مشروع ليبي طموح لتطوير قدرات قطاع التكرير

طرابلس- تسعى ليبيا لتعزيز خطواتها باتجاه تنمية قطاع التكرير من خلال الاستثمار الأمثل للطاقات الإنتاجية للقطاع النفطي، وهو ما من شأنه تغطية الطلب المحلي المتنامي على المشتقات النفطية وكذلك دعم صادرات الخام في المستقبل.
وشكل إعلان رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة الأحد الماضي الشروع في إنشاء أول مصفاة نفطية في جنوب البلاد بتكلفة 600 مليون دولار خلال ثلاث سنوات، خطوة مهمة بالنسبة إلى الليبيين في طريق تحصيل المزيد من الموارد المالية لدعم الخزينة العامة.
وقال الدبيبة خلال مؤتمر صحافي عقده في طرابلس “اليوم نعلن بدء تنفيذ مشروع إنشاء مصفاة نفطية في بلدية أوباري، وجاهزية كامل المخصصات المالية للمشروع الذي انتظره سكان المنطقة لسنوات طويلة”. وأضاف “المشروع سيساهم في التنمية”.
وسيقام مشروع المصفاة وهي سادس مصفاة بالبلاد إلى جانب مشروع مصنع غاز الطهي بالقرب من محطة أوباري للكهرباء وحقل الشرارة، أكبر حقل نفطي ليبي، الذي سيستمد منه خامي النفط والغاز.
ويتوقع حسين أبوسليانة رئيس مجلس إدارة شركة زلاف، التي ستتولى المشروع دون مستثمر أجنبي، البدء سريعا في عملية الإنشاء بسبب توفر التمويلات.

حسين أبوسليانة: سنبدأ سريعا بمشروع مصفاة أوباري بسبب توفر التمويل
ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى أبوسليانة قوله “نستطيع التأكيد على بدء المشروع. لقد أكملنا الجدوى الاقتصادية، ونقوم حاليا بالاختبارات الأولية الخاصة بالتربة ودراسات التقييم البيئي التي ستتم حسب النظم المعمول بها في المؤسسة الوطنية للنفط”.
وتمتلك ليبيا خمس مصاف للنفط هي مصفاة رأس لانوف، وتعد الأكبر من حيث طاقة الإنتاج التي تبلغ 220 ألف برميل يوميا، وقد تم تشييدها أساسا لتكرير خام السرير الذي تنتجه شركة الخليج العربي، ولكنها تقوم حاليا بتكرير مزيج من خامي مسلة والسرير.
وتأتي مصفاة الزاوية في المركز الثاني من حيث قدرة الإنتاج، وتشير التقديرات إلى أن طاقتها التكريرية تبلغ نحو 120 ألف برميل يوميا من الخام الخفيف لكنها تراجعت بسبب الحرب إلى مئة ألف فقط، وتشرف عليها شركة مستقلة مملوكة بالكامل للمؤسسة الوطنية للنفط الحكومية.
وهناك أيضا مصفاتا السرير التي تبلغ طاقة إنتاجها اليومية قرابة عشرة آلاف برميل يوميا، وطبرق، التي عادت إلى العمل في أكتوبر الماضي وتنتج 20 ألف برميل يوميا، وهما تزودان بخام السرير الذي تنتجه شركة الخليج.
وتعد مصفاة مرسى البريقة البعيدة نحو بنغازي بنحو مئتي، الأقدم بالبلاد وهي بالقرب من الميناء الذي يحوي أكبر مجمع للنفط في البلد العضو في منظمة أوبك. وتظهر الأرقام أن المصفاة التي تشرف على تشغيلها شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز الحكومية، تنتج حوالي عشرة آلاف برميل يوميا من المشتقات النفطية.
وستوفر المصفاة الجديدة منتجات ومشتقات بترولية بواقع 1.3 مليون لتر من البنزين ومليون لتر من الديزل يوميا، إلى جانب إنتاج أكثر من 600 ألف لتر من وقود الطائرات، وإنشاء مصنع مصاحب لغاز الطهي بطاقة إنتاجية تتخطى 8 آلاف أسطوانة يوميا، بحسب مؤسسة النفط الليبية.
وقال رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله إن “مصفاة النفط ستساهم في توفير تكاليف مالية ضخمة من المنتجات النفطية التي تنقل من الشمال إلى الجنوب”. وتابع “هذا مشروع تاريخي وحيوي، وهو فخر لكل سكان الجنوب، خاصة بما سيوفره من وظائف مباشرة هناك، إلى جانب توفير وظائف غير مباشرة عديدة”.
وتعاني مدن الجنوب الليبي الغنية بالنفط من شح مزمن في توفير الوقود بالرغم من تواجد أكبر الحقول النفطية في نطاقها الجغرافي. وتعد المصفاة النفطية الأولى في الجنوب الأكبر بالنسبة إلى مساحة ليبيا.
ويواجه قطاع النفط في ليبيا الذي يتجاوز إنتاجه اليومي حاليا 1.2 مليون برميل صعوبات بسبب الإغلاقات المتكررة لحقول وموانئ نفطية على خلفية تهديدات أمنية أو إضرابات عمالية.
وعانى البلد من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، لكن يسوده في الوقت الحالي وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة منذ أكتوبر الماضي، وتقودها سلطة تنفيذية موحدة انتخبت في فبراير الماضي.