مسقط في سباق لإزالة التحديات أمام سوق التوظيف

مسقط - دخلت سلطنة عمان في سباق البحث عن سبل لإزالة التحديات أمام تنمية سوق التوظيف، والذي تعول عليه كثيرا في مشروعها الطموح لإعادة بناء الاقتصاد وفق رؤيتها الإصلاحية.

ووضعت الحكومة قدما أخرى باتجاه توسيع آفاق سوق العمل ومواجهة البطالة، بالرهان على مبادرات نوعية ضمن مؤتمر “مهارات المستقبل وتنمية الموارد البشرية”، الذي تنظمه مؤسسة الدار العربية لتحليل البيانات بالتعاون مع وزارة العمل في مسقط.

وقدم المؤتمر الذي اختتمت فعالياته الأربعاء رؤية شاملة وموحدة للمؤسسات التعليمية والجهات المعنية بالتوظيف، عبر تطوير نظام تعليمي متقدم يتماشى مع متطلبات سوق العمل.

كما ناقش القضايا الرئيسية في مجالي التعليم والتكنولوجيا والتحديات التي تواجهها بيئة العمل، وأهمية تأهيل الشباب العُماني وتزويده بالمهارات اللازمة لمواكبة التغيرات الحالية من مهارات العمل المختلفة كالذكاء الصناعي وغيره.

وأكد سالم البوسعيدي، وكيل وزارة العمل لتنمية الموارد البشرية، على هذا المسار نظرا لتركيزه على مهارات المستقبل وتنمية الموارد البشرية.

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية قوله خلال المؤتمر الذي يعد جزءا من فعاليات معرض جدكس للتعليم العالي الذي يقام سنويا، إن “القطاع الخاص له دور فعال في معاضدة جهود القطاع العام من أجل تنمية مؤشرات التوظيف”.

ويأتي انعقاد المؤتمر مع تدشين وزارة العمل مبادرة الجدارات الوظيفية، حيث تسعى من خلاله بالتعاون مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 والجهات الحكومية الأخرى، إلى الإسهام في تنمية الكفاءات البشرية في القطاع الحكومي وتمكينها بمهارات المستقبل.

وبات توفير فرص عمل للمواطنين ضمن الأولويات الحكومية، التي تنسجم مع رؤية “عُمان 2040″، لتعزيز دور الكوادر المحلية في التنمية الشاملة وضرورة تدريبها وتنمية قدراتها وتمكينها في سوق العمل.

ويعتبر معدل البطالة في عُمان الأعلى بين جيرانها في منطقة الخليج العربي، فأرقام دائرة الإحصاء العامة تشير إلى أنه بلغ نحو 23 في المئة، ويشكل الخريجون 8 في المئة من مجموع العاطلين.

وفي وقت سابق هذا الشهر، أكد وزير العمل محاد باعوين أنه تم توفير 35 ألف فرصة عمل خلال العام الماضي في القطاعين العام والخاص.

وقال باعوين، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، إن “عدد الباحثين عن العمل الذين التحقوا بسوق العمل بالقطاع الخاص تجاوز لأول مرة 20 ألف شخص”.

وأضاف أن “عدد الأشخاص المستفيدين من منفعة الأمان الوظيفي الذين تمتعوا بالحماية خلال عام 2022، ارتفع بنحو 3 آلاف شخص مقارنة بعام 2021”.

وصنف موقع غلوبال إيكونومي الأميركي سلطنة عُمان مؤخرا في المركز الرابع عربيا بمؤشر أقل الدول من حيث البطالة بين الشباب في العالم، وذلك استنادا إلى البيانات المتاحة لعام 2021.