مخاوف الأردنيين من لقاحات كورونا لا تثنيهم عن تلقي التطعيم

حملة التطعيم ضدّ كورونا تبدد مخاوف المسنين وتجدّد آمال الشباب في وضع اقتصادي أفضل مستقبلا.
الجمعة 2021/02/05
تطعيم المسنين ضرورة ملحة

عمان – يترقب الأردنيون كأغلب شعوب العالم الوقت الذي يعلن فيه رسميا عن انتهاء أزمة جائحة كورونا، والتداعيات المختلفة التي صاحبتها وأضرت بمصالح عدد كبير منهم، وطالت تأثيراتها السلبية وضغوطها جوانب كثيرة من حياتهم.

وعلى الرغم من ارتفاع الإصابات والوفيات بالمملكة، يشكّك البعض في ظهور الفايروس واكتشاف لقاح ناجع مضاد له، لكن الخوف على حياة ذويهم من كبار السن، والأمل بانتهاء زمن الجائحة لفئة الشباب وعودة الحياة إلى طبيعتها، دفع بعضهم إلى ضرورة تلقي اللقاح المضاد.

وبدأ الأردن في الـ13 من يناير الماضي حملة تطعيم باستخدام لقاحي “سينوفارم” الصيني و”فايزر ـ بيونتيك” الأميركي من خلال 29 مركزا، حددتها وزارة الصحة، توزعت على مختلف محافظات المملكة.

وكان لكثرة التصريحات وتناقضها في بعض الأحيان عامل في قلق الأردنيين، إلا أن خطوة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمير الحسين في تلقي اللقاح، في اليوم الثاني لبدء حملة التطعيم بالمملكة، بددت تلك المخاوف، وساهمت في خلق حالة من الارتياح لدى أغلب الأردنيين.

وأكد العاهل الأردني في مقابلته الأخيرة مع وكالة الأنباء الرسمية أنه تلقى اللقاح، التزاما بالتعليمات والتوصيات الصحية لجميع المواطنين.

وتابع “حرصت على تلقيه أمام عدسة الكاميرا، ليدرك الجميع أن العملية سهلة وآمنة”.

وأضاف “أحسست ببعض الأعراض الخفيفة، من تعب وصعوبة في النوم ليومين بعد تلقي اللقاح، ولكن الفائدة أعظم بكثير، خاصة مقارنة بخطر الإصابة، لا سمح الله”.

واستدرك “بتلقي المزيد من الأردنيين للقاح، سنتمكن من البدء بالتعافي والعمل لتعود الحياة إلى طبيعتها. والحمد لله على كل شيء”.

وكان حديث العاهل الأردني عن تجربته مع لقاح كورونا بمثابة رسالة واضحة لمواطنيه بضرورة تلقيه، فهو يدرك تماما أن استمرار تداعيات الوباء والإغلاق المتكرر الذي شهدته البلاد، سيزيد من معاناة المملكة الاقتصادية، لاسيما وأنها تعاني بطبيعة الحال من ضغوطات ناجمة عن ظروف المنطقة والأزمات في الدول المجاورة.

خطوة شجعت الأردنيين على تلقي اللقاح
خطوة شجعت الأردنيين على تلقي اللقاح

وتتباين آراء المواطنين بين مقتنع وغير مقتنع بتلقي اللقاح، فيما أرجع البعض سبب عدم إقبالهم على تلقي اللقاح إلى نتيجة ما أسموه بـ"ضعف أسلوب ترغيب الناس في الحصول عليه".

ويرى حسين الطعان (80 عاما)، الذي تحدّث أثناء تلقي اللقاح، أن “أخذ اللقاح ضروري من باب الاحتياط”، مؤكدا أنه لا يعاني أي أمراض.

فيما قالت أم زياد (76 عاما) إن سبب قدومها لتلقي التطعيم هو تجنب إصابتها بالمرض، واعتبر ابنها أن “اللقاح جيد، ولكن لو كانت هناك إمكانية لاختيار نوع التطعيم لكان أفضل”.

أما حسين العطاري (77 عاما)، فأشار إلى أنه لم يحصل على التطعيم، لكنه يفكر في أخذه حتى يرتاح من كورونا.

وأشاد مدير صحة إربد رياض الشياب بوعي المواطن الأردني، وبأنه شريك أساسي في التغلب على هذه الأزمة الوبائية التي تعصف بالعالم.

وتابع “جميعنا يدرك أن الأزمة ثقيلة بتداعياتها، ولكن مع وجود اللقاح أصبح التخلص منها ممكنا”.

وأكد أن “عودة الحياة إلى طبيعتها مقرونة بانتهاء الوباء، ولن نتمكن من ذلك دون تلقي اللقاح، والالتزام الدائم بإجراءات الصحة والسلامة العامة”.

باعث القلق للأردنيين تركز في معظم أحاديثهم على تأثيرات اللقاح الجانبية المحتملة، إلا أن أحد خبراء التطعيم في أحد مراكز الصحة اعتبر أن تلك المخاوف “غير مبررة”، مرجعا ذلك إلى حصول الملايين عليه حول العالم، مشددا على أن الأمر ليس مزحة ليتم التلاعب بحياة الملايين.

وكان وزير الصحة الأردني نذير عبيدات، كشف في تصريحات خلال مؤتمر صحافي الأحد الماضي، أن 40 ألف مواطن تلقوا لقاحات فايروس كورونا المستجدّ، مشيرا إلى أن النسبة الأكبر ممن تلقوا التطعيم في المرحلة الأولى كانت من الكوادر الصحية تلاهم كبار السن.

وقال في تصريح آخر لإحدى الإذاعات المحلية إنهم كانوا يتوقعون تسجيل مليون مواطن على منصة تلقي اللقاحات، وإنه تتوفر 80 ألف جرعة من لقاحات كورونا بالمملكة، تم إعطاء 40 ألفا منها للمواطنين.

وبلغ إجمالي إصابات كورونا في الأردن حتى مساء الأحد 326 ألفا و855، بينها 4 آلاف و316 وفاة، و314 ألفا و581 حالة تعاف.