مشاهير الفن يمنحون بريطانيا دفعة جديدة تجاه أوروبا

نيوكاسل (إنكلتر)- إذا كان تأييد المشاهير في بريطانيا هو ما يهم لمستقبل بلادهم فسوف يحقق أولئك الذين يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي فوزا سهلا في الاستفتاء هذا اليوم. لكن هل هناك أي دليل على أن تأييد المشاهير مؤثر حقا عندما يتعلق الأمر بالتصويت، أم هو انحراف عندما يخرج الأثرياء والمشاهير عن دورهم ويصبحون هم أنفسهم سياسيين.
لقد أظهرت الحملة، التي انطلقت منذ أسابيع، انضمام شخصيات من الممثلين المحبوبين من قبل الجمهور ونجوم موسيقى البوب والكتاب والفنانين إلى معسكر الراغبين في البقاء. ودفعت الانقسامات في الوسط الفني الكاتبة جيه. كيه. رولينغ إلى انتقاد التصريحات المحيطة بالاستفتاء، واصفة الحملة الدائرة بأنها مثيرة للانقسامات ومريرة. وقالت “نحن من سيكتب نهاية هذه القصة سواء أكانت سعيدة أم حزينة”.
وتناولت مؤلفة قصص هاري بوتر الشهيرة الموضوع على موقعها على الإنترنت وسعت لتحليل تصريحات الجانبين وشبهت الحملتين المؤيدة والمعارضة للانسحاب
من الاتحاد الأوروبي بأنهما مثل صناعة “وحش”. وفي مقالها الذي جاء بعنوان “عن الوحوش والأشرار واستفتاء الاتحاد الأوروبي” وصفت رولينغ -وهي واحدة من أنجح الكتاب على مستوى العالم- نفسها بأنها “كائن هجين” أوروبي لأن لها أصولا فرنسية.
|
وفضلا عن رولينغ، انضم نجم مسلسل شيرلوك الممثل بنديكت كومبرباتش، والأديبة والكاتبة المهتمة بالتاريخ هيلاري مانتل والمخرج ستيف ماكوي، وأيقونة الموضة والأزياء فيفيان ويستوود إلى أكثر من 280 من نجوم الصف الأول الذين سلكوا درب الحملة الانتخابية للراغبين في بقاء بريطانيا ضمن التكتل. وفي ما يخص حصص كل منهما من الأسماء الكبيرة، فإن معسكر الراغبين في الانفصال هو المهزوم، فلا يؤيد هذا المعسكر إلا روجر دالتري المغني الرئيسي في فريق “ذا هو” الغنائي، الذي اشتهر في ستينات القرن الماضي، ونجم هوليوود المخضرم مايكل كين فقط.
لكن نجم الثلاثية السينمائية “ذا هوبيت”، مارتن فريمان، النجم المشارك لكومبرباتش في مسلسل شيرلوك هولمز، ليس ضمن قائمة اتحاد المهن الإبداعية المشكلة من 96 بالمئة من أعضائها، الذين وقعوا إلكترونيا على خطاب عبر موقع حملة المطالبة بالبقاء داخل الاتحاد. وفي الفترة التي سبقت الانتخابات العامة في العام الماضي، تحدى فريمان أولئك الذين يظنون أن على نجوم السينما المليونيرات البقاء بعيدا عن السياسة وظهر في حملات تلفزيونية لدعم حزب العمال.
أما النجم السابق لمسلسل “دكتور هو”، ديفيد تينانت -الذي تصدر هو الآخر دعاية حزب العمال- فلم يظهر اسمه كذلك في القائمة التي تضم 282 من أعضاء اتحاد المهن الإبداعية. ومني حزب العمال بخسارة مقنعة في الانتخابات الماضية، رغم تأييد النجوم الكبار الذي كان من بين مظاهره محادثة تلفزيونية بين زعيم الحزب إد ميليباند والممثل الكوميدي الصاخب ذي الشعبية الكبيرة، راسل براند.
وكان من بين الغائبين أيضا بشكل واضح عن لائحة اتحاد المهن الإبداعية، بطل جيمس بوند السابق شين كونري، الممثل المولود بإدنبره (85 عاما)، الذي يحرص على بقاء بريطانيا في التكتل. ورغم أن كونري ساعد في تمويل الحزب الوطني الاسكتلندي الذي يسعى للاستقلال عن المملكة المتحدة، إلا أنه واجه اتهاما بالتدخل في سياسة البلاد التي غادرها منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان.
|
وأعربت السياسية الاسكتلندية من حزب العمال كارين جيلان في تصريح لصحيفة اسكتلندية مؤخرا عن أنها غير سعيدة بمثل هذا النشاط من جانب كونري. وقالت “ربما يجب علينا أن نجد مشاركة من ممثلين يعملون ويعيشون في اسكتلندا بدلا من ممثل يعيش في لوس أنجليس”. وتعتقد سوزان دوغلاس -وهي مفتشة شرطة سابقة، وتؤيد معسكر “نعم”- أن تأييد المشاهير يمكن أن يمثل ضررا لمعسكر المطالبين ببقاء بريطانيا في التكتل لأن الناس يرون أنهم يخدمون مصالحهم الذاتية. وقالت إن “المحبوبين ربما يخدمون مصالحهم الخاصة”.
ويتجاهل المستشار المالي المستقل، أندرو موريل، الذي يؤيد بقاء بريطانيا في الاتحاد تملق المشتغلين بصناعة الترفيه. وقال “كلا، أنا لا أتأثر بالمشاهير على الإطلاق رغم أنني تأثرت بكل خبراء الاقتصاد البارزين والمؤسسات المالية المحترمة مثل صندوق النقد الدولي ومعهد الدراسات المالية ووزارة الخزانة التي حذرت من تضرر اقتصادنا إذا غادرنا الاتحاد”. وتؤكد وجهتا نظر دوغلاس وموريل البحث القائل إن تأييد المشاهير يعمل على الوجه الأفضل مع الناخبين الذين لا يهتمون كثيرا بالسياسة.
ويقول باحثون من جامعة باث البريطانية إن ذوي الفطنة السياسية من غير المرجح أن يتأثروا بآراء المشاهير، ولكن أولئك الذين هم أقل انخراطا في السياسة قد يتأثرون.
وذكروا في ورقة بحثية أنه إذا كانت الأحزاب السياسية تستهدف هؤلاء المواطنين الذين لا يشاركون بنشاط في السياسة فاستخدام تأييد المشاهير من شأنه أن يحدث تأثيرا كبيرا بالنظر إلى نتائج هذا البحث. لكن الذين لا يهتمون بالسياسة هم الأقل احتمالا للتصويت. وأكد الباحثون أن عدد الناخبين الذين لا يشاركون سياسيا هم الأكثر عرضة لاستخدام تأييد المشاهير في التأثير عليهم.