مشاكل النوم تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري

ميونخ (ألمانيا) – أشارت مجلة “هايلبراكسيس” الألمانية إلى دراسة أجراها فريق بحثي بجامعة جنوب أستراليا أثبتت وجود علاقة بين اضطرابات النوم وزيادة عوامل الخطورة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وأظهر تحليل البيانات للدراسة التي تم إجراؤها على أكثر من 10 آلاف شخص أن هناك ارتباطا وثيقا بين اضطرابات النوم ومرض السكري، فضلا عن العلاقة ما بين جودة النوم وصحة القلب والأوعية الدموية.

وقد لاحظ الباحثون أن اضطرابات النوم تصاحبها مشاكل في عملية التمثيل الغذائي وارتفاع مؤشر كتلة الجسم والسمنة وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم والالتهابات في الدم، ويتم تحديد جودة النوم بعدد الساعات الكافية وعمق النوم أيضا.

وأشارت دراسات إلى أن قلة النوم قد تؤثر على مستويات السكر في الدم، حيث يؤثر الأرق على عمل البنكرياس المسؤول على إنتاج الأنسولين، كما يؤثر الأرق على نسبة الكوليسترول، والإجهاد التأكسدي (وهو حالة عدم التوازن في نظام العوامل المؤكسدة) والعوامل المضادة للتأكسد.

هذا وتزيد قلة النوم من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، إذ أثبتت إحدى الدراسات العلاقة بين النمط الزمني ونسبة السكر في الدم، وأظهرت أن النمط الزمني للنوم مرتبط بشكل وثيق بنسبة السكر بالدم سواء للمصابين بالسكري النوع الثاني أو غير المصابين به.

كما أن قلة النوم والسهر لساعات أطول يرفعان من نسبة هرمون الجوع ويقللان من نسبة هرمون اللبتين وهو المسؤول عن الشعور بالشبع، وعليه فإن السهر يدفع مريض السكر لتناول الطعام وهو من أهم العوامل التي ترفع نسبة السكر في الدم، وتعتبر هذه العادة المسبب الرئيسي للسمنة، وكما نعلم أن على مرضى السكري ممارسة أنظمة غذائية كي لا يزداد وزنهم، فالوزن الزائد من أهم عوامل الخطر التي ترفع من نسبة السكر في الدم.

ويرتبط النوم ومرض السكري ارتباطا وثيقا، حيث تزداد احتمالية الإصابة بقلة النوم عند مريض السكري وخاصة من النوع الثاني، كما أن قلة النوم يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على مستويات السكر في دم المريض سواء على المدى القصير أو الطويل، الأمر الذي يزيد من أهمية اتخاذ التدابير من أجل علاج قلة النوم لمرضى السكري.

ويمكن أن يساهم الالتزام بنظام غذائي مناسب، وممارسة الرياضة، والتحكم بمستويات السكر في الدم بشكل كبير في علاج الأرق عند مرضى السكري.

ومن أجل علاج قلة النوم لمرضى السكري يمكن علاج انقطاع النفس أثناء النوم، والذي يعد من أسباب الأرق عند مرضى السكري، ويتضمن علاجه استخدام جهاز الضغط الموجب المستمر في مجرى التنفس وتخفيف الوزن. والحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن معدلاته الطبيعية، وذلك من خلال الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة، والالتزام بنظام غذائي صحي، والحفاظ على ممارسة الرياضة. وعدم الإكثار من القيلولة أثناء النهار وجعلها قصيرة نسبيا، أي حوالي 20 دقيقة، كما يجب أن تقتصر على فترة ما بعد الظهر فقط. والحرص على الذهاب إلى النوم في نفس الوقت من كل يوم. والحرص على إيقاف استخدام الأجهزة الإلكترونية، بما فيها الهاتف والتلفاز والكمبيوتر، وذلك خلال 30 دقيقة قبل موعد النوم، وفي حال تجربة إيقافها خلال 1 – 2 ساعة قبل ذلك يكون أفضل في علاج قلة النوم لمرضى السكري.