مزرعة خيول تعلم الأشخاص التعامل الودي مع الناس

برلين - استمتعت الأحصنة الثمانية بتناول طعامها، وجلس أمامها في حظيرتها المفتوحة خمسة أشخاص، وقد أغلقوا أعينهم ليستمعوا للأصوات من حولهم، وبينها صوت الخيول وهي تأكل التبن. إنهم في حالة تأمل.
ويربط بين هؤلاء الأشخاص شيء واحد، وهو أنهم يريدون الاستعانة بالخيول لمعرفة كيف يؤثرون على الناس في دائرتهم.
وحجز هؤلاء مكانهم في ورشة العمل التي تحمل اسم “التأمل والتدرب على العمل في فريق”، على مدى نصف يوم، والتي تنظمها مزرعة “الواحة الخضراء” في بلدة بريدوف القريبة من العاصمة الألمانية برلين.
وكانت بين المشاركين في ورشة العمل أيضا، أحصنة مدربة تدريبا خاصا.
وقالت إيلفيرا هاغن، صاحبة الخيول والمديرة التنفيذية للمزرعة “الأحصنة كائنات اجتماعية جدا، تتمتع بأساليب سلوكية وإدراكية بالغة الحساسية.. الخيول تعكس سلوك الأشخاص القريبين منها، تتجنب الشخص شديد التسيد أو تقاومه وتتجاهل الإنسان كثير التردد والتهيب، هدف العمل الذي أقوم به هو دراسة النماذج السلوكية المعروضة مع المشاركين في الدورة”.
وكثيرا ما تستخدم الخيول في مهام علاجية أو تدريبية، ومن الصعب إثبات هذا التأثير علميا، كما أنه لم يخضع للدراسة حتى الآن.
ومن بين المشاركين الخمسة في هذه الدورة، الطبيبة النفسية أنيجريت كاله، التي قالت إنها تشارك في الدورة لتلمس أثر حضورها وجاذبيتها على مرضاها أثناء التعامل معهم.
وبعد جلسة تأمل والقيام بمحادثة تعريف، يبدأ العمل هناك مع الحصان. وطُلب من كاله أن تقود الحصان اينكي من الرَسَن (المقود) ولكن، وبدلا من أن يتبعها الحصان، ظل في البداية متصلبا في مكانه، وظل يحملق بريبة في الشخص الذي يقف عند الطرف الآخر من المقود. وأوضحت هاغن “إنه يشعر بأن الإنسان الذي يمسك به متردد، وليس لديه هدف بشأن وجهته”.
وأفادت كاله “في البداية كنت أركز على المشاركين الآخرين في الدورة، بدلا من أن أركز على نفسي وعلى الحصان، أردت تجنب الحرج، ولكن عندما بدأت التركيز على نفسي وركزت بداخلي على هدفي، تبعني الحصان”.
ويبدو أن الخيول نجحت في القيام بدورها لدى المشاركين في الدورة، وهو دور عاكس الشخصية، “فكثير من الناس لا يعرفون أنهم يمارسون ضغطا على أنفسهم دون أن يدروا”، بحسب زيباستين بارتوشيك، الأخصائي النفسي.
وحسب الأخصائي النفسي، لا يمكن التلاعب بحيوانات مثل الخيول والدلافين بالكلمات، بل إنها تركز على الإشارات ولغة الجسم، “ويستطيع البشر بهذه الطريقة معرفة مدى تأثيرهم على الآخرين”.