مرضى السرطان أكثر عُرضة لجلطة الساق

خطر الإصابة يزيد لدى مرضى سرطان البنكرياس والمبايض والرئة.
الجمعة 2023/07/07
أدوية سيولة الدم من شأنها أن تخفف حدة الجلطة

يؤكد خبراء الصحة أن جلطة الساق يمكن أن تصيب مرضى السرطان أساسا، وخصوصا مرضى سرطان الرئة والبنكرياس، ذلك أن الجلطات الدموية في الأوردة قد تسري إلى أماكن أخرى، ومن ثم تنتقل عبر مجرى الدم وتلتصق بالرئتين وتعوق تدفق الدم. ويشير الخبراء إلى أن الأشخاص المصابين بالسرطان هم أكثر عرضة للإصابة بجلطة بأربع إلى سبع مرات من الأشخاص غير المصابين. كما تعد الجلطات الدموية السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين المصابين به بعد السرطان نفسه.

برلين - يزيد خطر الإصابة بجلطة الساق لدى مرضى السرطان بصفة خاصة، وفق ما قالته الجمعية الألمانية لطب الأوعية الدموية، معللة ذلك بأن تكوين الدم قد تطرأ عليه تغيرات بسبب الورم الخبيث أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، ومن ثم يصبح الدم أكثر عرضة للتجلط.

وأوضحت الجمعية أن خطر الإصابة بجلطة الساق يزيد مع بعض أنواع السرطان مثل سرطان البنكرياس وسرطان المبايض وسرطان الرئة، بينما يكون الخطر منخفضا نسبيا مع سرطان البروستاتا وسرطان الثدي.

وتتمثل العلامات التحذيرية لجلطة الساق في تورم الساق والكاحل وسخونة الجلد والحساسية للمس، كما يتغير لون الجلد إلى اللون الأحمر المائل إلى الأزرق ويصير لامعا.

وشددت الجمعية على ضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض للخضوع للعلاج في الوقت المناسب، على سبيل المثال أدوية سيولة الدم، محذرة من أن كتلة الدم المتجلط قد تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم وتصل مثلا إلى الرئة مسببة الإصابة بالانسداد الرئوي الذي يشكل خطرا على الحياة.

ويمكن أن يؤدي تجلط الدم في وريد الساق إلى الشعور بألم ودفء ومضض في المنطقة المصابة.

ويمكن أن يحدث التخثر الوريدي العميق إذا كان الشخص مصابًا بحالات مَرَضية معينة متعلقة بجلطات الدم. وقد تتكون جلطة في الساقين إذا لم يتحرك الشخص لفترة طويلة. فمثلا قد لا يتحرك كثيرًا إذا كان مسافرًا لمسافة طويلة أو إذا كان ملازمًا للفراش بسبب جراحة أو مرض أو حادث.

العلامات التحذيرية لجلطة الساق تتمثل في تورم الساق والكاحل وسخونة الجلد والحساسية للمس وتغير لون الجلد إلى الأحمر

وقد يعتبر التخثر الوريدي العميق حالة خطيرة نظرًا إلى أن الجلطات الدموية في الأوردة قد تسري إلى أماكن أخرى، ومن ثم تنتقل عبر مجرى الدم وتلتصق بالرئتين وتعوق تدفق الدم (الانصمام الرئوي). وعند حدوث التخثر الوريدي العميق والانصمام الرئوي معًا، يُسمى ذلك الانصمام الخثاري الوريدي.

وتعد جلطات الدم من الآثار الجانبية لسرطان الرئة والأدوية التي يتناولها المريض لعلاجه، ومن المهم معرفة العلامات التحذيرية للجلطة والحصول على رعاية طبية على الفور للسيطرة على هذه الحالة الخطيرة، وفق ما يؤكده الخبراء.

ويمكن أن يزيد سرطان الرئة من خطر الإصابة بجلطات الدم داخل الأوردة العميقة وهذا ما يسمى الجلطات الدموية الوريدية.

ويشير الخبراء إلى أن الأشخاص المصابين بالسرطان هم أكثر عرضة للإصابة بجلطة بأربع إلى سبع مرات من الأشخاص غير المصابين به، والسرطان مسؤول عن حوالي 1 من كل 5 حالات من الجلطات، ويمكن أن تتحرر جلطة دموية بالساق وتنتقل عبر مجرى الدم إلى الرئتين وهذا ما يسمى بالانسداد الرئوي، ويمكن أن يكون مميتًا إذا قطع إمدادات الدم، كما يمكن أن تنتقل الجلطات الدموية أيضًا إلى المخ وتسبب السكتة الدماغية.

ويشير الخبراء إلى أن ما يصل إلى 25 في المئة من المصابين بالسرطان سيطورون في النهاية جلطة دموية يمكن أن تكون مؤلمة وخطيرة ويجب معالجتها. وتعد الجلطات الدموية السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين المصابين به بعد السرطان نفسه.

وتدمر الخلايا السرطانية الأنسجة السليمة أثناء تكاثرها وانتشارها، وعندما يشعر الجسم بأضرار في أنسجته فإنه يرسل الصفائح الدموية وعوامل التخثر لإصلاح الضرر، ويتضمن جزءا من عملية الإصلاح هذه تكوين جلطات لمنع النزيف الزائد.

من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم هي تجاوز سن الـ65 عاما، والحمل، والتدخين

والسرطان يثخن الدم ويطلق البروتينات اللزجة التي تشكل الجلطات. ويمكن أن تضغط الأورام أيضًا على الأوعية الدموية أثناء نموها وتوقف تدفق الدم. وعندما لا يتحرك الدم، يمكن أن تتشكل الجلطات.

ومن العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم هي تجاوز سن الـ65 عاما، والحمل، والتدخين، والالتهابات، والسمنة أو زيادة الوزن، ووجود تاريخ عائلي من جلطات الدم، والخضوع لعمليات نقل الدم إلى مرضى فقر الدم.

كما تزيد بعض علاجات السرطان أيضًا من خطر الإصابة بجلطات الدم، حيث يدمر العلاج الكيميائي جدران الأوعية الدموية ويؤدي إلى إطلاق مواد تؤدي إلى تكون الجلطات.

وأظهرت دراسة رائدة أن زيادة الوزن أو السمنة تعرض الأفراد لخطر الإصابة بخمسة أنواع من السرطانات أكثر مما كان يعتقد سابقا.

ووجد باحثو منظمة الصحة العالمية أن الذين يعانون من وزن كبير من سن 18 إلى 40 هم أكثر عرضة للإصابة بـ18 نوعا مختلفا من الأمراض الفتاكة.

وتتبع الباحثون أكثر من 2.6 مليون حالة مؤشر كتلة الجسم على مدى حياتهم لمعرفة كيف أثر ذلك على المخاطر.

وتشمل السرطانات المحددة حديثا المرتبطة بالوزن: اللوكيميا، وسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية، وبين الأشخاص الذين لم يدخنوا قط، سرطانات الرأس والرقبة والمثانة.

وقال الدكتور هاينز فريسلنغ قائد الدراسة المشارك في الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية إن الأطباء بحاجة إلى أن يكونوا على دراية بالخطر الأكبر للإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.

Thumbnail

وأضاف “نتائج دراستنا تدعم إعادة تقييم عبء السرطان المرتبط بزيادة الوزن والسمنة، والذي من المحتمل أن يتم التقليل من شأنه حاليا”.

وفي السابق ربطت منظمة الصحة العالمية بين زيادة الوزن أو السمنة وما لا يقل عن 13 نوعا من أنواع السرطان المختلفة.

ونظرت الدراسة التي نُشرت في مجلة “نيتشر كمينيكايشن” في السجلات الصحية للأشخاص في كتالونيا بإسبانيا من عام 2009 حتى 2018.

ولم يكن أي منهم مصابا بالسرطان في بداية الدراسة، وتم تشخيص 225396 مصابا به بحلول النهاية.

ووجد الباحثون أن الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة كانوا أكثر عرضة للإصابة بـ18 نوعا من السرطان، بما في ذلك الأنواع الخمسة التي تم تحديدها حديثا.

وقالت الدكتورة تاليتا دوارتي – ساليس من معهد البحوث في الرعاية الصحية الأولية جوردي غول “تدعم هذه النتائج تنفيذ إستراتيجيات الرعاية الأولية للوقاية من السرطان. ويجب أن يكون لها تركيز قوي على منع وتقليل زيادة الوزن والسمنة في وقت مبكر. ويمثل هذا البحث الرائد علامة فارقة في فهم العلاقة المعقدة بين زيادة الوزن وخطر الإصابة بالسرطان”.

وتابعت “من خلال هذه النتائج، أصبح لدى المجتمع العالمي أداة جديدة قوية لتشكيل التدخلات المستهدفة، وتطوير إستراتيجيات وقائية فعالة، وفي النهاية إحداث تأثير كبير على نتائج السرطان في جميع أنحاء العالم”.

وأضافت الدكتورة باناجيوتا ميترو من الصندوق العالمي لأبحاث السرطان “هذه الدراسة الكبيرة لها آثار مستقبلية على الصحة العامة، حيث ثبت أن السرطانات الإضافية، مثل اللوكيميا وسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية مرتبطة بزيادة الوزن والسمنة. وتظهر أدلتنا الخاصة أن الحفاظ على وزن صحي طوال الحياة هو أحد أهم الأشياء التي يمكن للأشخاص القيام بها لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، والوقاية المبكرة في مرحلة البلوغ أمر أساسي”.

16