مريض بكوفيد من كل ثمانية يحتفظ بعارض واحد على الأقل طويل الأمد

الهبات الساخنة أو الباردة وألم البطن وصعوبة التنفس من بين الأعراض.
السبت 2022/08/06
متلازمة ما بعد فايروس كورونا

يؤكد الأطباء والباحثون أن أعراض كوفيد – 19 قد تلازم المريض بعد ثلاثة إلى خمسة أشهر من الإصابة، في إشارة إلى كوفيد طويل الأمد. وأشاروا إلى أن معظم من يصابون بمرض كورونا يتعافون بسرعة خلال بضعة أسابيع. لكن بعض الأشخاص، حتى أولئك الذين تكون أعراضهم خفيفة، يستمرون في الشعور بالأعراض بعد التعافي المبدئي.

باريس - أظهرت دراسة واسعة نُشرت الجمعة أن من بين الأشخاص المصابين بكوفيد – 19، يحتفظ واحد من كل ثمانية بأحد الأعراض المرتبطة بالمرض على المدى الطويل.

ومن بين هذه الأعراض، وفق الدراسة التي نشرتها مجلة لانسيت، “ألم البطن، وصعوبة وألم في التنفس وآلام في العضلات، وفقدان حاسة الذوق أو حاسة الشم، ووخز، وانزعاج في الحلق، وهبات ساخنة أو باردة، وثقل في الذراعين أو الساقين وإرهاق عام أيضًا”.

وخلص المؤلفون إلى أنه “لدى 12,7 في المئة من المرضى، يمكن أن تُعزى هذه الأعراض إلى كوفيد – 19″، بعد ثلاثة إلى خمسة أشهر من الإصابة.

تعد هذه الدراسة التي أجريت في هولندا، بفضل نطاقها ومنهجيتها، إضافة مهمة لفهم مخاطر كوفيد الطويل بشكل أفضل، ويتمثل ذلك في استمرار الأعراض الدائمة بعد الإصابة بالفايروس.

في الوقت الحالي، من المعروف أن بعض المرضى يعانون من أعراض معينة ممتدة لا يمكن تفسيرها فقط على أنها اضطرابات نفسية جسدية كما اقترح بعض الأطباء في البداية.

كبار السن والأشخاص الذين لديهم عدة حالات طبية خطيرة هم الأكثر عرضة للإصابة بأعراض كوفيد – 19 طويلة الأمد

لكن حجم انتشارها والأهم من ذلك مسارها المرضي الفسيولوجي غير معروفين إلى حد كبير. وفي حين لم تجب دراسة لانسيت عن السؤال الثاني، فإنها تتيح توضيح الشق الأول بشكل أفضل، أولاً لأنها شملت أكثر من 4000 شخص مصابين بكوفيد.

والتطور المهم أن استجابات هؤلاء المرضى قورنت مع استجابات أشخاص لم يصابوا بكوفيد. لأنه من الممكن الشعور بأحد الأعراض المذكورة دون أن يكون كوفيد هو السبب.

في الواقع، سُجل لدى نحو 9 في المئة من غير المصابين بكوفيد أحد الأعراض الموصوفة سابقًا. وترتفع النسبة بين المصابين سابقًا بكوفيد إلى 21,4 في المئة.

وتمكن الباحثون عن طريق طرح النسبتين من استنتاج أن ما يزيد قليلاً عن 12 في المئة من الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد يعانون من أعراض مديدة مرتبطة على وجه التحديد بالمرض.

ومع ذلك، فإن هذه الدراسة لا تخلو من عيوب، مثل عدم قياس انتشار الأعراض الأخرى المرتبطة بكوفيد الطويل، بما في ذلك على وجه الخصوص حالة من الاكتئاب أو التشوش الذهني.

ويمكن أن تستمر أعراض فايروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) أحيانًا لمدة أشهر. يمكن للفايروس أن يدمر الرئتين والقلب والدماغ؛ ما يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل صحية طويلة الأمد.

Thumbnail

ومعظم من يصابون بمرض فايروس كورونا 2019 يتعافون بسرعة خلال بضعة أسابيع. لكن بعض الأشخاص، حتى أولئك الذين تكون أعراضهم خفيفة، يستمرون في الشعور بالأعراض بعد التعافي المبدئي.

يصف هؤلاء الأشخاص أنفسهم أحيانًا بأنهم “حاملون مستمرون للمرض” وقد سميت هذه الحالات بمتلازمة ما بعد كوفيد – 19 أو “كوفيد – 19 طويل الأمد”. وتسمى هذه المشكلات الصحية أحيانًا حالات ما بعد كوفيد – 19. وينطبق هذا الوصف بشكل عام على آثاركوفيد – 19 التي تستمر لأكثر من أربعة أسابيع بعد تشخيصه.

كبار السن والأشخاص الذين لديهم عدة حالات طبية خطيرة هم الأكثر عرضة للإصابة بأعراض كوفيد – 19 طويلة الأمد، ولكن حتى الشباب الأشخاص الأصحاء قد يشعرون بالتوعك لأسابيع أو حتى أشهر بعد الإصابة.

ومتلازمة فايروس كورونا المستجد طويل الأمد، والمعروفة باسم متلازمة ما بعد فايروس كورونا المستجد، أكثر من مجرد الإرهاق وضيق النفس. حيث تم الإبلاغ عن أعراض مثل الصداع وضباب الدماغ وطنين الأذنين، ومؤخرًا، يرى الأطباء المزيد من المرضى يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي.

ويصف جريج فانيشكاتورن دكتور الطب، ومدير برنامج تأهيل النشاط بعد فايروس كورونا المستجد التابع لمايو كلينيك، الأعراض الأكثر شيوعًا.

وقال فانيشكاتورن إن المرضى في برنامج التأهيل يبلغون عن مجموعة متنوعة من المشكلات في الجهاز الهضمي، من الغثيان الخفيف وانخفاض الشهية إلى الإمساك الشديد وعدم تقبل الطعام وردود الفعل الجسدية تجاه بعض الأطعمة.

Thumbnail

وتابع “ما رأيناه عن كثب موثقٌ أيضًا في الدراسات الطبية السابقة”. من بين 147 مريضًا لا يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي سابقًا، أبلغ 16 في المئة عن ظهور أعراض جديدة في الجهاز الهضمي بعد حوالي 100 يوم من الإصابة بفايروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، وفقًا لدراسة نُشرت في مارس.

وبالمثل، فإنه في دراسة نشرت في أبريل، وجد الباحثون أن المرضى المصابين بفايروس كورونا المستجد طويل الأمد يعانون من حالات تُعرف باسم  اضطرابات التفاعل الدماغي المعوي. وتشمل الأعراض المصاحبة لهذه الحالة، حرقة المعدة، وصعوبة البلع ومتلازمة القولون المتهيج، والإمساك، والإسهال، والانتفاخ، وسلس البول.

يقول الدكتور فانيشكاتورن “على الرغم من أننا لسنا متأكدين بعد، فإن هناك طرقا عدة يمكن لعدوى فايروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) أن تتسبب بها في مشاكل في الجهاز الهضمي. على سبيل المثال، تحتوي بطانة القناة الهضمية على كمية كبيرة من المستقبلات التي يستخدمها فايروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم لغزو الخلايا. ويمكن أن يؤدي الالتهاب العام الناجم عن العدوى أيضًا إلى تعطيل البكتيريا الطبيعية التي تعيش في الأمعاء وتحفيز بعض أعصاب الجهاز المَعدي المَعوي”.

إن الشخص الذي يعاني من هذه الأعراض كجزء من متلازمة ما بعد فايروس كورونا المستجد يجب أن يتأكد من شرب الماء ويتبع نظاما غذائيا صحيا كما ينصح الدكتور فانيشكاتورن. ويضيف أنه لم يثبت أن الموضات العابرة والحميات القاسية مفيدة في فايروس كورونا المستجد طويل الأمد.

وقال فانيشكاتورن “بدلًا من ذلك، نوصي باتباع  نظام غذائي متوسطي مع تقليل الأطعمة المعالَجة. ثانيًا، تجنب استخدام المنتجات المُتاحة دون وصفة طبية بكثرة لعلاج الأعراض” وفي بعض الأحيان، قد يؤدي هذا إلى تعمّق المشكلة. وبدلًا من ذلك، يجب التحدث إلى الطبيب أولًا لوضع خطة علاج”.

17