مسرح الشارع ينفس عن غضب الشباب من الحكومة في البصرة

فرقة مسرحية شبابية تتخذ من الشارع منصة لتقديم عروضها ونقد الواقع عبر نشر الوعي بين العراقيين بكل الأوضاع المحيطة ببلدهم.
السبت 2019/01/05
عروض ذات مغزى

فرقة مسرحية في البصرة عروضها في الشارع كنهج جديد للتعبير عن الغضب بشكل سلمي احتجاجا على ارتفاع معدلات البطالة ونقص الخدمات في المدينة التي تقع في جنوب العراق.

البصرة (العراق) – تقدم فرقة مسرحية في البصرة عروضها في الشارع كنهج جديد للتعبير عن الغضب بشكل سلمي احتجاجا على ارتفاع معدلات البطالة ونقص الخدمات في المدينة التي تقع في جنوب العراق.

ومنذ تأسيسها العام الماضي قدمت الفرقة عروضا متعددة خلال المظاهرات الاحتجاجية وذلك لتصوير ما يقول أعضاؤها إنه نضال أهل البصرة في حياتهم اليومية.

وهزت مدينة البصرة، ثاني أكبر المدن العراقية، العديد من المظاهرات منتصف العام الماضي نُهبت خلالها مكاتب حكومية، بينها مبنى مجلس المحافظة الرئيسي، وأضرم محتجون غاضبون بسبب الفساد النار فيها.

وبعد تراجع الاحتجاجات في الأشهر الأخيرة، واصل الفنانون تقديم عروضهم للمارة الذين يقومون الآن بدور أكثر نشاطا في المسرحيات.

وقاد الفنانون في عرض قُدم، في ديسمبر الماضي، الجمهور لترديد هتافات وسرعان ما انضم إليهم المارة.

واستغل أعضاء الفرقة المسرحية، من فنانين وكتاب دراما ومخرجين، تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة، شغفهم بالمسرح للمساهمة في هذا الزخم.

وقال علي مهند (18 عاما)، ممثل شاب من أعضاء الفرقة، إننا “نتكون من مجموعة من الشباب الناشطين بيننا فنانون ومسرحيون”.

وأضاف “أطلقنا على المجموعة اسم ‘آلهة الجنوب’، وهو مصطلح فني من أجل توصيل هذه الرسالة، رسائل الفن عن طريق المسرح ورسائل المجتمع البصري عن طريق المسرح بطريقة سلسة وطرح سلس”.

وتابع منتظر عقيل، وهو طالب جامعي وممثل، “قدم مسرح الشارع شيئا جديدا للبصرة، فهو يمرر رسائل للعامة أثناء مرورهم بالشارع بشكل آمن”.

وأشار عقيل (20 عاما) إلى أن “هذه الرسائل تكون شعبية أكثر مما يسهل انتشارها بشكل كبير بين الناس، وتكمن أهمية رسالتنا في أننا نساعد على خلق وعي مجتمعي بكل ما يدور في عالم السياسة، وعالم الدين، وما يتعرض إليه الناس من قمع للآراء، وانعدام حرية التعبير”.

وأصبحت البصرة، التي كان يطلق عليها وصف بندقية الشرق الأوسط لقنواتها المائية الكثيرة، تموت ببطء من العطش.

ووصف رجل من الجمهور يدعى فائق المنصوري مسرح الشارع بأنه فكرة جريئة.

وأفاد المنصوري (52 عاما) “يقدمون أفكارا جريئة جدا لأول مرة نراها تطرح بالبصرة في قلب المجتمع، لكن للأسف المجتمع البصري غير مهيأ بعد لمثل هذا الطرح، ومع استمرار تقديم هذه الأعمال ستكون العملية أكثر نضجا في العقول ويتقبلها بأكثر تفاعل”.

وأوضح حسين الجوهري، شاب عاطل من أهل البصرة، “مسرح الشارع هو فرصة لكل البصريين غير القادرين على دخول قاعات المسرح ومعرفة ما يدور داخلها، كما أنه يمثل رسالة مضمونة الوصول لتوعية الناس الذين يثيرون الفتن، فنحن نقتل ونحارب دون أن ينتبه إلينا أحد أو يهتم لأمرنا”.

وأكد الجوهري (20 عاما) “نريد أن نرسل رسالة ليس فقط إلى المجتمع البصري، بل إلى كل الشعب العراقي أيضا. لأنه لا أحد يقدم لنا حتى أبسط حقوقنا، يتم تجريدنا من كل شيء. ليس لدينا وطن مثل بقية الناس.

وتعتزم الفرقة توسيع عروضها بتقديمها في دور للمسنين وللأطفال مرضى السرطان.

24