مروحية ناسا لا تتوقف عن التحليق فوق الكوكب الأحمر

واشنطن - باتت مروحية "إنجينيويتي" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية في رحلتها الثانية عشرة رغم أنه كان مقررا أن تحلق خمس مرات كحد أقصى.. فيما لا يبدو مسؤولو “ناسا” مستعدين للتوقف عند هذا الحد.
وقد مددت وكالة الفضاء الأميركية المهمة إلى أجل غير مسمى بعد النجاح الكبير الذي حققته. وأصبحت المروحية رفيقة درب روبوت “برسيفرنس” الجوال المكلف رصد آثار حياة قديمة على المريخ.
ويقول جوش رافيش المسؤول عن فريق الهندسة الميكانيكية في “إنجينيويتي” إن “كل شيء يحصل على أحسن ما يرام”، مضيفا “نتدبر أمرنا بصورة أفضل من المتوقع على سطح المريخ”.
وتابع رافيش “عندما أتيحت لي فرصة البدء بالعمل على المروحية، كانت لدي ردة الفعل عينها لكثيرين إذ تساءلت، ‘هل سيكون ممكنا'” التحليق فوق المريخ. فهذا التحدي كبير لأن الهواء على سطح المريخ يتسم بكثافة توازي 1 في المئة فقط من ذلك الموجود في الغلاف الجوي للأرض. وعلى سبيل المقارنة، يشبه ذلك تسيير مروحية على علو ثلاثين كيلومترا في الأرض.
واضطرت مروحية “إنجينيويتي” أيضا إلى مقاومة عملية إطلاق من صاروخ وهبوط على الكوكب الأحمر في 18 فبراير الماضي بعد سبعة أشهر بقيت خلالها معلقة بالروبوت الجوال الذي انفصلت عنه لاحقا.
ومن الصعوبات الأخرى أيضا الصمود في ليالي المريخ الجليدية من خلال رفع حرارتها بفضل ألواح شمسية تشحن بطارياته خلال النهار. وأيضا تعين التحليق بصورة مستقلة بفضل سلسلة أجهزة استشعار، بما أن التأخير في التواصل بين الأرض والمريخ يعيق إرسال تعليمات في الوقت الحقيقي.
وفي 19 أبريل، أجرت “إنجينيويتي” أول رحلة لها، في حدث تاريخي لمركبة مزودة بمحرك فوق كوكب آخر. وتخطت المهمة التوقعات وأجرت إحدى عشرة رحلة أخرى.
ولفت رافيش “تمكننا من مواجهة رياح أقوى مما كنا نعتقد”.

وأوضح هذا الموظف في مختبر الدفع النفاث التابع للناسا، “خلال الرحلة الثالثة، بلغنا كل الأهداف الميكانيكية وجمعنا كل المعلومات التي كنا نأمل الحصول عليها”.
ومذاك، ارتفعت المروحية إلى علو 12 مترا واستمرت آخر رحلة لها لدقيقتين و49 ثانية. وفي المحصلة، اجتازت المروحية مسافة 2.6 كيلومتر.
وفي مطلع مايو، أجرت المروحية أول رحلة لها ذهابا من دون إياب، من خلال الهبوط خارج المسار الذي اختير أساسا بعناية لشهرها الأول.
وباتت “إنجينيويتي” تُرسل كمركبة كاشفة لالتقاط صور بالاستعانة بآلة تصوير ملونة، إذ إن الأداة المدمجة وحدها ليست ضرورية لحسن العمل.
وبعد أكثر من ستة أشهر على الكوكب الأحمر، ازدادت شهرة المركبة الصغيرة البالغ وزنها 1.8 كيلوغرام لدى العامة وأصبحت صورها على الأكواب والقمصان تباع عبر الإنترنت.
نظريا، يمكن للمروحية العمل لفترة إضافية من الزمن. غير أن فترة الشتاء تقترب ما قد يعقد الأمور.
غير أن البيانات التي جمعتها “إنجينيويتي” حتى اليوم، يفكر المهندسون في البديل المحتمل لهذه المروحية، أي الجيل المقبل من المروحيات على المريخ.
ويقول رافيش “نتوقع تطوير مروحيات بوزن يراوح بين 20 كيلوغراما و30، قادرة على نقل معدات علمية”.