مشاعر مختلطة للإيرانيين مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض

ردود فعل متباينة بين من يخشى من تفاقم احتمالات اندلاع حرب وصعوبات اقتصادية فيما يأمل آخرون في أن يؤدي موقفه المتشدد إلى تغيير سياسي في إيران.
الخميس 2024/11/07
ما الذي ينتظر إيران: تهدئة أم تصعيد

طهران - أثار فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية ردود فعل متباينة بين أفراد الشعب الإيراني، فبينما يخشى البعض من تفاقم احتمالات اندلاع حرب وصعوبات اقتصادية، يأمل آخرون في أن يؤدي موقفه المتشدد إلى تغيير سياسي في إيران.

وقالت ربة منزل تدعى زهرة (42 عاما) لرويترز عبر الهاتف من طهران “أنا سعيدة للغاية بفوز ترامب. وآمل أن يواصل ممارسة ضغوطه القصوى على الجمهورية الإسلامية وأن يؤدي ذلك إلى انهيار هذا النظام”.

ويخشى بعض الإيرانيين، مثل المعلم المتقاعد حميد رضا، من المزيد من الضغوط الاقتصادية في ظل وجود ترامب في البيت الأبيض إذا استمر في نفس السياسة الصارمة التي تبناها في ولايته الأولى. وكانت قيمة العملة الإيرانية هبطت الأربعاء إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مع فوز ترامب.

وقال رضا (66 عاما) في مدينة رشت الشمالية “أشعر بخيبة أمل بسبب فوز ترامب. فهذا يعني المزيد من الضغوط الاقتصادية وخطر اندلاع حرب مع إسرائيل. أنا أشعر بقلق عميق”.

وذكر نادر (34 عاما) وهو موظف حكومي وأب لطفلين في مدينة الأهواز الجنوبية “لا يهمني من هو الرئيس الأميركي. همي الرئيسي هو الاقتصاد الإيراني. إذا ألغوا العقوبات عن إيران فسيكون ذلك أمرا جيدا”.

سعيد ليلاز: من الممكن إجراء محادثات سرية بين طهران وواشنطن
سعيد ليلاز: من الممكن إجراء محادثات سرية بين طهران وواشنطن

وقالت باراستو، وهي طالبة تبلغ من العمر 21 عاما في طهران، “الجميع سعداء، وأنا متحمسة. ترامب زعيم لا يقبل الهراء وسيضغط على الحكام الدينيين. وهذا أمر جيد للشعب الإيراني الذي يسعى إلى قيادة ديمقراطية”. وعلى غرار زهرة وحميد رضا ونادر، رفضت باراستو الكشف عن هويتها بالكامل بسبب حساسية الأمر.

وعلى الملأ، قلل الزعماء السياسيون الإيرانيون من أهمية نتيجة الانتخابات الأميركية على سياسات طهران. وأعربت الحكومة الإيرانية عن عدم مبالاتها بفوز ترامب، وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني إن “انتخاب رئيس الولايات المتحدة ليست له علاقة بنا. السياسات العامة لأميركا وإيران سياسات ثابتة".

لكن الشاغل الرئيسي للمؤسسة الحاكمة هو احتمال أن يسمح ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب المواقع النووية الإيرانية، وتنفيذ “اغتيالات”، وإعادة فرض سياسة “الحد الأقصى من الضغوط” من خلال فرض عقوبات مشددة على قطاع النفط في البلاد.

وإن يرى البعض أن ترامب سيكون حذرا بشأن احتمال اندلاع حرب. وقال رضا محمدي، أحد أعضاء ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني في مدينة أصفهان بوسط البلاد، "ترامب رجل أعمال. ويدرك أن إيران قوية ويمكنها تحويل الشرق الأوسط إلى جحيم إذا تعرضت للهجوم. إنه يريد إنهاء الحروب في المنطقة وليس تأجيجها".

وفي عام 2018، انسحبت إدارة ترامب آنذاك من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015 مع ست قوى كبرى وأعادت فرض عقوبات قاسية عليها مما دفع طهران إلى انتهاك القيود النووية التي نص عليها الاتفاق، مثل إعادة بناء مخزونات اليورانيوم المخصب، وتخصيبه إلى درجة نقاء أعلى، وتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة لتسريع الإنتاج.

وفشلت الجهود الرامية إلى إحياء الاتفاق، لكن ترامب قال في حملته الانتخابية في سبتمبر “يتعين علينا التوصل إلى اتفاق، لأن العواقب مستحيلة. علينا التوصل إلى اتفاق”.

6