مشروع "قناة البحرين" مدخل إسرائيل لاحتواء الفتور مع الأردن

عمان – كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو تعمل على احتواء التوتر بينها والأردن، عبر دراسة جملة من الخطوات من بينها الإسراع في تنفيذ المشروع المائي المشترك والذي يعرف بقناة البحرين.
وتشهد العلاقة بين الأردن وحكومة نتنياهو فتورا منذ سنوات، عزاه محللون إلى مسلك الأخيرة في تجاوز عمّان في أكثر من مسألة، فضلا عن التعديات على المسجد الأقصى الذي يقع تحت الوصاية الهاشمية.
وبلغت العلاقة بين الجانبين حدّ القطيعة الدبلوماسية في العام 2017 على إثر قيام رجل أمن إسرائيلي بقتل مواطنيْن أردنيين في السفارة الإسرائيلية بعمان، قبل أن تهدأ الأمور ويتم استئناف العلاقات بينهما، بتعيين إسرائيل سفيرا جديدا لدى المملكة.
ومؤخرا اتخذ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قرارا بإنهاء تأجير منطقتي الباقورة والغمر لإسرائيل، فيما اعتبرته أوساط إسرائيلية ردّة فعل طبيعية على سياسة حكومة نتنياهو، فضلا عن كون الخطوة جاءت استجابة لضغوط شعبية ونيابية.
واحتلت إسرائيل الباقورة بعد توغل قواتها داخل أراضي المملكة عام 1950، والغمر بعد حرب الأيام الستة عام 1967. وبموجب معاهدة السلام عام 1994 استعاد الأردن سيادته على المنطقتين الحدوديتين لكنه وافق على تأجيرهما إلى إسرائيل لمدة 25 عاما قابلة للتجديد، ما لم يخطر أحد الطرفين الآخر بنيته إلغاء العمل بالاتفاق قبل سنة من انتهائه.
وشكلت خطوة العاهل الأردني إحراجا كبيرا لحكومة بنيامين نتنياهو، واعتبرت عضو الكنيست الإسرائيلي، إيليت نحمياس فربين، أن قرار الملك عبدالله الثاني بشأن إنهاء ملحقي الباقورة والغمر يعكس فشل السياسة الخارجية للحكومة.
وذكرت صحيفة “هآرتس”، مساء الخميس، أن إسرائيل تحاول تحسين العلاقات مع الأردن، بالإسراع في تنفيذ مشروع “قناة البحرين” أو “قناة السلام” كما يحلو للبعض تسميته، في محاولة على ما يبدو لإغراء عمان بالدخول في مفاوضات جديدة بشأن منطقتي الباقورة والغمر.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أبدى رغبة في إجراء مفاوضات مع الأردن بشأن المنطقتين. وتدرك إسرائيل حاجة المملكة إلى قناة البحرين الأمر الذي يجعلها تعيد النظر في موقفها المماطل تجاه تنفيذ المشروع.
وتشترك كل من الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية في إنجاز المشروع الذي يقوم على ضخ مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت الذي يواجه منذ سنوات أزمة جفاف مستفحلة.
ويشكل هذا المشروع أهمية كبرى خاصة بالنسبة للأردن الذي يصنف من أكثر بلدان العالم فقرا مائيا، حيث أن نصيب الفرد الواحد لا يتجاوز 123 مترا مكعبا، فيما المعايير الدولية تقول بضرورة حصول الفرد على 1000 متر مكعب فما فوق.
وأوردت الصحيفة الإسرائيلية أن تل أبيب تعمل على طرح تلك الخطة، أو “قناة البحرين”، كأحد الحلول المحتملة لتخفيف أزمة المياه في الأردن، قبل إجراء محادثات بين الجانبين، الأردني والإسرائيلي، حول مستقبل الباقورة والغمر.
ونقلت الصحيفة على لسان مسؤول سياسي إسرائيلي قوله، إنه لا يتوقع أن يؤدي دفع مشروع قناة البحرين إلى تغيير القرار الأردني. وذكرت مصادر إسرائيلية أن عرقلة إسرائيل تنفيذ مشروع قناة البحرين هو أحد أسباب غضب الأردن تجاه إسرائيل.
وبدا واضحا أن هناك حرصا إسرائيليا على ضخ دماء جديدة في العلاقة مع الأردن. وقبل أيام كانت إسرائيل قد أرسلت طائرات هليكوبتر، لمساعدة عمّان في مواجهة كارثة السيول، التي ضربت منطقة البحر الميت وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 21 شخصا.