مركز لإيواء الكلاب السائبة يبيع لوحات رسمتها حيواناته

بريستول (المملكة المتحدة) - ابتكر مركز إنقاذ الحيوانات في مدينة بريستول الإنجليزية طريقة تتيح له تعزيز إمكاناته المالية للتمكن من استيعاب العدد المتزايد من الكلاب والقطط التي يتخلى عنها أصحابها، تتمثل في إقامة مزاد علني في مطلع ديسمبر القادم لبيع لوحات رسمتها هذه الحيوانات.
وفي المَرسَم التابع لمركز إنقاذ الحيوانات في بريستول تعمل الكلبتان روزي وألبا بجدّ على إنجاز لوحتيهما. لا حاجة إلى فرشاة، إذ تفي كمامة الحيوان وأقدامه بالغرض. ولا شك في أن النتيجة أشبه ما تكون بنوع جديد من الفن التجريدي، قد يبدو طفوليا وفوضويا إلى حد ما، لكنّ مهمة الكلبتين لا تتوقف عند آراء النقّاد في عملهما، لأن الهدف منها أهمّ بكثير.
وتوصل موظفو المركز إلى فكرة تنظيم “حفلة للكلاب” عبر الإنترنت في مطلع ديسمبر، تُباع خلالها بالمزاد العلني أعمال فنية أنتجتها حيوانات. ويبلغ سعر معظم الأعمال نحو خمسين جنيهاً إسترلينياً للوحة الواحدة، لكنّ الأسعار تصل إلى 320 جنيهاً إسترلينياً (405 دولارات) لتلك التي رسمها “ميجور”، وهو كلب هاسكي أبيض.
ولحث الكلاب على التقدّم نحو القماش الذي يُفترض أن ترسم عليه، يستخدم فريق المركز زبدة الفول السوداني والجبن، مما يشجع الحيوانات على الشمّ واللعق والإبداع. وقالت المسؤولة في المركز جودي بينيت “نأخذ قماشة خاماً أو ما يشابهها، ونضع عليها طلاءً غير سام، ونغلّف القماشة والطلاء بالنايلون المخصص لتغطية الطعام، ثم نضع فوق النايلون الحلوى المفضلة لدى الكلاب”. وأضافت أن “الكلاب تقترب وتلعق وتلعب” بالطعام. وتمشي بعض الكلاب على قماشتها، بينما تستخدم أخرى جسمها بأكمله في الرسم.
وأفادت جودي بينيت بأن “ميجور”، كلب الهاسكي الأبيض، أثبت علوّ كعبه في الرسم واكتسب شعبية كبيرة، فبات أحد أشهر “فناني” المركز. وأشارت إلى أن لوحتيه “إكسايتد 1” و”إكسايتد 2” حظيتا باهتمام كبير من النقاد والمستثمرين في المجال الفني. ووصفت لوحاته بأنها “جريئة”، مستنتجةً أنها “تعكس شخصيته”. ورأت بجدية تامة أنه “فنان كبير طالع”. أما لوحة “بورنينغ مان”، التي تتنوع ألوانها بين الأصفر والبرتقالي والأحمر، فقد ابتدعتها القطة “كامي” انضمت دون سابق تخطيط إلى إحدى جلسات الرسم.
ولاحظت جودي بينيت أن القطة “استخدمت الألوان النارية ، لأنها تشبه طباعها الأنثوية النارية”، مؤكدة أنها “فخورة جدا” بهذه الحيوانات، “يمكنني بكل سرور أن أعلّق لوحاتها على حائطي”. ولا تستبعد، إمكانية أن تُعرض هذه الأعمال ذات يوم في متحف تيت الشهير في لندن.
