مرضى سرطان الرئة غير المدخنين يعانون من استجابة أسوأ للعلاجات

خلايا سرطان الرئة التي تحتوي على طفرتين جينيتين محددتين أكثر عرضة لمضاعفة جينومها.
الأربعاء 2024/06/19
الطفرتان تساعدان الخلايا السرطانية على مقاومة العلاج

وجد الأطباء أن مرضى سرطان الرئة الذين لديهم طفرات “إي.جي.أف.آر”، فقط، أصبحت جميع الأورام لديهم أصغر استجابة للعلاج. أما المرضى الذين يعانون من الطفرتين “إي.جي.أف.آر” و”بي 53”، فتقلصت بعض الأورام لديهم، بينما نمت أخرى، ما يدل على المقاومة السريعة للعلاج. وخلايا سرطان الرئة التي تحتوي على طفرتين جينيتين أكثر عرضة لمضاعفة جينومها.

لندن ـ اكتشف علماء السبب وراء فشل العلاج المستهدف لسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة لدى بعض المرضى، وخاصة أولئك الذين لم يدخنوا أبدا.

وأظهرت الدراسة، التي نشرت في مجلة “نيتشر كمينيكيشن” أن خلايا سرطان الرئة التي تحتوي على طفرتين جينيتين محددتين أكثر عرضة لمضاعفة جينومها، ما يساعدها على تحمل العلاج وتطوير المقاومة له.

ويعد سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة النوع الأكثر شيوعا لسرطان الرئة بين المرضى الذين لم يدخنوا أبدا. كما أن سرطان الرئة غير المرتبط بالتدخين هو السبب الخامس الأكثر شيوعا للوفيات بالسرطان في العالم.

والطفرة الجينية الأكثر شيوعا الموجودة في سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة موجودة في جين مستقبلات عامل نمو البشرة “إي جي إف إر”، والذي يمكّن الخلايا السرطانية من النمو بشكل أسرع.

وتختلف معدلات البقاء على قيد الحياة عند المصابين بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة اعتمادا على مدى تقدم السرطان، حيث يعيش نحو ثلث المرضى الذين يعانون من المرحلة الرابعة من هذا السرطان وطفرة “إي جي إف إر”،  لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.

سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة يعد النوع الأكثر شيوعا لسرطان الرئة بين المرضى الذين لم يدخنوا أبدا

يشار إلى أن علاجات سرطان الرئة التي تستهدف هذه الطفرة، والمعروفة باسم مثبطات “إي جي إف إر”، متاحة منذ أكثر من 15 عاما. ورغم أن بعض المرضى يرون أن أورامهم السرطانية تتقلص مع  مثبطات “إي جي إف إر”، فإن مرضى آخرين، وخاصة أولئك الذين لديهم طفرة إضافية في الجين “بي 53” (الذي يلعب دورا في قمع الورم)، يفشلون في الاستجابة ويعانون من معدلات بقاء أسوأ بكثير. لكن العلماء والأطباء لم يتمكنوا حتى الآن من تفسير سبب حدوث ذلك.

وللعثور على الإجابة، أعاد الباحثون من كلية لندن الجامعية ومعهد فرانسيس كريك وشركة “أسترازينيكا” تحليل البيانات من تجارب أحدث مثبط “إي جي إف إر”، أوسيميرتينيب الذي طورته شركة “أسترازينيكا”.

ونظر الباحثون في فحوصات خط الأساس وفحوصات المتابعة الأولى التي تم إجراؤها بعد بضعة أشهر من العلاج للمرضى الذين يعانون من طفرات “إي جي إف إر”، فقط أو مع طفرات “إي جي إف إر”، و”بي 53″، ووجدوا أنه بالنسبة إلى المرضى الذين لديهم طفرات “إي جي إف إر”، فقط، أصبحت جميع الأورام أصغر استجابة للعلاج. ولكن بالنسبة إلى المرضى الذين يعانون من كلتا الطفرتين، فبينما تقلصت بعض الأورام نمت أخرى، ما يوفر دليلا على المقاومة السريعة للأدوية.

ويُعرف نمط الاستجابة هذا، عندما تتقلص بعض مناطق السرطان، وليس كلها، استجابة للعلاج الدوائي داخل مريض فردي باسم “الاستجابة المختلطة”، ويشكل تحديا لأطباء الأورام الذين يعتنون بمرضى السرطان.

معدلات البقاء على قيد الحياة عند المصابين بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة تختلف اعتمادا على مدى تقدم السرطان

وللتحقق من سبب كون بعض الأورام لدى هؤلاء المرضى أكثر عرضة لمقاومة الأدوية، قام الفريق بعد ذلك بدراسة نموذج فأر يحتوي على طفرة “إي جي اف ار” و”بي 53″، ووجدوا أنه ضمن الأورام المقاومة في هذه الفئران، ضاعفت أعداد أكبر بكثير من الخلايا السرطانية الجينوم الخاص بها، ما منحها نسخا إضافية من جميع الكروموسومات الخاصة بها.

وبعد ذلك، عالج الباحثون خلايا سرطان الرئة في المختبر، بعضها يحتوي على طفرة “إي جي إف إر” واحدة وبعضها يحتوي على الطفرتين، باستخدام مثبط “إي جي إف إر”، ووجدوا أنه في غضون خمسة أسابيع من التعرض للدواء، تضاعفت نسبة أعلى بكثير من الخلايا ذات الطفرة المزدوجة والجينومات المزدوجة إلى خلايا جديدة مقاومة للأدوية.

وقال البروفيسور تشارلز سوانتون، من معهد السرطان بكلية لندن الجامعية ومعهد فرانسيس كريك، “لقد أظهرنا لماذا يرتبط وجود طفرة “بي 53” بسوء البقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين يعانون من سرطان الرئة غير المرتبط بالتدخين، وهو مزيج من طفرات “إي جي إف إر”، و”بي 53″، ما يتيح مضاعفة الجينوم وهذا يزيد من خطر تطور الخلايا المقاومة للأدوية من خلال عدم الاستقرار الصبغي.

وبالرغم من ارتباط مرض سرطان الرئة بالتدخين، فإن معدلات إصابة غير المدخنين بشكل عام، والنساء بوجه خاص، بسرطان الرئة في تزايد مستمر.

وتشير آخر إحصاءات الصندوق العالمي لأبحاث السرطان إلى أن سرطان الرئة هو أكثر أنواع السرطان انتشارا على مستوى العالم، بعد أن شُخصت 1.8 مليون حالة إصابة جديدة بسرطان الرئة في عام 2012، كان 58 في المئة منها في الدول النامية.

لكن مشكلة انتشار سرطان الرئة لا تقتصر على الدول النامية فحسب، إذ تُشخص سنويا 45 ألف حالة في المملكة المتحدة، و230 ألف حالة في الولايات المتحدة و12500 في أستراليا. وسرطان الرئة هو نوع من السرطانات يبدأ في الرئتين. والرئتان عبارة عن عضوين إسفنجيين في الصدر يسحبان الأكسجين عند الشهيق ويطلقان ثاني أكسيد الكربون عند الزفير.

وسرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم. والأشخاص المدخنون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، رغم أن سرطان الرئة يمكن أن يصيب أيضًا الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقًا. ويزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة طول فترة التدخين وعدد السجائر المدخنة. وإذا أقلع الشخص عن التدخين، حتى ولو بعد التدخين لسنوات عديدة، فيمكنه أن يقلل من فرص إصابته بسرطان الرئة بشكل كبير.

Thumbnail

ولا يتسبب سرطان الرئة عادةً في ظهور علامات وأعراض في مراحله الأولى. وتظهر عادةً علامات سرطان الرئة وأعراضه عند تقدم المرض.

وقد تتضمن علامات سرطان الرئة وأعراضه ما يلي:

  • سعال جديد لا يزول.
  • سعال الدم، ولو بكمية قليلة.
  • ضيق النفس.
  • ألم في الصدر.
  • بحّة الصوت.
  • فقدان الوزن دون محاولة.
  • ألم العظام.

ويقسّم الأطباء سرطان الرئة إلى نوعين رئيسيين بناءً على مظهر خلايا هذا السرطان تحت المجهر. ويتخذ الطبيب قرارات العلاج بناءً على النوع الرئيسي الذي أصيب به الشخص من سرطان الرئة.

ونوعا سرطان الرئة الرئيسيان هما:

  • سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة: لا يحدث سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة تقريبًا إلا لدى المدخنين الشَّرِهين، وهذا النوع أقل شيوعًا من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة.
  • سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة: سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة هو مصطلح شامل لعدة أنواع من سرطانات الرئة. وتشمل سرطانات الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة سرطان الخلايا الحرشفية والسرطان الغُدّي وسرطان الخلايا الكبيرة.

وهناك عدد من العوامل التي قد تَزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة. وبعض عوامل الخطورة هذه يمكن السيطرة عليه؛ عن طريق الإقلاع عن التدخين مثلاً. لكن ثمة عوامل أخرى لا يمكن التحكم فيها مثل تاريخ عائلتك المرضي.

ومن عوامل خطورة الإصابة بسرطان الرئة:

  • التدخين: يزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة عدد السجائر التي يدخنها الشخص يوميًا وعدد سنوات التدخين. لكن الإقلاع عن التدخين في أيّ عمر يمكن أن يقلِّل بشكلٍ كبير فرص الإصابة بسرطان الرئة.
  • التعرض للتدخين السلبي: تزداد فرص الإصابة بسرطان الرئة بتعرض الشخص للتدخين السلبي حتى ولو كان غير مدخن.
  • العلاج الإشعاعي السابق: إذا كنت قد خضعت للعلاج الإشعاعي للصدر لعلاج نوع آخر من السرطان، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة.
  • التعرُّض لغاز الرادون: ينتُج الرادون من خلال التحلل الطبيعي لليورانيوم في التربة والصخور والماء، والذي يصبح في النهاية جزءًا من الهواء الذي يتنفسه الشخص. وقد تتراكم في أيّ مبنى أو منزل مستويات خطيرة من غاز الرادون.
16