صدى القلب ومراجعة التاريخ الطبي، غالبا ما تظهر وظائف طبيعية للرئة والقلب.

وقالت جيسا بوهلر التي قادت الدراسة وهي من كلية الطب في هانوفر بألمانيا، في بيان، “يجب على الآباء أن يفهموا أن الأعراض المستمرة لأطفالهم بعد كوفيد – 19 قد يكون لها أصل فسيولوجي يمكن قياسه، حتى حين تبدو الاختبارات الطبية القياسية طبيعية”.

وأظهرت التكنولوجيا المتقدمة، المعروفة باسم التصوير بالرنين المغناطيسي محدد المرحلة لوظائف الرئة، أن الأطفال والبالغين صغار السن، ممن لديهم أعراض تالية للإصابة بكوفيد، يعانون من ضعف كبير في تدفق الدم في الرئتين مقارنة بنظرائهم الأصحاء.

وبالإضافة إلى ضعف تدفق الدم، أظهرت مجموعة فرعية من المصابين بأعراض طويلة الأمد لما بعد كوفيد كالأعراض القلبية الرئوية، مثل ضيق التنفس، ضعفا في حركة الهواء ووصوله إلى الرئتين.

وأشار الباحثون إلى أن تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي محدد المرحلة لوظائف الرئة مناسبة للغاية للاستخدام في الأطفال لأنها لا تنطوي على إشعاع أو عوامل تباين وريدية ويمكن إجراؤها في أثناء تنفس المريض بحرية.

◙ يونيسف كانت قد حذّرت في تقريرها الرئيسي الذي أصدرته عام 2021 من أن الأطفال واليافعين قد يشعرون بتأثير كوفيد - 19 على صحتهم وعافيتهم النفسيتين لسنوات عديدة مقبلة

وقالت بوهلر إن الأداة قد تصبح وسيلة مفيدة لتصنيف ومراقبة شدة الأعراض طويلة الأمد التالية للإصابة بكوفيد لدى صغار السن في المستقبل.

وكانت مراجعة منهجية قد أشارت إلى أن الأطفال المصابين بكوفيد ـ 19 لديهم تأثيرات أخف وتوقعات أفضل من البالغين. بالرغم من ذلك، فالأطفال معرضون للإصابة بمتلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة، وهو من الأمراض الجهازية النادرة التي تهدد حياة الإنسان، ومن أعراضه حمى مستمرة والتهاب شديد بعد التعرض لفايروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة من النوع الثاني.

ونسبة لكونهم من السكان الذين قد يتعرضون للخطر، فقد يتأثر الأطفال والشباب بجائحة كورونا في الكثير من المجالات الأخرى، كالتعليم والصحة العقلية والسلامة.

وكانت يونيسف قد حذّرت في تقريرها الرئيسي الذي أصدرته عام 2021، من أن الأطفال واليافعين قد يشعرون بتأثير كوفيد – 19 على صحتهم وعافيتهم النفسيتين لسنوات عديدة مقبلة.

ووفقا لتقرير “حالة أطفال العالم لعام 2021، بالي مشغول: تعزيز الصحة النفسية للأطفال وحمايتها ورعايتها”، (وهو أكبر دراسة تُعدّها يونيسف حول الصحة النفسية للأطفال واليافعين ومقدمي الرعاية في القرن الحادي والعشرين)، تحمّل الأطفال واليافعون، حتى قبل جائحة كوفيد – 19، أعباء متعلقة بالصحة النفسية في ظل غياب أي استثمارات كبيرة لمعالجتها.

ووفقا لأحدث التقديرات المتوفرة، يُقدّر أن أكثر من 1 من كل 7 يافعين من الفئة العمرية 10 – 19 سنة في العالم مصابون باضطراب نفسي تم تشخيصه. ويتوفى تقريبا 46.000 يافع ويافعة في العالم جراء الانتحار سنويا، وهو يشكل واحدا من أكبر خمسة أسباب للوفاة في صفوف هذه الفئة العمرية. وفي الوقت نفسه، ثمة فجوات واسعة ومستمرة بين الاحتياجات والتمويل في مجال الصحة النفسية. وقد وجد التقرير أن حوالي 2 في المئة من الميزانيات الحكومية الصحية في العالم تخصص للإنفاق على الصحة النفسية.

وقالت تانيا شابويزات، ممثلة يونيسف في الأردن، “كشفت جائحة كوفيد – 19 مدى خطورة أزمة الصحة النفسية على الأطفال والشباب الأكثر تهميشا، حيث إن علينا إدماج تدخلات الصحة النفسية والدعم النفسي في قطاعات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية لتلبية احتياجات الصحة النفسية المتنوعة والمركبة للأطفال واليافعين في الأردن.”

15