مرضى السمنة يعلقون آمالهم على أدوية جديدة لإنقاص الوزن

نسبة الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في العالم ستصل إلى 51 في المئة بحلول عام 2035 إذا لم تعزز الوقاية.
الأربعاء 2023/08/16
نجاعة الرياضة مع الأدوية

واشنطن - يعلّق مرضى السمنة آمالهم على علاج جديد لهذا المرض الذي يعتبر من أكثر المشاكل الصحية انتشارا في العالم بعد أن أعلنت بعض الشركات ومختبرات متخصصة أنها تعمل على إنتاج أدوية تستهدف إنقاص الوزن.

ويمثل جيل جديد من الأدوية المخصصة لإنقاص الوزن مصدر أمل في محاربة هذه الآفة الصحية العالمية التي تجني منها المختبرات والمستثمرون فيها أرباحا طائلة.

والسمنة مرض مزمن قد يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان ومضاعفات في حال الإصابة بعدوى مثل كوفيد. وبما أن علاجها صعب، فهي مكلفة بالنسبة إلى الأنظمة الصحية. ولا تتعلق أسبابها بنمط الحياة فحسب، بل قد تكون أيضا عائدة إلى عوامل وراثية.

40

في المئة من البالغين يعانون السمنة في الولايات المتحدة الأميركية

وإذا لم تُعزَّز الوقاية منها وتُحسَّن الرعاية الطبية للمصابين بها يتوقع الاتحاد العالمي لمكافحة السمنة أن يصل عدد الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة إلى نصف سكان العالم، حوالي 51 في المئة، بحلول عام 2035.

ووفقا لحسابات الاتحاد سيكون التأثير الاقتصادي العالمي مدمّرا بالمقدار نفسه إذ قد يتجاوز أربعة آلاف مليار دولار سنويا. ومنذ الجيل الأول للعلاجات المخصصة لإنقاص الوزن التي طوِّرت حتى الستينات، ارتفعت معدلات السمنة بشكل مطرد، كما أن الأبحاث بشأنها تقدّمت.

وبالإضافة إلى فاعليتها ضد السكري تساهم الأدوية الحديثة المضادة للسمنة في إنقاص وزن أكبر بكثير مما تنقصه الأدوية المتوافرة، مع آثار جانبية أقل حدة (غثيان وإسهال). كما أنها تظهر فائدة في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتحاكي هذه الأدوية هرمونا تفرزه الأمعاء (جي أل بي – 1) لإعلام الدماغ بالشبع بعد تناول الطعام. وشهدت مجموعتا “إيلي ليلي” الأميركية و”نوفو نورديسك” الدنماركية للصيدلة ارتفاع مبيعاتهما في الربع الثاني من السنة بفضل أدويتهما المخصصة لتحفيز خسارة الوزن والتي تزداد شعبيتها. وفي أبريل الماضي أكدت مجموعة “إيلي ليلي” أن منتجها المضاد للسكري، والذي يسوّق تحت اسم “مونجارو”، يساهم أيضا في إنقاص الوزن.

ونظرا إلى حجم السوق في الولايات المتحدة (40 في المئة من البالغين يعانون السمنة) سيكون صدور الضوء الأخضر المحتمل عن الإدارة الأميركية للأغذية والعقاقير “أف دي إيه” بحلول نهاية العام، لتسويق هذا الدواء بهدف مكافحة السمنة هذه المرة، بمثابة دفع تجاري للمجموعة بعدما قاربت مبيعات “مونجارو” المليار دولار في الربع الثاني من السنة.

إذا لم تُعزَّز الوقاية منها وتُحسَّن الرعاية الطبية للمصابين بها يتوقع أن يصل عدد الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة إلى نصف سكان العالم

وقال أكاش باتيل، المحلل لدى “غلوبل داتا”، “سيقدّم العلاج من دون شك على أنه بديل لجراحة السمنة، إذ ساهم ‘مونجارو’ في خسارة وزن بالمستوى نفسه“.

وبالنسبة إلى مجموعة “نوفو نورديسك” يبدو المستقبل مشرقا، فقد أظهرت دراسة هذا الأسبوع أن علاج السمنة “ويغوفي” الذي ازدادت مبيعاته أكثر من أربع مرات في الربع الثاني من السنة قلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد يكون ذلك كافيا لإقناع شركات التأمين عبر الأطلسي بتغطية هذه العلاجات التي تستجيب لمشكلات صحية حقيقية وليس فقط للرغبة في إنقاص الوزن.

لكن “إحدى العقبات الرئيسية التي تحول دون حصول المريض على أدوية ‘جي ال بي – 1’ هي الكلفة”، كما قال الاتحاد الأميركي للصيادلة. ويبلغ سعر هذه الحقن، التي تعطى تحت الجلد مرة واحدة في الأسبوع، أكثر من 10 آلاف دولار سنويا.

ومن بين الوسائل التي من شأنها خفض الكلفة وتبسيط تناول الدواء تطوير أقراص تؤخذ عن طريق الفم يوميا. وهو مسار تتقدم فيه “نوفو نورديسك” في دراساتها السريرية. وتسعى “إيلي ليلي” وكذلك “فايزر” إلى اجتراح حلول مماثلة.

16