مساع لتطبيق نظام تصنيف جديد للجامعات العربية

تونس- يسعى التربويون العرب والمسؤولون الحكوميون إلى إنشاء نظام تصنيف من أجل إجراء تقييم أفضل للجامعات في منطقة تشهد تراجعا في جودة التعليم ومعدلات مرتفعة للبطالة بين الخريجين.
وقال أبوالقاسم حسن البدري، مدير إدارة العلوم والبحث العلمي بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، “علينا أن نجيب على سؤال حول سبب إخفاق الجامعات العربية في إنتاج طلاب موهوبين قادرين على إنشاء المؤسسات لتوظيف أنفسهم والآخرين وخلق الثروة”.
وقال البدري في اجتماع للمعلمين عقد من أجل تطوير نظام تصنيف شامل للجامعات العربية في أكتوبر الماضي، “إن أزمة البطالة الكبيرة بين خريجي الجامعات في المنطقة العربية هي مصدر قلقنا الرئيسي. كما أن الجامعات العربية تتحمّل مسؤولية اجتماعية ودورا قياديا في تنمية الاقتصاد والمجتمع في العالم العربي”.
وأنفقت الدول العربية على مدى العقدين الماضيين نسبة أكبر من ناتجها المحلي الإجمالي على التعليم مقارنة بالدول الأخرى في المناطق النامية، لكن النتائج كانت سيئة، حيث كان مستوى الطلاب متخلفا عن نظرائهم في أماكن أخرى.
ومن أجل تحسين وضع الطلاب العرب في المستقبل، طالب البدري وخبراء آخرون الجامعات العربية بمساعدة الطلاب على تطوير المهارات التي تلبي احتياجات مختلف القطاعات وبناء القطاع الخاص من خلال تقديم الأبحاث لمشاريع التنمية.
وقال عبدالمجيد بن عمار، مدير البحث العلمي في وزارة التعليم العالي التونسية، إن تعزيز مجال البحث العلمي، وهو عامل رئيسي يستخدم في تصنيف الجامعات، يجب أن يكون أولوية. وأشار إلى أن نموذج التصنيف العربي الجديد سيعزز جامعات المنطقة من خلال توفير معايير ومؤشرات رئيسية يمكن بواسطتها قياس وتتبع مستوى تحسنها مقارنة بالمؤسسات المماثلة.
في ظل وجود ميزانية منخفضة، لا تستطيع الجامعة العربية أن تجلب مدرسين حائزين على جائزة نوبل، وجذب المزيد من الطلاب الأجانب. وكل هذه العناصر تشملها إجراءات التصنيف
وأضاف بن عمار أن هناك هدفا آخر يتمثل في زيادة الروابط بين الجامعات العربية لتسهيل تبادل المعرفة والبحث والتعاون. وفي حين أن الجامعات العربية، بما في ذلك جامعة المنار التونسية وجامعة صفاقس، حسّنت مؤخرا من تصنيفها العالمي.
ويعتقد أغلب الخبراء أن معظم الجامعات في الدول العربية ليست على قدم المساواة مع تلك الموجودة في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، والتي تتمتع بمستويات أعلى من التمويل.
وتركز أفضل أنظمة التصنيف للجامعات، مثل تصنيف شنغهاي وتايمز للتعليم العالي، على عوامل مثل جودة البحث، بما في ذلك الاستشهادات وجودة أعضاء هيئة التدريس ونجاح الطلاب بعد التخرج. وهذه التصنيفات ذات المستوى المرتفع يتم تطبيقها في جامعات من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.
ويقول البدري “هذه التصنيفات لا تأتي في صالح الجامعات العربية لأن أدوارها مختلفة بالمقارنة مع معظم الجامعات الغربية في قمة التصنيف العالمي”، لافتا إلى أن “نقص التمويل يقف بمثابة العائق الكبير أمام الجامعات العربية”.
وقارن البدري بين جامعة عين شمس في مصر، التي يوجد بها ما يقرب من 170 ألف طالب بميزانية تبلغ حوالي 400 مليون دولار، وبين جامعات عالية المستوى في الغرب، والتي يبلغ عدد طلابها في بعض الأحيان حوالي 20 ألف طالب بميزانية سنوية تبلغ 5 مليارات دولار.
وأشار إلى أنه “في ظل وجود ميزانية منخفضة، لا تستطيع الجامعة العربية أن تجلب مدرسين حائزين على جائزة نوبل، وجذب المزيد من الطلاب الأجانب. وكل هذه العناصر تشملها إجراءات التصنيف”.
وأوضح سليم خلبوص، وزير التعليم العالي التونسي، أنه سيتم طرح هذا التصنيف العربي ليس “لتمييز أنفسنا عن الآخرين” ولكن “من أجل تصميم أفضل الاستراتيجيات لعلاج نقاط ضعفنا وتحسين قوتنا”. ومن المتوقع أن يصادق الوزراء العرب على نظام التصنيف بعد لقاءات بين خبراء التعليم العرب وقادة الجامعات.