مرضى السرطان في بريطانيا سيخضعون لتجارب مخصصة لعلاجات الرنا المرسال

لندن - تعتزم بريطانيا توقيع اتفاق بشأن أدوية السرطان مع بيونتيك الألمانية. وقال وزير الصحة البريطاني ستيف باركلي إن البحث في علاجات السرطان الجديدة يمكن تسريعه من خلال اتفاق حكومي مع شركة رائدة للصناعات الدوائية.
ومن المقرر أن يوقع باركلي مذكرة تفاهم مع شركة بيونتيك الألمانية من أجل "ضمان إتاحة أفضل علاجات ممكنة للسرطان في أقرب وقت ممكن"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية "بي.أي ميديا".
ويعني الاتفاق أن مرضى السرطان في إنجلترا سيتمكنون من الخضوع مبكرا لتجارب مخصصة لعلاجات الحمض النووي الريبوزي المرسال، مثل لقاحات السرطان، ومن المحتمل أن يتم ذلك في خريف 2023.
يذكر أن بيونتيك عملت مع فايزر على تطوير لقاح كوفيد - 19 شائع الاستخدام الذي يعتمد على الحمض النووي الريبوزي المرسال، وقد توفر شراكتها مع الحكومة البريطانية 10 آلاف جرعة من العلاجات المخصصة للمرضى البريطانيين بحلول 2030 عن طريق مركز جديد للأبحاث والتطوير.
وكان لقاح كورونا الذي طورته الشركة مع فايزر الأميركية قد منح بيونتيك صيتا عالميا. وكان اهتمامها الأصلي حول تطوير علاجات للسرطان أو إنتاج لقاح ضد هذا المرض بتقنية الرنا المرسال ويبدو أن خطوات قليلة تفصلها عن هذا الهدف.
وشركة بيونتيك لصناعة الأدوية والتي اشتهرت بتطوير لقاحات مضادة لفايروس كورونا المستجد بتقنية الرنا المرسال، تعتزم قريبا طرح أدوية تعالج السرطان اعتمادا على ذات التقنية، كما أوضح رئيس مجلس إدارتها هيلموث جيغليه.
وكان اهتمام الشركة الألمانية قبل ظهور وباء كورونا منصبا على تطوير لقاح مضاد للأورام السرطانية اعتمادا على تقنية الرنا المرسال. وبعد ظهور الوباء استفادت الشركة من سنوات تجارب قطعتها في هذا الميدان، الأمر الذي ساعدها على اكتشاف لقاح ضد الوباء في وقت زمني قياسي مقارنة باللقاحات التي طورت في السابق.
وحسب رئيس مجلس الإدارة سيكون العقار الأول إن نجحت جميع التجارب السريرية الجارية جاهزاً بحدود عام 2027. وهو عقار معالج لسرطان الخصية. ويقول المسؤول إنه للرجال "ما بين 25 و40 من العمر ممن لم تتجاوب أجسامهم مع الطرق العلاجية الأخرى للمرض".
ولماذا هذا النوع من السرطان رغم أنه ليس الأكثر شيوعا؟ يوضح هيلموث جيغليه أن لذلك علاقة بأخلاقيات الشركة التي تريد الاهتمام بأنواع السرطانات النادرة والتي لا تحظى باهتمام كبريات شركات الأدوية لغياب المحفز المادي.
وعلاجات تقنية الرنا المرسال فردية، أي يتم تطويرها حسب كل حالة على حدة. وبداية يتم استئصال الورم أو نسيج من الخلايا السرطانية لدى المريض. وبعد أن تحصل الشركة على هذه العينات تقوم بتطوير عقار يعالج الحالة عبر تحفيز الجهاز المناعي على القضاء على الخلايا المريضة دون إلحاق أي ضرر بالخلايا السليمة.
ويرى خبراء الشركة في سرطان الخصية منطلقا لعلاجات تمتد إلى باقي أنواع السرطانات الأخرى. وفي تصريحات للصحيفة الألمانية "أوغسبورغر ألغماينه" لم يخف جيغليه أنه لن يكون راضيا على أداء الشركة إلا "إذا نجحنا في تطوير عدد لا بأس به من علاجات السرطان"، وتابع "عندها سنكون قد حققنا أحلامنا على أرض الواقع".