مسلمون يتحدون المصاعب لأداء فريضة الحج

الغلاء والقرعة يؤجلان الحلم برحلة العمر
السبت 2023/06/17
حج مبرور

يسعى المسلمون في مختلف أنحاء الوطن العربي إلى تحقيق حلمهم برحلة إلى بيت الله الحرام رغم أنها فرض لمن استطاع إليه سبيلا. لكن رحلتهم إلى مكة تواجه في كل سنة تكاليف باهظة وإجراءات روتينية متعلقة بالقرعة، ما دفع البعض إلى التخلي عن حجة العمر التي انتظرها طويلا في حين تخلى آخرون عن تلبية متطلبات كثيرة لادخار تكاليف أجمل سفراته.

جدة - يمني الملايين من المسلمين أنفسهم كل عام بأداء فريضة الحج، لكن تحديات عدة يواجهها أبناء المنطقة العربية تفرض على الراغبين في الحج خيارات صعبة لتحقيق هذا الحلم أو تحبط خططهم من الأساس.

أبرز تلك التحديات، أزمات اقتصادية وانخفاض قيمة العملة في بعض الدول لترتفع معها تكاليف الحج إلى مستويات يصعب على كثيرين تحملها أو تجبرهم على خيارات ربما لم يكونوا ليطرقوا بابها إذا كانت الظروف أفضل حالا.

يقول خالد الشربيني، وهو صاحب شركة سياحة في مصر، إن وزارة السياحة هي الجهة التي تحدد أسعار رحلات الحج عبر قائمة ضوابط ترسلها إلى الشركات. وأشار إلى أنه يُسمح للشركات بزيادة الأسعار في حال تقديم المزيد من الخدمات عن تلك المذكورة في قائمة الضوابط.

وتراوحت الأسعار الرسمية لرحلات الحج التي حددتها الوزارة ما بين 130 و310 آلاف جنيه، بينما كانت تتراوح ما بين نحو 95 و194 ألف جنيه العام الماضي. وبعض هذه الأسعار لا يشمل تذاكر الطيران.

تقول زينب وهي أرملة مصرية “عمري 64 سنة وقد تحرمني قيود السن من أداء الفريضة في السنوات المقبلة… أمضيت سنين أدخر مالا لرحلة العمر لكن في كل سنة الأسعار ترتفع، توكلت على الله وقررت أن أبيع ذهبي، وأولادي هم الذين يساعدونني في تدبير بقية التكلفة”. وعن نسبة الإقبال على الحج هذا العام، قال الشربيني “أستطيع أن أقول إنها تقارب الـ20 في المئة من الذين قدموا في السنة الماضية”.

خيارات صعبة

إلى اللقاء
إلى اللقاء

دفع ارتفاع التكلفة البعض إلى اتخاذ خيار قد تكون عواقبه وخيمة، فهناك من قرر السفر إلى المملكة بتأشيرات زيارة شخصية قبل موسم الحج بفترة والبقاء هناك حتى أداء الفريضة، لكن تنطوي هذه المجازفة على عقوبات تصل للترحيل الفوري وفرض غرامة مالية إلى جانب المنع من دخول الأراضي السعودية لعشر سنوات.

تقول ولاء وهي موظفة مصرية “قدمت إلى القرعة العديد من المرات لكن لم يسعفني الحظ، والأسعار ترتفع كل موسم،  فسافرت ضمن مجموعة بتأشيرات زيارة لنقوم بعمرة ونظل هناك إلى حد الحج”.

أما التونسي عثمان منصور (66 عاما) فلم يكن يتخيل أنه سيضطر إلى إنفاق كل مدخراته لتغطية تكلفة الحج التي قال إنها ارتفعت “بشكل جنوني لا يتناسب أبدا مع القدرة المالية للمواطن”.

وأضاف منصور، وهو أب لأربع بنات، أنه أخذ يدخر الأموال لسنوات وتخلى عن الكثير من احتياجاته أهمها السيارة لتحقيق حلمه في أداء مناسك الحج مع زوجته، التي ستحتاج إلى مصاريف إضافية لعدم قدرتها على أداء الفريضة بمفردها لأسباب صحية.

أما التونسية نجوى (63 عاما)،  فقد باعت بعض مصوغاتها لتكمل تكاليف الحج، وقالت “توقعت زيادة بألف دينار ولكن الزيادة تجاوزت ثلاثة آلاف دينار (ألف دولار)”. وأثارت تسعيرة الحج في تونس هذا العام انتقادات كثيرة واستياء من المواطنين بسبب ما وصفوه بأنه ارتفاع هائل في التكلفة.

وقالت نجوى إن أبناءها تكفلوا بالمصاريف لأن “التكاليف الإجمالية تجاوزت كل توقعاتي، ولكن اختيار اسمي في قرعة الحج لهذا العام بعد انتظار 13 سنة يدفعني إلى القبول بالأمر الواقع حتى لا أخسر مكاني وأنتظر لسنوات أخرى”.

وأعلنت وزارة الشؤون الدينية التونسية في بيان في مايو أن تكلفة الحج الإجمالية للموسم الحالي تبلغ 19400 دينار أو ما يزيد على ستة آلاف دولار.

ودفع هذا فاضل عاشور كاتب عام نقابة الأئمة إلى المطالبة بإلغاء موسم الحج في البلاد لهذا الموسم، داعيا مفتي الجمهورية إلى إعلان ذلك إلى حين تحسن الوضع الاقتصادي.

وتعيش تونس منذ سنوات أزمة اقتصادية خانقة تسببت في ارتفاع التضخم إلى ما يقرب من 11 في المئة في بداية السنة الحالية. وقالت نجاة الهمامي المكلفة بالإعلام بوزارة الشؤون الدينية، إنه تم تحديد حصة تونس لهذا العام بما يصل إلى 10982 حاجا من إجمالي أكثر من 200 ألف مرشح.

أياد قصيرة

تت

اشتكى العديد من العراقيين من صعوبة أداء فريضة الحج بسبب الإجراءات الروتينية الصعبة التي تفرضها هيئة الحج، وتتطلب من الراغبين إدراج أسمائهم في القرعة والانتظار من سنتين إلى خمس سنوات قبل أن يحالفهم الحظ.

أما العقبة الأخرى التي تحدث عنها خالد محمد صالح (64 عاما)، المعلم المتقاعد في بغداد، فهي ارتفاع التكلفة التي تصل إلى أربعة ملايين و600 ألف دينار عراقي جوا وثلاثة ملايين و900 ألف دينار برا.

وقال المتحدث الرسمي باسم هيئة الحج “هذه المبالغ تشمل إجراء التأمين الصحي لجميع الحجاج وتزويدهم بالحقائب لحفظ أمتعتهم، وتكون معلمة بإشارات لتلافي ضياعها، إضافة إلى توفير جميع الخدمات الأخرى الضرورية التي تسهل عملية الحج”.

أما من يريد تجاوز إجراءات القرعة، فأمامه فرصة “الحج التجاري” عبر مكاتب مرخصة حكوميا، لكن صالح يقول إنها “غالية جدا حيث تكلف الشخص الواحد مبلغ 11 ألف دولار”.

ويقول صالح إن كبر سنه يجعل انتظار دوره في القرعة صعبا كما أنه لا يستطيع تحمل تكلفة الحج التجاري “لذا فإني فوضت أمري إلى الله، هو أعلم بالحال”.

الوضع نفسه يواجهه كاظم الكناني (60 عاما) ويعمل بالأجر اليومي في مدينة الصدر ويقول “أنا عاجز حتى عن دفع المبلغ الذي تأخذه هيئة الحج والعمرة. بناتي الأربع عرضن علي أن يبعن ذهبهن، لكني رفضت لأني أريد أن أحج من تعبي”. وأضاف أن “الأغنياء والسياسيين وأعضاء البرلمان يستطيعون الذهاب إلى الحج دون الحاجة إلى انتظار القرعة لسنين ونحن عيوننا بصيرة وأيادينا قصيرة لأننا فقراء”.

إجراءات حكومية

أكثر من 600 حاج أردني تخلوا عن فرصة السفر سواء بعدم استلامهم لتصريح الحج أو عدم قيامهم بالتسجيل
أكثر من 600 حاج أردني تخلوا عن فرصة السفر سواء بعدم استلامهم لتصريح الحج أو عدم قيامهم بالتسجيل

في ليبيا، تكفلت الحكومة التي يرأسها عبدالحميد الدبيبة بمصاريف الحج كافة للعام الثاني على التوالي. وبلغ عدد الحجيج هذا العام 7800 من جميع أنحاء البلاد.

وقال المدرس مصطفى الحاسي (43 عاما) والذي حالفه الحظ وجاء اسمه في القرعة هذا العام “الحج مكلف، نحمد الله أن الدولة تكفلت بجميع المصاريف، هذا جيد”. وأضاف “لو أردت أن أذهب على حسابي الشخصي سأحتاج إلى 15 سنة حتى أقوم بجمع المبلغ الكافي”.

وقال عادل محمد من شركة أجنحة الحرمين “لا نعمل بسبب عدم منحنا تأشيرات، وكذلك تدخل الدولة في تحمل تكاليف الحج، ويتم نقل الحجيج عن طريق شركات الدولة”.

لكن مواطنين راغبين في أداء المناسك عبروا عن استيائهم من ارتفاع تكلفة الحج على حسابهم الشخصي، ومنهم صالح الجهاني الذي يعمل في وزارة التعليم.

ويقول “كل عام نقوم بتقديم أوراق أبي وأمي للذهاب لأداء مناسك الحج ولكن للأسف لم يحالفنا الحظ، والدي عمره 80 عاما ووالدتي عمرها 64”. ويوضح الجهاني أن الأمر قد يكلف الشخص الواحد 12 ألف دولار “يعني نحتاج إلى 24 ألف دولار بما يعادل 120 ألف دينار ليبي، هذا يعادل سعر شقة بمدينة بنغازي”.

بينما طبقت الكويت نظاما للمرة الأولى هذا العام أرجع مسؤولون وحجيج وأصحاب حملات الحج الفضل فيه إلى خفض التكلفة بنحو 30 في المئة.

وعبر نظام التسجيل المركزي التابع لوزارة الأوقاف، جرى تسجيل كل الراغبين في الحج وعددهم 43 ألفا وتصنيفهم إلى فئات، حسب الجنسية (كويتي أو غير كويتي)، وما إذا كان سبق لهم الحج أم لا. وقُبل في النهاية نحو ثمانية آلاف.

وقال أنور الطبطبائي، صاحب حملة الطبطبائي للحج، “الأسعار قلّت هذا العام. العام الماضي كانت كورونا، والأعداد كانت قليلة وبالتالي الكلفة كانت أكبر. الأعداد عادت لوضعها الطبيعي الآن”.

وأضاف “التسجيل المركزي أيضا كان له أثره. الأسعار قلّت بسبب التنافس بين الحملات بحدود 30 في المئة عن العام الماضي”.

وأشار الطبطبائي إلى أن متوسط الكلفة يبدأ من 1600 دينار (5207 دولارات) ويصل حتى عشرة آلاف دينار، وتختلف التكلفة بحسب مستوى الفندق والخدمات، وتشمل الطيران والسكن والتنقلات ورسوم تأدية المناسك.

ومع هذا، قال علي الرومي المتقاعد الكويتي إن الأسعار “رغم انخفاضها إلا أنها لا تزال مرتفعة، وربما تعتبر مناسبة لبعض الشرائح”. وأضاف الرومي “في النظام الجديد يضعون اسمك ويبلغونك حسب معايير. الذين لم يحالفهم الحظ هذا العام يتم قبولهم إن شاء الله السنة القادمة”.

كما عبر أنس مساعد الموظف الكويتي عن أمله في أن تتراجع الأسعار أكثر قائلا “بالتأكيد هناك أناس لا يملكون هذه المبالغ.. أتمنى أن تنخفض الأسعار.. الكثير من الناس ليست لديهم الإمكانيات خصوصا إن حجوا في مجموعة من أسرة واحدة.. فقد يصل المبلغ إلى 10 آلاف دينار، وهذا كثير”.

عدد محدود

حسن الختام
حسن الختام

لطالما كان اليمني عبدالحليم الأكوع يمني نفسه بالسفر إلى السعودية لأداء فريضة الحج مرافقا لوالدته. وقال الأكوع (48 عاما) المقيم بمدينة ذمار على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من صنعاء “بالنسبة لي أداء فريضة الحج، كان مستحيلا، لو لا أن تكفلت والدتي بالتكاليف لها ولي لمرافقتها بعد أن باعت من ميراثها، ورغم ذلك يواجه الحجاج الترحيل من عام إلى آخر بسبب فرض عدد محدود للحجاج اليمنيين من قبل السلطات السعودية”. وذكر أن تكلفة الحج تقدر بنحو 4.5 مليون ريال يمني فضلا عن باقي تكاليف السفر جوا من عدن.

وأحبط ارتفاع التكاليف خطط سعيد عاطف حسين (65 عاما) المقيم في عدن والذي ادخر على مدى سنوات مبلغا من المال، لكنه لم يعد كافيا لتغطية نفقات رحلته مع انهيار قيمة العملة في ظل الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.

ووفقا لرامي سعيد محمد، الموظف بإحدى شركات السفر في عدن، ارتفعت أسعار الحج هذا الموسم بنسبة 30 في المئة عن الأعوام الماضية. وقال مسؤول حكومي بوزارة الأوقاف في عدن إن الوزارة ليست لها علاقة بارتفاع التكاليف، موضحا أن السلطات المكلفة بالحج في السعودية هي التي تحدد الأسعار.

محظوظون ومحبطون

عراقيون يشتكون من الإجراءات الروتينية التي  تتطلب من الراغبين إدراج أسمائهم في القرعة والانتظار من سنتين إلى خمس سنوات
عراقيون يشتكون من الإجراءات الروتينية التي  تتطلب من الراغبين إدراج أسمائهم في القرعة والانتظار من سنتين إلى خمس سنوات

انطلقت حافلات تقل من حالفهم الحظ باختيارهم لأداء الفريضة من الضفة الغربية إلى الأراضي الأردنية ومنها إلى السعودية.

وقال صالح عليوي من نابلس (64 عاما) في أثناء انتظاره لانطلاق الحافلة من مدينة الحجاج في أريحا إنه ظل يحلم بهذه الفرصة منذ عشرة أعوام. وأضاف “أنا مسجل منذ عشر سنين وحين ظهر اسمي في القائمة شعرت بالسعادة، فهذه الرحلة  الوحيدة الحلوة في العالم”. وقرر ابنه مرافقته نظرا لحالته الصحية. وكغيرهم في معظم البلدان العربية، يشكوا عدد من المتوجهين لأداء فريضة الحج من ارتفاع التكاليف هذا العام.

وقال عماد ياغي (63 عاما) من إحدى قرى رام الله “لأول مرة أسجل هذه السنة وطلع اسمي والحمد لله. الرسوم هذه السنة مرتفعة ولا أعرف لماذا”. وانتقد محمد طريد من أريحا ارتفاع التكلفة “يعني العمرة 500 دينار أردني والحج 3246 دينارا، الله يعين الناس”.

10

آلاف دولار هي القيمة الجملية للحج، وفق وزارة الأوقاف المغربية

ومع هذا، اعتبر طريد نفسه محظوظا قائلا “من الجيد أن يحج الواحد وهو شاب ليقدر على مساعدة الناس”. وفي كل عام، تقدم السعودية منحا للحج لذوي “الشهداء والجرحى والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.

وقالت وزارة الأوقاف إن المنح تشمل ألف حاج “وستوزع بالتساوي بين محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة”. ويسافر الفلسطينيون إلى السعودية برا أو جوا عبر الأردن.

لكن في الأردن نفسه، أصاب الإحباط أسامة عبدالكريم المواطن الستيني بعدما قرر التخلي عن فرصة الحج هذا العام رغم حصوله على تصريح لأداء الفريضة،

وذلك بعد أن تفاجأ بارتفاع تكلفة السفر برا إلى نحو ثلاثة آلاف دينار (4200 دولار)، أي زيادة بنحو 600 دينار مقارنة بالعام الماضي. واستنكر الأمر قائلا إن الزيادة لا يقابلها تحسن في الخدمات المقدمة للبعثة الأردنية، مستشهدا بما رواه عدد من أقاربه وأصدقائه عن تجاربهم.

وأكد رئيس جمعية مكاتب الحج الأردنية بلال روبين أن أكثر من 600 حاج تخلوا عن فرصة السفر سواء بعدم استلامهم لتصريح الحج أو عدم قيامهم بالتسجيل خلال الوقت المحدد. ويشير روبين إلى أن التكلفة البالغة ثلاثة آلاف دينار من أجل الإقامة في غرف لأربعة أشخاص وليس لأعلى فئة.

ويقول “إصرار وزارة الأوقاف على تجاهل اقتراحات أصحاب مكاتب الحج والعمرة أمر غريب وكان سيساهم بعدم ارتفاع تكاليف الحج لهذا العام، على سبيل المثال اقتراح زيادة المسافة بين مكان البعثة والحرم المكي من 1500 متر لتصبح 1750 مترا مع توفير مواصلات وفنادق أفضل وأنظف”. ويقول المتحدث باسم وزارة الأوقاف علي الدقامسة إن تكلفة الحج في الأردن تعد ثاني أقل تكلفة في العالم العربي.

لا شيء يغلو على بيت الله

فف

بدأ وفد الحجاج المغاربة الذي يبلغ  34 الفا في التوجه إلى الديار المقدسة في الثاني من يونيو. وتبلغ تكلفة الحج في المغرب هذا العام، كما حددتها وزارة الأوقاف، نحو 63 ألف درهم (نحو 6 آلاف و300 دولار) وهو “مبلغ غير شامل لمصاريف الجيب” كما جاء في بيان سابق للوزارة.

تقول المغربية فاطمة الزوين (63 عاما) “في السنين الأخيرة ارتفعت تكلفة الحج،  لكن لا شيء يغلو على زيارة بيت الله ومغفرة الذنوب”.

وتحكي “منذ سنين وأنا أجمع من مالي الخاص حتى يكون حجا مقبولا…، فلا يعقل أن أسافر فقط بالمبلغ الذي حددته

 وزارة الأوقاف، لا بد من أخذ مال للأكل والشرب وبعض الهدايا للأحباب، فلذلك من أراد الحج عليه أن يوفر ما لا يقل عن 100 ألف درهم” حوالي 10 آلاف دولار.

وقال إحسان بن ياسين (57 عاما) “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها… اليوم نرى أن الحج أصبح مكلفا جدا، وفي بعض الأحيان تجارة وتباهيا، لذلك عدلت الآن عن الحج.

16