مدينة رومانية قديمة في شالة توشّح الرباط

الرباط ـ في اكتشاف أثري جديد، تم الكشف عن بقايا المدينة الرومانية القديمة “سلا” على ضفاف نهر أبي رقراق، بالقرب من قصبة شالة في الرباط. وتعود هذه الاكتشافات إلى الحفريات التي بدأها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في عام 2023، والتي أسفرت عن الكشف عن مواقع تاريخية تعود إلى “سلا كولونيا”، المدينة الرومانية التي كانت مزدهرة في العصور القديمة.
وقال عبد الجليل بوزڭار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، في تصريح صحفي: “بعد عامين من الحفريات، التي قادها أستاذ علم الآثار عبدالعزيز الخياري، تمكنا من العثور على بقايا تعكس وجود هذه المدينة الرومانية القديمة.” وأضاف أن الحفريات كانت تهدف لفهم تاريخ المدينة العريق والموقع الأثري المهم الذي يعد شاهداً على غنى التراث الثقافي للمغرب.
وأوضح بوزڭار أن الحفريات بدأت بالقرب من الجدار الجنوبي المحيط بالقصبة في عام 2023، بهدف استكشاف تاريخ مدينة سلا القديمة، التي تُعتبر أحد المواقع الأثرية الرائدة في البلاد.
من جانبه، أكد عبدالعزيز الخياري، الذي قاد الحفريات في الموقع المسمى “عين جنا”، أهمية الاكتشافات التي تمثل أقدم الحمامات الرومانية المكتشفة في المغرب. هذه الحمامات تمتد على مساحة 4000 متر مربع، وكانت قيد الاستخدام منذ القرن الأول الميلادي حتى بداية القرن الرابع.
كما أشار الخياري إلى اكتشاف ساحة “بالسترا”، التي كانت مخصصة للتمارين البدنية، حيث تم العثور على أساسات وأعمدة لهذه الساحة. بالقرب من الحمامات، اكتشف الباحثون أحواضاً حمامية مصفوفة بجانب مقاعد حجرية، بالإضافة إلى غرف جانبية مثل غرف التبريد وأماكن الاسترخاء التي كانت تُستخدم بعد الاستحمام.
وبالإضافة إلى ذلك، تم العثور على آثار لوجود أحواض سباحة وأحواض لتصريف المياه المستعملة بالقرب من المجمع الحمامي. وأوضح الخياري أن الأبحاث مستمرة للكشف عن المزيد من آثار المدينة الرومانية القديمة.
يشكل هذا الاكتشاف إضافة مهمة إلى تاريخ شالة، المدينة المغربية التي تحتضن إرثًا ثقافيًا غنيًا، ما يعزز مكانتها كموقع تاريخي يعكس العمق الحضاري للمغرب في العصور القديمة.