مزادات "الأنتيك" تجمع الهواة والمستثمرين في جدة

الإقبال على المزادات يتم على القطع النادرة التي كانت تستخدم قديماً وانقطع تصنيعها مثل ساعات وست آند التي يُطلق عليها العامة "أم صليب".
الأربعاء 2023/01/11
نفائس من الماضي

للتحف النادرة عشاقها وهواة جمعها في السعودية الذين يلتقون في مدينة جدة حيث تنظم مزادات أسبوعية يتم خلالها عرض هذه المقتنيات التي تُحدد قيمتها من خلال عمرها الذي يسهم في زيادة سعرها.

جدة (السعودية) – تحتضن مدينة جدة مزادات ومعارض نخبوية لـ”الأنتيك”، التي تُعنى بتجارة المقتنيات والقطع الأثرية التي تحمل مضامينها قيمة تاريخية، وتجمع تراث المملكة وشتى بقاع الأرض، حيث يُقبل عليها المهتمون من الهواة والمستثمرين من داخل المملكة وخارجها.
ويتجاوز عدد المزادات في جدة الستة، وتُقام أسبوعيا لمختلف المقتنيات، وتبرز من بينها عملات تعود إلى العصرين الأموي والعباسي، وقطع فنية تاريخية مصاغة بالذهب، إضافةً إلى القطع الفضية التي تعود إلى العصور الإسلامية السابقة، ويتم تقييم سعر تلك القطع من قِبل متخصصين من ذوي الخبرة في هذا الشأن.
وتجولت وكالة الأنباء السعودية “واس” بين أروقة المعارض والتقت بعدد من المهتمين بهذا المجال، حيث أكدوا عملهم في تجارة الأنتيك كأسرة واحدة تمتهن هذه الحرفة كمصدر رزق منذ أكثر 70 عامًا، مشيرين إلى أن الأنواع المتداولة في المزادات تشمل أدوات صناعة القهوة، والسيوف، والبنادق القديمة، والخناجر، والأواني المنزلية، والأبواب والرواشين والخشبيات الخاصة بالمنازل من المناطق الوسطى التي تتميز بألوانها الزاهية والنقوش المحفورة بطابع عصرها.

bb

وأفاد التقرير أن مزادات ومعارض نخبوية لـ”لأنتيك” يتوافد عليها المهتمون بالوثائق والمخطوطات والأدوات القديمة بغرض الشراء والتعارف وتبادل الخبرات التي تتناقلها الأجيال بمختلف أنواعها من المقتنيات، والصُحف والكتب القديمة، والمصنوعات الأوروبية من المزهريات والصحون، واللوحات، والخِزَانات الخشبية، والفضيات، والمجسمات البرونزية والساعات الإيطالية والفرنسية التي يُزين بها مقتنوها منازلهم.

معايير التقييم للقطع التراثية، تتمثل في دقة الصناعة وعمره القطعة، وبلد الصُنع الذي يشتهر بصناعات حرفية متميزة عن غيره من البلدان

وعن مصادر المقتنيات أوضح متخصصون في هذا المجال أنه يتم البحث وشراء المُميّز منها من الدور التاريخية القديمة، والدخول في مزادات تقام عادةً في الأسواق الشعبية وفي مختلف مدن ومحافظات السعودية وعرفت أيضاً مزادات تراثية خارج المملكة مثل الهند ومصر ومختلف الدول الأوروبية، وتتمثل المقتنيات من تلك الدول في النحاسيات والأخشاب، والبعض منها يتم صُنعه حديثاً بشكل قديم مثل السيوف والبنادق التي لا يمكن استخدامها وتكون للعرض فقط، ويتم تحديد أسعار القطع الأثرية يتم بحسب النُدرة ووقت صنعها وبلد المنشأ.
وأفاد أحد مُلاّك محلات “الأنتيك” أن الإقبال على المزادات يتم على القطع النادرة التي كانت تستخدم قديماً وانقطع تصنيعها مثل ساعات وست آند التي يُطلق عليها العامة “أم صليب”، كذلك العملات القديمة، مشيراً إلى العمر الزمني للقطعة الأثرية وتصنفيها بـ”تراث” من خلال عمرها الذي يسهم في زيادة سعرها.
وفي ما يخص معايير التقييم للقطع التراثية، أوضح أن التقييم يتمثل في دقة الصناعة وعمره القطعة، وبلد الصُنع الذي يشتهر بصناعات حرفية متميزة عن غيره من البلدان، كذلك أصالة القطع بحيث تكون من المصنع الأصلي للبلد المُنتج لها، فضلاً عمّن كان يقتني القطعة الأثرية ومكانته في المجتمع وذلك يزيد من قيمتها المالية، لافتاً إلى أن جهات التقييم تكون من ذوي الخبرة من المتعاملين في ذات المجال من بينها الجامعات، وهيئة المساحة الجيولوجية التي تمتلك معامل تستطيع تحديد عمرها الزمني من خلال الفحص المخبري عن طريق أجهزة متخصصة.

Thumbnail

وتحدث عن الهواة في مجال الأنتيك، قائلاً “تتعدد الأذواق، حيث يبحث العديد ممن يهتمون بالمقتنيات القديمة وبخاصة من تجاوزت أعمارهم الـ40 سنة من السيّاح من خارج المملكة ويهتمون بتراث مدنها باختلاف الثقافات وتحديداً كل ما يختص بالقهوة العربية وبعض المقتنيات التراثية التي يشاهدونها في البرامج الوثائقية والأفلام والمسلسلات التاريخية، وتقتنى كتذكار عن المملكة، وهناك من يبحثون عن الصناعات القديمة التي اندثرت في بلدانهم”.
ولعل المتتبع للتراث وأهميته يُدرك أن المملكة تؤمن بقوة وتنوع الثقافة والتراث الثقافي لتحقيق التنمية المستدامة، وبأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي لتحقيق السلام والسعي المشترك مع كافة الدول لبناء مستقبل ثقافي غني تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون.

18