تقف إيران أمام حقيقتين: العقوبات الدولية وانهيار أسعار النفط. في ذلك يتحسس حاكم طهران جسارة المؤشرات الاقتصادية، ويتقدم عاجزا عن اختلاق الترياق، فيذهب إلى الردح بالـ"مؤامرة" المغيرة من الخارج.

عاد بوتين يتذكر أياما كالحة عشية زوال الاتحاد السوفيتي، بدت روسيا عاجزة عن المكابرة في مناكفة العالم، أو بدا أن خطاب بوتين القيصري تعوزه صدقية، وبدت البوتينية ظاهرة متعجلة لا تتأسس على قواعد متجذرة.

في السلوك الأميركي ما يشبه الاستسلام للرؤى الروسية (الإيرانية) في الشأن السوري، فيما الحليف الأوروبي يواكب المسعى الروسي ويعمل على تصويبه بما لا يشكل اختراقا للمسلمات الغربية في سوريا.

لم تعد فلسطين قضية العرب الأولى، لكنها ما زالت واجبا "اجتماعيا" يقحم في البيانات الرسمية، ولازمة تستدرج تصفيقا في الاجتماعات والمؤتمرات والتجمعات العامة.

هي ورشة كبرى طموحة خاطر بها المغرب وما فتئ عاهل البلاد يتابع سيرها وصيرورتها، يرد بذلك على المشككين والمترددين في الإيمان بنهائية الرقي بحقوق الإنسان باتجاه أعلى القمم المتاحة.

إذا ما تصرفت النهضة وكأنها خسرت السباق الرئاسي أمام زعيم النداء، فإنها، ومن خلال دعمها للمرزوقي، تروم تمتين موقعها المقبل في تونس، بانتظار أن تأتي الصفقات بما عجزت عنه استحقاقات الصناديق.

في "فعلة" أبو فاعور كشف لكل الطبقة السياسية اللبنانية. بدا سياسيو كافة المشارب مرتبكين غارقين في حيرة (المتواطئ) محرجين في دعم ما خرج به وزير في حكومة "الوحدة الوطنية".

اللافت في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، هو حرص الإدارة الأميركية على الرهان على الحصان الإيراني وإمكانية الاتفاق مع طهران على صفقة كبرى تبدأ إرهاصاتها بغلق الملف النووي.

مشتركان بين حزب وأنصار الله في لبنان واليمن. الأول، عقيدة السلاح منهجاً وسلوكاً ووسيلة عيش، والثاني، تبعية لا تردد فيها، ولا حرج منها، للجمهورية الإسلامية في إيران.

تكشف الانتخابات تخلص تونس، من الجانب الانفعالي الذي ولدته "ثورة الياسمين"، واستعادة البيت التونسي لشؤون البيت التونسي، فيما تترنح الاختراقات من الخارج، وتكاد تستستلم لشروط البيت.

يستعجل التونسيون القفز نحو مرحلة أخرى، وقد ينظرون إلى الانتخابات بصفتها تلك الرافعة المتوخاة. لكن يقلق المراقب هذا الإغفال الكبير لقضايا المنطقة.

يسجل للتونسيين، أحزابا وتيارات ومؤسسات، أنه تم ضبط إيقاع الفوضى وكبت جماح الثورة، إذا قورن ذلك مع الانحرافات في ليبيا وسوريا واليمن.

إذا كانت مقاربة العلاقة مع نظام السيسي موضع تناقض بين الدولتين، فإن الرياض وأنقرة متفقتان على إزاحة نظام بشار الأسد في سوريا.

أظهرت القطيعة تباينات في الفكر الجهادي لم تكن ظاهرة بقيادة بن لادن، بل إن تلك التباينات اختفت في انصهار كامل داخل تنظيم بن لادن.

التفصيل اليمني يندرج ضمن المشهد الإقليمي الذي تبدل ضد الإخوان منذ إسقاطهم في مصر، وفي سوريا والعراق منذ ظهور تنظيم البغدادي، والذي تبدل في ويلز وجدة منذ الإعلان عن تحالف ضد داعش.

بعض الخبثاء الغربيين رأوا في موقف أنقرة ابتعادا عن حلفها التاريخي الأطلسي، واقترابا من دولة أبي بكر البغدادي الإسلامية.

الهمة الغربية ضد داعش تشكو نواقص بنيوية تصب كثيرا من المياه المطمئنة في طاحونة داعش. تلك النواقص ليست أخطاء مطبعية يجري تصحيحها، بل علل مرتبطة بأزمة المنطقة.

وجدت الجزائر في قضية الصحراء ذريعة لفتح جرح دائم مع المغرب، ذلك أنها ليست مصدر الأزمة، فالتوتر سابق على مسألة الصحراء، وهو الذي جعل من الصحراء "قضية" تناكف بها المغرب.