عاصفة الحزم تمثل استحقاقا سيؤسس لما بعده في سيرة الأحلاف السياسية والعسكرية. وستشكل مداولات اجتماع رؤساء الأركان العرب أول محاولة عربية لقيام تشكيل عسكري عربي.

يجد اللبنانيون في "عاصفة الحزم" شأنا محليا سيتداعى على واقعهم، كما يجدون في الاتفاق الدولي مع إيران استحقاقا داخليا سيحدد مستقبل التعايش السياسي في بلدهم.

عصر تدخله السعودية تراعي به تطورات وتستبق به أخرى، لكن المملكة باتت تدرك محددات أمنها الإستراتيجي وتفرض على العالم تدابيرها.

في العراق من بات يرى أن داعش ليست علة عراقية تموت بإجراءات عراقية، بل هي امتداد لعلل المنطقة التي لن تزول إلا بتسويات تاريخية عصية.

أدبيات التطرف لطالما اعتبرت الديمقراطية "بدعة" لا تنطبق على بلاد المسلمين. فالحاكمية لله وليست للشعب، بالتالي ليست للبرلمان الذي أعلن بيان "داعش" أنه المستهدف في باردو.

لا يبدو أن واشنطن معنية هذه الأيام بإعادة توازن ما بين الطوائف. باتت الولايات المتحدة، العاجزة في عهدي باراك أوباما عن تقديم ترياقها، مستسلمة لمن يتطوع بترياق.

هل "قفز" الأردن صوب إيران يستطلع إمكانات الوصل بين طهران والرياض على ما يوحي به "الدور المحوري" لعمان، أم سعي إلى توازن في خيارات إيرانية للأردن تقابل تبدلات للبوصلة السعودية.

لا تستعجل الرياض انقلابا صارخا متعجلا في أهداف تقاربها مع أنقرة. بيد أن المقاربة السعودية تبدو ذاهبة باتجاه محور يجمع الرياض بأنقرة والقاهرة.

خطوة هادي تأتي مكملة لموقف العواصم الكبرى بهجر العاصمة اليمنية المحتلة، كما لموقف مجلس الأمن الرافض لإعلان الحوثيين "الدستوري" وما يلتصق به من قرارات نافرة.

حماس تستيقظ على كم من الحقائق وكم من الأوهام تجعل سعيها ارتجاليا يحاكي اليوميات، فيما أداؤها عاجز عن إنتاج أفق سياسي واضح بعيد المدى.

العامل الإيراني الذي يطل على العراق وسوريا ولبنان واليمن بات يلح على الجانبين بضرورة التحالف والتآلف والاتفاق على ما هو مشترك بين البلدين.

الورشة الفرنسية الناشطة لإعادة العلاقات إلى طبيعتها مع الرباط، تتطلب إعادة تعريف لطبيعة العلاقات وآفاقها والمطلوب منها، لاسيما لجهة موقف باريس من موضوع الصحراء المغربية.

رغم الهـدوء الذي طالما اتسمت به السياسة الخارجية للمملكة، فإن الرياض تكاد تكون الأكثر ضجيجا في إعلانها الموقف تلو الموقف.

الدين عندنا خبز الثقافة ومحورها، فإذا ما خيل تهميشه عن متن السياسة غداة حداثة مستوردة، فسرعان ما يعيد السلطان إنعاشه، ففيه، وحتى إشعار آخر، ترياق الحكم وعماد شرعيته.

بين المنطقتين منطقان يتنافران ويتباعدان يوما بعد آخر. قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تسود عالم الآخر بدع أجنبية غريبة عن ثقافة "النحن"، وهي زعم مزيف وإدعاء خبيث لا ينفيه عمران هذا الآخر.

لم يعترف لبنان الرسمي بالنازحين السوريين بصفتهم لاجئين هاربين من كارثة ديارهم. بسبب حساسيات طوائفه رفض لبنان إقامة مخيمات رسمية تدير شؤون اللاجئين الجدد.

الدبلوماسية التي استفاقت على ضجيج الإعلام ستعمل على تدوير الزوايا وإصلاح ما أضرته "زلات اللسان" المقصودة هنا وهناك. سيصح ما هو صحيح في طبيعة العلاقات بين البلدين، وستمحو الوقائع دخان الإشاعات.